
مكان سقوط الصاروخي في (تل أبيب) – بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي
التجدد + (وكالات)
في عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية ، هز انفجار ضخم، (صباح اليوم الإثنين) 25 مارس/آذار 2019، مدينة “تل أبيب”، بعد أن دوت صافرات الإنذار، وذلك نتيجة قصف صاروخي ، استهدف وسط (إسرائيل)، ونتج عنه إصابة 6 أشخاص على الأقل.
الهجوم الصاروخي ، الذي (يشتبه) بأنه من قطاع غزة، كان نوعيا هذه المرة، بقوته التدميرية، وتجاوزه للمضادات الأرضية، فعلى ما يبدو استطاع تجاوز القبة الحديدية ، التي لم تتصدَّ له.
ووصل صاروخ اليوم إلى مدى أبعد من (تل أبيب) للمرة الأولى ، منذ حرب عام 2014، ويعتبر الصاروخ ذا رأس نوعي متفجر ، نظراً لحجم الأضرار التي أحدثها.
وأعلنت مصادر إسرائيلية ، أن الصاروخ ذا القوة التدميرية الكبيرة ، سقط في مستوطنة «مشميرت»، وأحدث دمارا هائلا في مبنيين على الأقل ، مخلفا أكثر من 7 إصابات في صفوف المستوطنين، فيما قالت شرطة الاحتلال إن النيران اشتعلت في المنزل ، وحولته إلى ركام.
وأكد جيش الاحتلال ، أن الصاروخ أطلق من قطاع غزة، وستجرى مشاورات أمنية واسعة ، عقب إطلاق الصاروخ. وعلى الفور، أخلت فصائل المقاومة الفلسطينية مقارها في قطاع غزة، تحسباً لأي رد فعل إسرائيلي مفاجئ.
يأتي هذا التطور النوعي، في وقت تزايدت فيه التوترات ، قبل حلول الذكرى السنوية ، لبدء الاحتجاجات على حدود غزة ، وحملة الانتخابات ، التي تجري في إسرائيل (التاسع من أبريل/نيسان).
وتقع المنطقة ، التي سقط فيها الصاروخ شمال مدينة تل أبيب المحتلة ، وتتبع لمنطقة (الشارون) ، وتبعد أكثر من 90 كيلومتراً، وهي المرة الأولى التي تصلها صواريخ المقاومة من قطاع غزة.
تعريف بـ”صاروخ جي80 “
يعتبر (صاروخ J80)، أو (جعبري 80) صاروخاً قسامياً مطوراً، وقد صنع في قطاع غزة بالكامل، لدى كتائب “عز الدين القسام”، إذ استخدم أول مرة في صد العدوان الإسرائيلي على غزة ، خلال شهر يوليو/ تموز 2014.
وبحسب كتائب القسام – الجهة المنتجة ، يحمل الصاروخ ، اسم القائد العسكري لحركة حماس ، ونائب القائد العام لكتائب القسام، الشهيد “أحمد الجعبري”، الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، خلال الحرب الثانية على قطاع غزة ، إذ يعتبر الحرف( J ) نسبة إلى «جعبري»، أما الرقم 80، فهو مدى الصاروخ ، الذي يصله.
ويبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ (125) كيلوغراماً، وهو مزود بتقنية خاصة ، لتضليل نظام القبة الحديدية، وهو ربما ما جعله يعبر بسهولة إلى شمال (تل أبيب) هذه المرة ، دون أي اعتراض من «القبة الحديدية».
ويقول خبراء عسكريون إسرائيليون ، إن صواريخ جعبري 80 ، لا تسير بانتظام وتتمايل ، ولديها تقنية خاصة ، تمكنها من الهرب من صواريخ «القبة الحديدية».
تحدت كتائب القسام بهذا الصاروخ -الذي تم إصدار نسخة أخرى منه ، حملت اسم( J90) لاحقا- منظومات الهندسة الإسرائيلية ، وفرق تشغيل بطاريات القبة الحديدية ، فيما عرف «تحدي الساعة التاسعة» ، الذي أعلنته الكتائب، خلال حرب «العصف المأكول» عام 2014، حيث لم تتمكن إسرائيل من اعتراض الصواريخ التي وُجهت لتل أبيب، رغم استنفاره لذلك ، كون الصواريخ ، تعمل بنظام يضلل الرادارات الأرضية.
في السياق، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين (نتنياهو)، الذي يزور واشنطن في الوقت نفسه، بتوجيه رد قوي على ما سماه «الهجوم الوحشي على دولة إسرائيل»، معلنا اختصار زيارته للولايات المتحدة التي وصلها أمس (الإثنين)، والعودة الى (تل أبيب) فور انتهاء اجتماعه بالرئيس الأمريكي دونالد (ترمب).
وبالرغم من إتهام إسرائيل ل(حماس) بالمسؤولية عن القصف الصاروخي، لم تتبنَّ أي جهة من داخل القطاع ، إطلاق الصاروخ حتى اللحظة، بينما كشف خبراء ومحللون عسكريون لموقع التجدد ، ” أن نوعية الصواريخ كالذي سقط على تل أبيب صباح اليوم لا يقتصر على كتائب القسام”، وأضاف هؤلاء الخبراء “أن فصائل عدة تمتلك صواريخ تصل لأبعد من ذلك”.
لكن في المقابل حذر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين “زياد النخالة” من ارتكاب أي عدوان ضد قطاع غزة، وقال في بيان صحفي مقتضب ، إن المقاومة الفلسطينية ، سترد بقوة على أي عدوان إسرائيلي.
الجيش الاسرائيلي من جهته ، لم يخف صدمته مما حصل صباح اليوم ، قائلا:”ما حدث هو أمر خطير، لقد كانت ضربة مباشرة على مبنى شمال تل أبيب. حماس أطلقت صاروخاً ذاتياً من مواقعها في منطقة رفح، إننا نرى حماس مسؤولة عن كل ما يحدث في قطاع غزة”.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد عقد صباح اليوم الإثنين ، اجتماع أمني طارئ في وزارة الدفاع ب(تل أبيب)، للبحث والتحري عن عدم استجابة منظومة القبة الحديدية للصاروخ المدمر ، الذي أطلق من قطاع غزة، وتم تحميل حركة حماس مسؤوليته ، كما عقدت مباحثات على أعلى المستويات ، لبحث تداعيات سقوط الصاروخ، وسط دعوات لنشر منظومة «القبة الحديدية» في مناطق (غير مغطاة ) وسط ، وشمال (إسرائيل).