
التجدد
وقّع اتفاق بين المسؤولين الروس والأتراك لحل مشكلتي (الكهرباء) و(المياه) في محافظة الحسكة، التي تسيطر القوات التركية وفصائل مسلحة من “الجيش الوطني” التي تدعمها على أجزاء من ريفها الشمالي، والذي تقع فيه محطة “مياه علوك”.
وأفادت وكالة (الاناضول) التركية ، المقربة من أوساط القصر الرئاسي ، عن توصل مسؤولون عسكريون أتراك وروس إلى اتفاق ، يحل مشكلة الكهرباء والمياه في منطقة “نبع السلام”، (إشارة إلى المناطق التي تحتلها تركيا في عملية نبع السلام 2019) شمالي سوريا، ومحافظة الحسكة (شمال) شرقي سوريا.
وقالت الوكالة اليوم الأحد 8 من آب\ اغسطس ،”ان الوفدين التركي والروسي ، توصلا إلى اتفاق يوفر المياه لـ 200 ألف شخص ، يعيشون في المنطقة، إضافة إلى توفير مياه الشرب لسكان الحسكة، وبلدة “تل تمر”.

ويعمد النظام التركي بين الحين والآخر- وفق العديد من المنظمات الإنسانية العالمية والمحلية منها – الى قطع المياه المتكرر عن أهالي الحسكة، بينما يتهم المجلس المحلي في مدينة (رأس العين) ، كلًا من الحكومة السورية، و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بقطع الكهرباء اللازمة لتشغيل المحطة.
محطة علوك أمل مليون شخص
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) ، تضم محطة مياه آبار “علوك” 30 بئرًا ارتوازيًا، تم استثمارها عام 2013، وتغذي مدينة الحسكة والريف الغربي بكمية مياه تقارب 175 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميًا، وهي حاجة المواطنين (قرابة مليون شخص) في مدينة الحسكة وضواحيها ، وبلدة (تل تمر)، وقراها.
وكانت سيطرت تركيا خلال معركة “نبع السلام” التي انطلقت في 9 من تشرين الأول 2019، وانتهت في 22 من الشهر نفسه، على مدينتي (تل أبيض) بريف الرقة و(رأس العين) بريف الحسكة
وفيما لم تذكر الوكالة (التركية) ، آلية الاتفاق الموقع، أو ضمانات تبادل الكهرباء والمياه بين الطرفين ، فقد تفقد وفدان عسكريان (تركي وروسي )، محطة مياه “علوك” بالريف الشرقي لبلدة رأس العين، في منطقة “نبع السلام”.
وعانت محافظة الحسكة خلال الأشهر الماضية من ندرة توفر الماء والكهرباء، بسبب الخلافات المتجددة بين “الإدارة الذاتية” المسيطرة على مصدر الكهرباء، وفصائل “الجيش الوطني” المسيطرة على محطة المياه، وتكرر انقطاع الكهرباء والمياه لأسابيع طويلة ولمرات عدة، رغم الوساطات الروسية بين الطرفين.

الماء مقابل الكهرباء
وتشكل محطة (علوك)، الواقعة على بعد خمسة كيلومترات غربي بلدة (رأس العين)، المصدر الرئيسي لتأمين مياه الشرب لأكثر من مليون مواطنٍ سوري، باتوا يعانون من شحٍّ كبير في مصادر المياه النظيفة ، فقد سبق لتركيا أن قامت مراراً بقطع المياه عن المحطة (تضم 50 بئراً) التي تغذي محافظة الحسكة بالمياه، وقبل (يومين)، أفادت وسائل إعلام محلية موالية لـ(قسد)، أن مجموع الآبار العاملة في محطة علوك ارتفع إلى 16 بئراً بعد أن كان 12 بئراً فقط.
ونقلت عن مديرية المياه الحكومية في الحسكة، إن أعمال الصيانة شملت التجهيزات الكهربائية للآبار، كما شملت أعمال الصيانة ، وضع كابلات جديدة للغطاسات بعد سرقتها. هذا، وسيتم العمل حتى إدخال 25 بئراً في الخدمة خلال الأسبوعين القادمين لزيادة ضخ المياه من محطة علوك، بحَسب المديرية.
والعام الفائت، وجهت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الاتهام ، لـ(تركيا) وأطراف الصراع الأخرى ، لاستخدامها المياه “كأداةٍ لمعاقبة السياسيين المحليين أو مكافأتهم”. وأشارت المنظمة إلى أنّه “بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقوانين الحرب، يجب على جميع أطراف النزاع المسلح حماية الأشياء التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، بما في ذلك تلك الضرورية لتوزيع المياه والصرف الصحي