التجد الاخباري – مكتب بيروت
كشفت “مصادر مطلعة” لـ(موقع التجدد الاخباري)، أن مشاركة “الامارات العربية المتحدة” بمعرض دمشق الدولي في دورته (الحالية) الحادية والستين، جاءت بـ”موافقة ضمنية” من واشنطن، وضوء أخضر من ادارة الرئيس ترمب، ما أتاح لـ”أبو ظبي”، وهي من حلفاء أمريكا الرئيسيين في المنطقة، ان تشارك بوفد ضم (40) رجلا -على الأقل- من رجال الأعمال الإماراتيين، برئاسة “حميد محمد آل علي”، الأمين العام لاتحاد غرف التجارة في الإمارات، و”عبدالله سلطان العويس”،نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة.
فقد بدا الموقف الاماراتي، متحديا بذلك، تحذيرات أمريكية،كانت قد سبقت انطلاقة المعرض من القيام بأنشطة تجارية مع حكومة السورية،و(شركائها).
المعرض، الذي افتتح (الأربعاء) الفائت، لم يكن قد نظم لأربع سنوات بسبب الحرب السورية، وأعاد فتح أبوابه في الـ2017 ، وهذه هي الدورة الثالثة للمعرض على التوالي، بعد انقطاع دام لـ6 سنوات، بسبب “الأزمة” في سوريا. يعد معرض دمشق الدولي من أهم معارض الشرق الاوسط والمنطقة، وهو معرض تجاري، تدعمه الدولة في العاصمة السورية- دمشق، ليبلغ حجم المشاركة بهذه الدورة (38 بلدا) و (1700 مؤسسة).
وكانت بدأت الإمارات، في توثيق علاقاتها مع دمشق، وأعادت فتح سفارتها بسورية في كانون أول \ ديسمبر 2018 ، في خطوة علنية كبيرة ، بعد قطع العلاقات مع الدولة السورية عام 2012 ، كما صنفت الإمارات (20) فصيلا من فصائل المعارضة السورية على لوائح الإرهاب الإماراتية، بينها كبرى فصائل المسلحين،كـ”لواء التوحيد” و”حركة أحرار الشام”.

اعادة افتتاح السفارة الاماراتية بسوريا
حيث يعتقد، وفق تقارير صحفية، أن مستشار الأمن الوطني الإماراتي ، الشيخ “طحنون بن زايد”، زار دمشق سرا ، قبيل اعادة افتتاح السفارة في سوريا ، حاملا رسالة من القيادة الإماراتية،بشأن مسألة إعادة فتح سفارة (أبوظبي) بدمشق،مجددا.
وتعد هذه هي أول مشاركة للامارات، منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، اذ كانت قد غادرت البعثة الدبلوماسية الإماراتية ، سوريا في فبراير/شباط 2012، حينما قرر مجلس التعاون الخليجي ، قطع العلاقات مع هذا البلد.
ومنذ بدء الحرب السورية عام 2011 ، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي،عقوبات اقتصادية على الحكومة السورية،و(أيضا) على رجال أعمال،مرتبطين بها.
فاروق (عصاصة)، وهو مدير إداري أول في شركة عيسى (الغرير)، التي توفر سلاسل إمداد ، وتتاجر في السلع الزراعية الأساسية ، وتتخذ من دبي ، مقرا لها ، قال في حديث لـ”رويترز” من دمشق : إن الشركات تستكشف إمكانيات التجارة وتقيم أهدافها وميزانياتها، وذكر أنه ليس قلقا من التحذير الأمريكي من أن الشركات ، التي تبرم صفقات تجارية مع الحكومة السورية ، قد تواجه عقوبات. وأضاف أن حجم الوفد الإماراتي الكبير ، يبين أن الآخرين يتفقون معه في الرأي.
وكتبت السفارة الأمريكية في سوريا على «تويتر» يوم 27 آب \أغسطس الماضي ، أنها تلقت تقارير عن اعتزام بعض رجال الأعمال ، أو الغرف التجارية في المنطقة المشاركة بالمعرض، وقالت «نكرر تحذيرنا من أن أي شخص يمارس أعمالا تجارية مع نظام الأسد أو شركائه يعرض نفسه لاحتمال فرض عقوبات أميركية عليه». وأضافت ”نكرر أنه من غير المقبول وغير الملائم للشركات والأفراد وغرف التجارة من خارج سوريا المشاركة“. كانت السفارة الأمريكية بدمشق ، قد علقت نشاطاتها في سوريا ، منذ 2012.
ورُفع علم كبير لدولة الإمارات فوق جناح الوفد، حيث عرضت الشركات بضائعها ، ومواد ترويجية ، فيما قال منظمو المعرض في بيان إن (26) شركة ، مقرها الإمارات ، كان لها أجنحة بالمعرض.
وكانت شملت وثيقة ، حصلت عليها وكالة الانباء العالمية «رويترز» للوفد التجاري الإماراتي، وتحمل شعار غرفة (أبوظبي للتجارة)، 42 عضوا على الأقل ، وهم يشاركون تحت مظلة، اتحاد غرف التجارة والصناعة بالامارات ، ويضم كذلك ، عدداً من ممثلي الغرف التجارية ، ورجال الأعمال.
يذكر ، أن المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، (حمد) بو عميم، كان صرح مطلع العام الجاري ، عن نية القطاع التجاري ، المشاركة في معرض دمشق الدولي، الذي يقام خلال الفترة من 28 آب\ أغسطس وحتى السادس من أيلول\ سبتمبر ، تحت مظلة اتحاد الغرف.
وأعرب حينها عن تفاؤله بتحسن الوضع في سوريا، مؤكداً أهميتها بوصفها،سوقاً مهمة، مشيراً إلى أن التجارة البينية بين (الإمارات وسوريا)، سجلت حراكاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية،وتوقع نمو تدفق الاستثمارات إلى الأسواق السورية، في ظل تحسن الأوضاع الأمنية، والسياسية هناك.
وكالة «سبوتنيك» الروسية، نسبت إلى مصدر في المؤسسة العامة للمعارض بدمشق، قوله : إن وفد رجال أعمال الإماراتي المشارك في فعاليات الدورة 61 لمعرض دمشق الدولي، يضم عددا من الأسماء اللامعة في مجال المال والأعمال بدولة الإمارات ( رؤساء شركات تطوير عقاري ومجموعات تجارية، ومديرين عامين، وأعضاء في غرف التجارة في أبوظبي ودبي والفجيرة ورأس الخيمة وعجمان والشارقة وأم القيوين، إضافةً إلى رؤساء وممثلي مجموعة من الشركات الصناعية والعقارية والاستثمارية والتجارية في الدولة).
وكانت انطلقت، فعاليات المعرض ، بمشاركة 43 دولة، منها 23 دولة، حافظت على علاقاتها مع الحكومة السورية ، وتربطها به علاقات اقتصادية وسياسية قوية، من بين تلك الدول: روسيا ، إيران ، الصين ، العراق ، وفنزويلا. وتحضر شركات بـ”صفة خاصة” من (20) دولة أخرى ، قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، بينها (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، رغم فرض (واشنطن وبروكسل)، عقوبات اقتصادية ضد سوريا. بدورها، قالت وكالة «بلومبرغ» الاقتصادية: «أن الشركات من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تشارك في المعرض من خلال وكالائها في سوريا».
عُمان تشارك بأكثر من 16 شركة
من ناحية أخرى ، أفادت تقارير ، أن “سلطنة عُمان” ، سجلت مشاركة فعالة في معرض دمشق الدولي، في دورته الـ61 ، وكشفت مصادر من داخل مؤسسة المعارضة والمؤتمرات الدولية ، أن عدد الشركات العُمانية المشاركة، يفوق الـ16 شركة.
ولفت “المصدر” إلى أن المساحة المحجوزة من قبل الشركات العمانية على أرض المعرض ، تفوق الـ500 متر مربع، من أصل 100 ألف متر مربع ، هي مساحة المعرض بالكامل.
الإمارات تعلن عن قائمة استثماراتها في سوريا
وكان أعلن رجال أعمال إماراتيون مشاركون بالمعرض ، التوصل لاتفاق على قائمة مختلفة من الاستثمارات في سوريا، وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة “عبدالله سلطان العويس”، في تصريحات لصحيفة “الوطن” الإماراتية، إن قائمة الاستثمارات التي اتفق عليها الجانبان، شملت الطاقة والطاقات المتجددة، والزراعة، والصناعات الزراعية.
وأوضح “العويس” أن “القطاع الخاص يبحث عن فرص دائمة للاستثمار، ومعرض دمشق الدولي بأهميته ومساحته الكبيرة دفع بالقطاع الخاص للمشاركة والنظر بإمكانيات الاستثمار”.
من جهته، قال نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة الفجيرة “سرور حمد” للصحيفة ذاتها: “المجالات التي تهم الشركات الإماراتية للاستثمار فيها في سوريا متنوعة، ومنها المجال السياحي والعقاري والصناعي والزراعي، خاصة صناعات القطن والأنسجة وزيت الزيتون وتوليد الطاقة الكهربائية”.