aren

وداعا (روبرت فيسك): “الشاهد الغربي الكبير على المشهد السياسي العربي القزم”
الإثنين - 2 - نوفمبر - 2020

أعلن -منذ قليل- عن رحيل المراسل والكاتب المخضرم “روبرت فيسك” ، وتوفي فيسك بعد إصابته بسكتة دماغية بمنزله في “دبلن”، بحسب ماذكرت صحيفة “ايرش تايمز”

https://www.irishtimes.com/news/world/veteran-journalist-and-author-robert-fisk-dies-aged-74-1.4397069.

مراسل الصحيفة الايرلندية ، ومراسل شؤونها الخاصة ، (كونور بوب) ، قال : ان “فيسك” كان نقل إلى مستشفى (سانت فينسنت) منذ أيام ، حيث توفي بعد ذلك بوقت قصير عن عمر 74 عامًا.

كونور بوب

ووفق “معلومات خاصة” بموقع التجدد الاخباري ، فان الكاتب الشهير ” روبرت فيسك ” ، فارق الحياة بالمستشفى في 30 تشرين أول –  اكتوبر 2020 ، لتعلن وفاته (ليل أمس)الاحد . يشار الى ان الكاتب البريطاني المعروف بشكل كبير، وخاصة بالعالم العربي ، ومنطقة الشرق الاوسط ، هو من مواليد “ميد ستون, كنت، انجلترا ” – 12 يوليو – تموز 1946

يحمل اجازة في العلوم السياسة من جامعة “لانكستر” 1968، ودكتوراه في الفلسفة 1985 من كلية “ترينيتي–دبلن”. يعمل كـ”مراسل خاص في الشرق الأوسط لصحيفة الإندبندنت البريطانية “منذ 1989 ، حيث كان يعيش ويقيم فى بيروت- لبنان، وقبل ذلك عمل في “ديلي إكسبريس،  وذي تايمز”. ونال (فيسك) العديد من الجوائز التقديرية لجهات عالمية مرموقة، وشهادات فخرية من كبرى الجامعات المعروفة ،

الراحل “فيسك” تزوج من الصحفية (لارا مارلو) في الفترة بين 1994–2006 ، لينفصلا بعد ذلك.

لارا مارلو

و(لارا مارلو) ، هي صحفية وكاتبة مولودة في الولايات المتحدة ، وكانت مراسلة الولايات المتحدة لـ صحيفة (ايريش تايمز) – التي أعلنت على صفحاتها رحيل “فيسك” – قبل أن تعود إلى باريس في عام 2013 ، كـ”مراسلة” للصحيفة ذاتها في العاصمة الفرنسية – باريس. وكانت عملت – سابقا – “مارلو” لمدة 15 عامًا كمحررة في صحيفة (Time) البريطانية.

صحيفة “ذا غارديان” البريطانية – ووفقا للتقارير – قالت : إن فيسك ، توفي إثر إصابته بسكتة دماغية بعد أن شعر بالإعياء، يوم الجمعة ، وانه توفي بفترة قصيرة (أمس الأحد) بعمر 74 عاما، في منزله بالعاصمة الأيرلندية، دبلن.

https://www.theguardian.com/uk-news/2020/nov/01/robert-fisk-veteran-british-foreign-correspondent-dies-aged-74

وكان فيسك ، يعمل لصالح صحيفة “لندن تايمز” في شمالي إيرلندا خلال فترة اندلاع “المشاكل”، وهي نزاعات وطنية عرقية امتدت في البلاد منذ الستينيات وحتى التسعينيات. وقد وصفته صحيفة “نيويورك تايمز” عام 2005، بأنه “أشهر مراسل دولي في بريطانيا”.

كما قام فيسك بتغطية أحداث تاريخية محورية حول العالم، بالأخص في منطقة الشرق الأوسط، من بينها: الحرب الأهلية في لبنان – الغزو الروسي لأفغانستان – الثورة الإيرانية – الحرب العراقية الإيرانية.

وقد فاز المراسل فيسك ، بعدد من أرقى الجوائز الصحفية خلال تغطيته أحداث الشرق الأوسط. من بينها جائزة “أورويل” كما حاز على “جوائز الصحافة البريطانية” عدة مرات، من بينها : المراسل الدولي للعام، وأفضل مراسل أجنبي في العام.انضم فيسك إلى طاقم تحرير صحيفة “لندن إندبندنت” عام 1989، وواصل العمل معهم حتى مماته.

وقد كان فيسك يتحدث العربية بطلاقة، ما ميزه في عمله، وكان من بين الصحفيين المعدودين ، الذين قابلوا رئيس تنظيم القاعدة، “أسامة بن لادن”، إذ قابله ثلاث مرات في التسعينيات.

فيسك

تنويه:

سوف يقوم موقع “التجدد الاخباري”- قريبا- بنشر مضامين لقاء (لمدة 3 ساعات)، كان أجراه رئيس التحرير “رائف مرعي” مع الراحل “فيسك”، مطلع كانون الثاني – يناير 2009 في العاصمة اللبنانية – بيروت، ولم ينشر سابقا.

وفيه أباح ، أشهر وأكبر مراسل صحفي -غربي بالشرق الاوسط عن رأيه الشخصي ، بالكثير من القضايا السياسية الاشكالية ، وتلك التي كانت -ومازالت- على صفيح ساخن.

اذ ، ان الكثير “مما كشفه” بل وبعبارة أدق ، أراد “أن يكشفه” فيسك في تلك الجلسة الحوارية ، دارت الاحداث دورتها ، لتغيب شخصيات أوتغيب عن المشهد ، تاركة وراءها فراغا كبيرا، ثم ظهرت أخرى ، لتملأ الساحة بكليتها او بحيز مسموح ، متاح منها ، ولكن بقيت (رؤى وقراءة) فيسك في تلك الجلسة، وعبر امتداد زمني ليس بالقليل ، حاضرة عند كل منعرج أصاب المنطقة بانعكاساته ، واستجابت له شعوبها ، رغبة منها ، او رهبة منه.

لتثبت هذه الشخصية، عن جدارة واستحقاق”، أن صاحبها ، يتمتع بذكاء حاد- ذاكرة حديدية- ثقافة هائلة بالمنطقة ، وذهنية قاطنيها على اختلاف مشاربهم الفكرية ، وتنوع خلفياتهم الثقافية، بل وأيضا عن مهنية عالية، سمحت لـ”فيسك” بان يقرأ ما بين السطور، في تحليله للأحداث، وتنم عن إمكانية عالية في صناعة العلاقات، وتؤشر الى قدرة كبيرة في جذب الانتباه.”فيسك لم يكن مراسلا صحفيا (غربيا) في الوطن العربي ، لاحدى أعرق الصحف وكبريات الجرائد بالعالم الغربي.

.وانما ، هو سيبقى : “الشاهد الغربي الكبير على المشهد السياسي العربي القزم”