aren

26 صحافيا في العالم قتلوا عام 2020 و274 اودعوا في السجون… و(شمال سوريا): مقتلة الصحفيين الميدانيين
الخميس - 17 - ديسمبر - 2020

التجدد الاخباري- بيروت

المدير التنفيذي للجنة حماية الصحافيين “جول سايمون”.

 أوُدع عدد قياسي من الصحافيين في ​السجن​ عام 2020 وفق ​لجنة حماية الصحافيين​ ، التي اتهمت الحكومات في جميع أنحاء ​العالم​ بتضييق الخناق على وسائل الإعلام ، وإذكاء المعلومات المضللة في ظل جائحة “كوفيد-19”.

وأفاد ​التقرير السنوي​ للجنة حماية الصحافيين : إن 274 صحافياً أودعوا السجن فيما قُتل 26 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام .

وفي هذا السياق ، اعتبر المدير التنفيذي للجنة حماية الصحافيين “جول سايمون” في بيان يوم الثلاثاء الماضي “إنه أمر صادم ومروِّع”.

وأدرجت اللجنة (الصين) على رأس قائمة الدول ، التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين ، وذلك للعام الثاني، إذ يقبع لديها 47 صحافياً خلف القضبان، تليها (​تركيا​ ومصر والسعودية)، إلى جانب (​بيلاروسيا​ و​إثيوبيا)​، أيضاً كدول تسجن أكبر عدد من الصحافيين.

وتتفق نتائج تقرير لجنة حماية الصحافيين مع ما توصلت إليه منظمة “مراسلون بلا حدود” ، التي أشارت في تقريرها السنوي ، والذي نُشر (يوم الاثنين) إلى أن عدد الصحافيين – المحترفين أو غير المحترفين – المسجونين بشكل تعسفي حول العالم ظل “مرتفعاً بمستوى تاريخي” في عام 2020. وأحصت المنظمة نحو 400 صحافي في السجن فيما ترافقت ​الأزمة​ الصحية مع زيادة في انتهاكات حرية الصحافة.

شمال سوريا : الصحفيون يقتلون تحت عيون آلاف المقاتلين … وبرعاية مناظير أسلحتهم

للعمل الاعلامي، حيث يسيطر هناك آلاف المقاتلين (المجاهدين)، والقادة في الشمال السوري، رواية أخرى، تروى عن مقتل العديد من الصحفيين الميدانيين خلال الأيام الماضية، اذ تسجل تلك الحوادث باسم مسلحين “مجهولين”.

، وتلقى تلك الحوادث ردود فعل غاضبة من قبل نشطاء إعلاميين وصحفيين ، خاصة وأن معظم هؤلاء الصحفيين المستهدفين بعمليات الاغتيال، قد لايكون من طبيعة عملهم ، انجاز تقارير سياسية ، بل تقارير اجتماعية ، ومؤخرا بات محور موضوعاتها “وباء كورونا”

وفتحت (أخيرا) حوادث الاغتيال للاعلاميين ، باب الحديث عن تهديدات سابقة بالقتل لهؤلاء، كان قد تلاقها أغلبهم من قبل أشخاص نافذين في المنطقة، ورغم مايقوم به الضحايا من عمليات تبليغ لما يسمى بـ “الشرطة الوطنية” في ريف حلب، إلا أن هذه الأخيرة لا تتحرك، أو تبدي أي استعداد لحمايتهم؟!!!.

ومن مدينة (الباب)، التي شهدت أكثر من عملية اغتيال لصحفي إلى باقي مناطق (ريف حلب)، الخاضعة لسيطرة تنظيم “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا ، تسود حالة من الفلتان الأمني وعدم الاستقرار، والمدنيون والنشطاء الإعلاميون،هم على السواء ، وقودها.

لا يقتصر الفلتان الأمني على الاغتيالات (فقط)، بل يضم أيضا تفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، وهي حوادث تسجل ضد “مجهول” حتى الآن، رغم الاتهامات المتبادلة ، والتي توجهها تركيا والفصائل السورية ، التي تدعمها ضد خلايا تتبع لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) .

الجميع يراهم الخصم

رغم أن حوادث الاغتيال التي تطال الصحفيين في شمال سوريا ، تندرج في إطار حالة عامة ، تعيشها المنطقة، إلا أن صحفيين أشاروا إلى “عمليات منظّمة” ، تستهدف العمل الإعلامي في المنطقة، والتي تنتشر فيها عشرات التشكيلات العسكرية، وعشرات الثكنات ، والكليات الحربية.

وتتعالي الاصوات هناك، من قبل العديد من الجهات الفاعلة اجتماعيا، محملة المسؤولية عن حماية الناشطين الإعلاميين، بانها تقع على عاتق قادة الفصائل المسلحة من عسكريين و”داكاكين أمنية”، وان (هؤلاء) ، تحولوا مع الزمن لأول الخصوم، وأول المتسببين بمقتل واعتقال ، وخطف الصحفيين.

وواجه هؤلاء النشطاء مخاطر، اودت بحياتهم ، فقد قتل البعض منهم ، وتعرض للاعتداء من قبل الأطراف المعارضة المسيطرة، على يد “هيئة تحرير الشام” في إدلب ، وفصائل “الجيش الوطني” في ريف حلب.

استهداف ممنهج

وفي رصد حالات مشابهة ، وقعت في ذات المناطق، يتبين إلى وجود زيادة مضطردة في عدد الانتهاكات ، التي تقع بحق الإعلاميين في هذه المناطق (شمال سوريا)، الأمر الذي يخشى معه أن تكون هناك حملة استهداف ممنهجة، بقصد منع الإعلاميين من ممارسة دورهم في نقل الحقيقة للناس، وتعرية ما يجري من عمليات فساد ينتشر عموديا وأفقيا في صفوف (الكيانات المسلحة) والجهات الداعمة لها، وممارسات استبدادية وجرائم معيبة ، تقع من قبل سلطات الأمر الواقع.

ومع تواتر الحديث، أن هناك فلتان أمني ، يستغله البعض لتصفية الإعلاميين والنشطاء، فان هذا الأمر بدوره يجير المسؤولية لذات السلطات (المعارضة المسلحة) ، التي باتت المتهم الاول والاخير … بل و(الوحيد) عن تردي الأوضاع الأمنية هناك ، وعاجزة عن توفير الحماية للمدنيين، ومن بينهم (الإعلاميون) والنشطاء.