aren

(وثيقة سرية) : عندما صحة توقعات “النبي الاسرائيلي المجهول” موت السادات عام 1980- 1981
الأحد - 22 - نوفمبر - 2020

(خاص)

مكتب التجدد الاخباري – بيروت

كشفت إسرائيل “وثيقة خاصة”، صنفت بانها “سرية”، حللت شخصية الرئيس المصري (الأسبق)، أنور السادات ، فلكيا، استعدادا لزيارته (الثالثة) الى إسرائيل، في سبتمبر / أيلول 1979.

واستغرقت تلك الزيارة 3 أيام، قضاها السادات في حيفا الساحلية (شمال)، حيث قدم بحرا على متن اليخت الرئاسي المصري “حرية”، منطلقا من الإسكندرية . وحُفظت تلك “الوثيقة” في ملف رئيس إسرائيل الخامس (إسحاق نافون)، الواقع في الأرشيف الإسرائيلي. ولم يعرف كاتب الوثيقة ، المكتوبة باللغة الإنجليزية، ولا لمن وجهت.

وشددت الوثيقة على “مكر السادات السياسي”، حيث جاء بها أن “السادات لديه موهبة في عرض الحجج وتشويه الحقائق”، ثم قيل إنه “يتمتع بقدرات إقناع مميزة، وأنه متفوق في العلاقات العامة”. ويرد في الوثيقة ، وصف السادات بـ”الماكر”، “الذئب المنفرد”، “المراوغ قليلاً”، و”المقنع”، حيث أجرى العديد من الأطراف، تحليلا شخصيًا للرئيس

وتحمل هذه الزيارة الرقم (3) ترتيبا ، بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، في آذار- مارس 1979 ، اذ جاء السادات إلى (إسرائيل) في زيارتين أخريين – في أيار- مايو إلى بئر السبع ، وفي أيلول- سبتمبر من ذلك العام شارك في محادثات استمرت ثلاثة أيام في “حيفا”.

الرئيس الاستعراضي

عشية تلك الزيارة، قامت جهات (اسرائيلية) بتجميع تحليله الفلكي، بالإضافة إلى الوثيقة السرية، التي حللت شخصيته. وهذه الوثائق محفوظة في أرشيف دولة (الكيان)، دون أن يتم التوقيع على التحليل الفلكي ، المكتوب باللغة الإنجليزية من قبل مؤلف الوثيقة ، وليس من الواضح لمن كتب

زيارة السادات الى مدينة (حيفا)، والتي وصفت بالاستثائية، ستشهد حركات درامية من قبل الرئيس، المولع بالاستعراض ، ففي إحدى المرات على طريق القافلة في شوارع حيفا ، سينزل السادات من سيارته في ساحة (دار الصندوق) بشارع “هرتزيل”، ويصافح الناس المحشدين ، لتقرر بلدية حيفا ، بعد ذلك ، تسمية تلك الساحة ، باسم السادات.

وتروي المصادر (الاسرائيلية)، ان الهدف من وراء تلك الزيارة ، كان مناقشة قضية (وضع القدس)، و(مسألة الحكم الذاتي) للفلسطينيين في الضفة الغربية ، وإنشاء قوة متعددة الجنسيات في سيناء ، والمسائل المتعلقة بتوريد النفط من “مصر” إلى “إسرائيل”.

وفي نفس الوثيقة، جاء ان “شخصيات أوروبية مختلفة” وصفت السادات، أنه يتفوق في العلاقات العامة. ويصور على أنه” ذئب وحيد بديهي ومتفهم،لا يشرك أي شخص في تحديد السياسة الخارجية لمصر”.

ولما كان السادات ، يبلغ من العمر 61 عامًا فقط في ذلك العام، فان قسمًا من الوثيقة ، يناقش حالته الصحية ، فقد ذكرت ، أن صحته ليست طبيعية ، وأنه كان يعاني من حالتين من حالات احتشاء عضلة القلب.

كما ذكرت الوثيقة ، بحادثة تأكد فيها مساعدوه من أنه لن يضطر إلى صعود الدرج ، وافترضوا أنه يعاني من جلطة في ساقه. تنص الوثيقة أيضا ، على أنه في القافلة الرئاسية ، توجد دائمًا ، سيارة مزودة بمعدات العناية المركزة ،” مما يدل على أنه يعاني من ضعف شديد” بحسب المحللين.

الأمن الشخصي للسادات

كما ناقشت الوثيقة ، الأمن الشخصي للسادات. وأفيد بأن خطواته ، تصنع له أعداء ، يريدون إلحاق الأذى به، وبالتالي، فإن “مسألة أمنه الشخصي، هي الشغل الشاغل للأمن المصري”.

وكُتب في الوثيقة، أن الأمن المصري ، يتابع العناصر الليبية والفلسطينية و”دوائر المعارضة المحلية”، خشية على السادات. وعلى الرغم من أن “النبي المجهول” /مؤلف التنبؤ الفلكي ، ألمح إلى ذلك ، إلا أنه لم يستطع ، التنبؤ صراحة بوفاة السادات، واعتذر عن صعوبة التنبؤ بمستقبله، لأن وقت ولادة السادات مجهول، وأنه من غير المعروف (أولد)، نهارًا أم ليلًا، إلا إنه توقع وجود خطر على السادات -آنذاك- مشيرا إلى أن هذا الخطر، “سيكون ملموسا جدا، في عام 1980، أو العام الذي يليه”. وصدقت هذه التنبؤات، حيث قتل السادات في العام 1981.

وزعمت الوثيقة ، أنه “بحلول تشرين الثاني / نوفمبر 1981 أو 1982، سيبدو السادات ، وكأنه قد أصبح زعيم العالم العربي بأسره”.

وتنبأت الوثيقة، في أن مكانة السادات ستكون عالية جدا، وسيتمتع بمكانة عالمية، في 1984″ أو 1985 ،ولكن بعد ذلك قد يرتكب خطأ فادحًا. وتختم الوثيقة بالتالي : ” سوف يخطئ لأنه ثمل على نجاحه. هذا خطأ سياسي ، لكن وضعه وحظه سينقذه من عواقبه. من الناحية الفلكية ، هناك علاقات مصيرية بين السيد السادات والسيد بيغن. هذه العلاقات هي أساس التفاهم المتبادل ، على الرغم من الخلفيات المختلفة.”