aren

ياسر العظمة عائد بـ”ان رضيت دمشق”
الخميس - 27 - أغسطس - 2020

ياسر العظمة

ياسر العظمة

(خاص) التجدد الاخباري

وجه الفنان السوري “ياسر العظمة”، انتقادات (على الخفيف) إلى شركات الإنتاج الفنية في بلاده، معبراً عن أسفه لما ما وصلت إليه (الدراما السورية) ، اليوم، وذلك من خلال عرضه لأول حلقات برنامجه (الاسبوعي) الجديد “مع ياسر العظمة”، الذي تم بثه عبر صفحة ياسر العظمة (الرسمية) على موقع فيسبوك، وحملت الحلقة الاولى من هذا البرنامج، الذي يشرف عليه ابنه (أنور) ، عنوان قصيدة :”إن رضيت دمشق”.

وكان (العظمة) قد أعلن عن برنامجه قبل وقت قريب ، في برومو ترويجي على الصفحة ذاتها من خلال مقدمة، حملت اسم : “حطوا القهوة ع النار”، عُرضت الخميس الماضي، ومن خلالها ، أعلن عن شوقه ، ومحبته الكبيرة لمتابعيه.

وأوضح الفنان العظمة في البداية ، بأنه حزين لما وصلت إليه سوريا خلال هذه السنوات من حروب ودمار كبير. كما أعرب عن استغرابه من سياسة القنوات الإعلامية الحالية، معتبراً أنه قد سيطر عليها نمط موحد من التفكير، وبانها باتت غير قادرة على فعل شيء ، إلا أن تقوم بعرض أعمال لا يمكن حصرها، حيث عبر عن ذلك ، قائلاً : “إعلامنا ساءت مبادئه… بمسلسلات مالها حصر…إعلامنا زادت مساؤءه… جهلاً طغى والغائب الفكر”.

ووجه “العظمة”، رسالة قاسية إلى شركات الإنتاج الفنية، قائلاً:” ولقد ظن البعض أن الفن عليهم حكرُ…قد أنتجوا لكن على أيدهم لا يرتجل لفضيلة…نشرُ….وستكتبوا لنصِ شرذمت….فتهافتوا يغيرهم الأجر…فاستنكر القرطاس ما كتبوا… و تبرم القلم و الحبر”.

كما قام ياسر العظمة بتوجيه انتقاد جريء -كعادته- لجميع الكتاب ، الذين يتطاولون على كتاب الدراما بالماضي (حسب تعبيره)، معبراً عن أسفه بالقول: “عجبا لكتاب وهم قزماً…يتطالون وطولهم شبرُ… لم ينصتوا لمؤرخٍ فطنٍ… ومضوا كمن في أذنه وقرُ”.

وفي ختام قصيدته ، أشار “ياسر العظمة” إلى أن المشاهد الدرامية الآن ، ليست إلا مشاهد راقصة، غير مجدية ، قائلاً:” المشهديات التي عرضت تجلت فيها الطبل والزمر… كتبوا حكايات محيرة ووهمية… ما راقنا سطر”.

وما أن قام الفنان ياسر العظمة بنشر هذا الفيديو، حتى انقسم النشطاء والجمهور على مواقع التواصل، بالرأي تجاه ما شاهدوه وسمعوه، فبينما تهافتت عليه التعليقات الإيجابية من قبل متابعيه ، الذين أكدوا على أن كلامه صحيح ، ولم تعد الحياة مثلما كانت في السابق، معربين عن سعادتهم بعودته إلى الشاشة، وعن سماع كلماته، وأفكاره الإبداعية.

كشف آخرون، وبالتدريج عن خيبة أملهم، من المستوى الذي عاد به “ياسر العظمة” إلى الشاشة، عبر برنامجه ، الذي (وفقهم) لم يأت بجديد، لا على الصعيد الفني ولا على مستوى المواقف، معبرين عن عدم رضاهم بالمجمل على ما قدمه فنانهم المحبوب ، وان ما جاء فيه (العظمة) ، لم يكن هو المنتظر لدى هذا الجمهور من العظمة بعد (سبع سنوات) على الغياب عن المشهد الدرامي السوري.

الحلقة الأولى ، حصدت عدداً كبيراً من المشاهدات خلال ساعات من بثها على موقع يوتيوب، وتجاوزت عدد المشاهدات 150 ألف مشاهدة، بينما على صفحة فيسبوك ، بلغت المشاهدات 81 ألف مشاهدة، وأكثر من 10 آلاف مشاركة.

يذكر، أن الفنان ياسر العظمة قد نشر مؤخرا صورة له عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي كتب عليها “قريبا”، ليثير بذلك ترقب وتشوق الجمهور لعودته للدراما السورية ، وبالأخص بعدما أعلن مؤخرا عن موسم جديد لسلسة “مرايا” الشهيرة، والتي أوصلت بلوحاتها الاجتماعية والسياسية ، الناقدة والساخرة ، (العظمة) الى طيف واسع من الجمهور العربي وقبله كذلك السوري، حيث كان آخر جزء لها عرض عام 2013 ، منذ أن انقطع العظمة عن التمثيل، وقد صور”مرايا 2013″ في (الجزائر) ، بسبب أحداث ‏الحرب ‏السورية.‏

دريد لحام

دريد لحام

انقسام آخر … بين “دريد و ياسر”

من زاوية (ثانية)، يسود لدى المتابعين وأهل الاختصاص في الدراما السورية والتمثيل، انقسام آخر  يتمثل في معايير “الابتكار والابداع” بين الممثل دريد لحام ، المشهور بشخصية (غوار) ، والفنان ياسر العظمة.

ووفق ما استحصلنا عليه من آراء لدى العارفين بالأمر ، وأهل العلم فيه ، فان الأول (أي دريد) ، كان يلعب دور “المنفس” بناء على توجيه ، او توافق مع مرجعيات معينة ، من أجل طرح عناوين فضفاضة، تصل الى حد التهريج، وعموميات تصلح حتى لدول لا تشبه الواقع السوري والعربي بشيء، اما الثاني (أي ياسر) ، فانه بكل جدية والتزام ، لامس الوجع السوري و(العربي) او بعضه وقد شخصه في معظمه ، من خلال تناوله لمواضيع حساسة جدا-مازال البعض- يخشى مجرد التفكير بها.

يتابع (أهل التجربة) في لوحات غوار\دريد “التنفيسية”، تشاهد وتضحك بسخرية، بينما في لوحات (ياسر)، تشاهد ، وتتألم بعمق، وهذا من الفوارق الجوهرية “بينهما”.

وبحسب هؤلاء ، الممثل “دريد لحام”، وبعد ان انتهى من مهمة لعب دور “المنفسة” وكان خلال مسيرته قد حاول تهميش الكثير من النجوم، الكبار، والاتكاء على البعض الآخر، خرج علينا باعمال هابطة فنيا ، كـ”عودة غوار – ابو الهنا…الخ”. هذا هو (دريد لحام).

اما “ياسر العظمة” ، في كل ظهور جديد ، ورغم بساطة اللوحة الدرامية ، يترك بصمة لا يمكن لأحد أن ينكرها عليه، ناهيك انه فتح الطريق للكثير من الوجوه الجديدة، بعضهم اليوم ، يصنف بين نجوم الوطن العربي . وهذا هو (ياسر العظمة). يختم “أصحاب الخبرة” ، قولهم.