aren

أسانج معتقل كأرهابي في «غوانتانامو البريطاني»: والدته تناشد لندن الرفق بحالته…وتوقيفه جاء بناء على أوامر من واشنطن
الإثنين - 15 - أبريل - 2019

التجدد – بيروت

طالبت الأمم المتحدة ، (أمس) الجمعة، بتوفير محاكمة عادلة لـ”جوليان أسانج”،مؤسس موقع «ويكيليكس»، المحتجز لدى الشرطة البريطانية (حاليا)، وتطالب الولايات المتحدة بتسلمه، في وقت دعت فيه والدته بريطانيا إلى الرفق به ، نظرا لحالته الصحية، بينما أكدت محاميته ، أنها ستطعن على إجراء تسليمه إلى واشنطن، معتبرة أن توقيفه «يشكل سابقة خطرة للمنظمات الإعلامية والصحفيين» في العالم.

وقالت رافينا (شامداساني) المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إفادة صحفية بجنيف: «نتوقع من السلطات المعنية أن تكفل للسيد أسانج الحق في محاكمة عادلة، بما في ذلك أي إجراءات للترحيل قد يجري اتخاذها».

وفي مدريد، اعتبر (بالتازار) غارزون ، وهو المحامي الإسباني لـ(أسانج) ، أن موكله ضحية «اضطهاد سياسي» من الولايات المتحدة.

julian-assange-mother-seth-rich-dnc-bernie-leaked-wikileaks-120818

والدة اسانج

من جانبها، ناشدت (كرستين) أسانج، والده مؤسس «ويكيليكس» على حسابها على ” تويتر”، بريطانيا بأن تتحلى ب«الصبر والرفق والطيبة» معه، مذكرة بأنه اعتقل من دون تهمة لمدة ثماني سنوات، وحرم من الهواء النقي وضوء الشمس، وممارسة التمارين الرياضية لمدة ستة أعوام، وأمضى ثلاثة أعوام مريضاً متألماً، وحرم من الرعاية الطبية الملائمة ، كما دعمت عريضة عبر الإنترنت ، لإطلاق سراح ابنها.

من ناحية أخرى ، طالب أكثر من (70) برلمانيا بريطانيا (نواب ولوردات )،السبت، في عريضة وقعوها،ونشرت على موقع «تويتر» ، وزير الداخلية البريطاني (ساجد) جاويد ، للقيام «بكل ما في وسعه»، لتسليم (جوليان) أسانج للسويد، إذا طلبت استوكهولم ذلك، لمواجهة قضية الاغتصاب الملاحق فيها : «نكتب لكم لنطلب منكم القيام بكل ما في وسعكم لدعم تحرك يضمن تسليم جوليان أسانج للسويد في حال قدمت طلب تسليم».

وأضاف البرلمانيون: «يسمح ذلك بإغلاق تحقيق حول تهمة الاغتصاب، وإن كان مناسباً توجيه التهم وإجراء محاكمة»، مؤكدين أنهم «لا يفترضون بأن أسانج مذنب»؛ لكنهم يرون أنه يجب «إحقاق العدالة». وجاء في الرسالة أن تهمة الاغتصاب «محددة زمنياً وتنتهي مهلتها في أغسطس/‏‏ آب من عام 2020».

ويقبع مؤسس موقع «ويكيليكس» في سجن «بلمارش» ، الشهير باسم «غوانتانامو البريطاني» ، ويشتهر بنظامه الأمني الصارم ، إذ تستخدمه السلطات ، لعزل المشتبه فيهم بالإرهاب، بحسب ما ذكرت “مصادر إعلامية”.

belmarsh13

داخل سجن بلمارش

وسائل غربية ، ذكرت أن هذا السجن كان يعرف باسم «جوانتانامو البريطاني»، وفيه سجن (4) متهمين بالإعداد لهجوم إرهابي على وسائل النقل في لندن، إضافة إلى «أبي قتادة» ، الذي كان الذراع الأيمن لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة (بن لادن).

وكان أسانج لجأ في العام 2012 إلى سفارة الإكوادور بالعاصمة البريطانية – لندن ، لتفادي ترحيله إلى السويد، إثر صدور مذكرة اعتقال بحقه هناك ، بتهمة اغتصاب في ملف أغلق في العام 2017، ولكن كان يُخشى معها ، تسليمه إلى الولايات المتحدة ، الذي تعتبره تهديدا لأمنها القومي، بعد نشر موقعه مئات الآلاف من الوثائق السرية الأمريكية.

وبعدما سحبت الإكوادور اللجوء الدبلوماسي ، الذي كانت منحته له بعد سبعة أعوام قضاها متحصناً في سفارتها ، أخرج اسانج من السفارة بالقوة ، الخميس ، برفقة رجال شرطة ، نقلوه إلى سيارة مصفحة، وبدا وقد غطى الشيب لحيته، وبدا عليه التقدم في السن ، وأمكن سماع أسانج في الفيديو لدى نقله من السفارة إلى سيارة الشرطة، وهو يردد عبارة: «على المملكة المتحدة أن تقاوم».

اللافت في القضية ، ان اسانج ، الذي تخلت السويد عن الملاحقات بحق ، لعدم إحراز أي تقدم في الملف ، أوقف بناء على طلب تسليم من أمريكا، التي تريد محاكمته ، حيث يواجه تهمة التآمر من قبل الولايات المتحدة ، بهدف ارتكاب «قرصنة معلوماتية»، وهي جريمة يصل حكمها إلى 5 سنوات، بحسب ما كشفت ، الخميس، وزارة العدل الأمريكية، كما وتتهمه واشنطن أيضا ، بمساعدة الخبيرة السابقة في الاستخبارات تشلسي (مانينج) ، في الحصول على كلمة مرور لآلاف الوثائق السرية.

……………………………………………………………………………………………………………………………………………

Capture

 

“سجن بلمارش “

سجن (بلمارش) ،  أحد سجون صاحبة الجلالة ، وهو سجن من الفئة الأولى “أ” يقع في “ثايسميد” ، جنوب شرق لندن ، ويتم تشغيله من قبل خدمة سجون صاحبة الجلالة.

يحتجز سجناء من جميع أنحاء المملكة المتحدة ، بالإضافة إلى ذلك ، يعد بلمارش أحد السجون المحلية ، حيث يقبل فئات مختلفة من السجناء من المحكمة الجنائية المركزية ، ومحاكم الصلح في جنوب شرق لندن، إضافة إلى ذلك ، يخدم بلمارش ، محاكم التاج والقضاة في جنوب غرب (إسكس).

الإقامة في السجن ، هي عبارة عن مزيج من حوالي 60 ٪ زنزانات متعددة الإشغال ، و 40 ٪ زنزانات فردية ، موزعة بشكل رئيسي على 4 وحدات سكنية. بُني سجن “بلمارش” على الجانب الشرقي لمبنى أرسنال الملكي في (ولويتش) ، ويقع بالقرب من محكمة وولويتش كراون . بدأ تشغيله في 2 نيسان\ أبريل 1991. ، حيث يستخدم السجن في القضايا البارزة ، لا سيما تلك الحالات فيما يتعلق بـ”الأمن القومي”.

 

بين عامي 2001 و 2002 ، استخدم سجن بلمارش ، لاحتجاز عدد من الأشخاص لأجل غير مسمى دون تهمة أو محاكمة ، بموجب أحكام القسم الرابع من قانون مكافحة الإرهاب ، والجريمة والأمن ، مما أدى إلى أن يطلق عليه “النسخة البريطانية من سجن غوانتانامو”. لاحقا ، قضى خبراء القانون في بريطانيا ، ضد وزارة الدخلية والوزير ، بأن هذا السجن يعد تمييزا ، ويتعارض مع قانون حقوق الإنسان. وغالبا ما يتم استخدام سجن (بلمارش) ، لاحتجاز السجناء بسبب جرائم ذات صلة بالإرهاب ، ففي أيلول \ سبتمبر 2006 ، كان عدد هؤلاء السجناء (51).

Belmarsh-Prison-747268

في نوفمبر / تشرين الثاني 2009 ، انتقد تقرير تفتيش صادر عن كبير مفتشي السجون في صاحبة الجلالة ، المقدار “الكبير للغاية” من القوة المستخدمة ، للسيطرة على السجناء في السجن ، وذكر التقرير أيضًا أن عددًا كبيرًا من المعتقلين من السجناء ، أبلغوا عن تعرضهم للترهيب أو الإيذاء على أيدي موظفين في بلمارش.

يُتاح للسجناء في بلمارش الحصول على التعليم ، وورش العمل ، وصالات رياضية (اثنتين) : احدى هاتين الصالتين تركز على دورات التربية البدنية ، والأخرى الترفيهية ، مع استخدام قاعة رياضية ، وغرفة للياقة البدنية. لدى موظفي صالة الألعاب الرياضية شراكة مع Charlton Athletic F.C. ، لتقديم دورات تدريبية معتمدة من اتحاد كرة القدم للسجناء.

 

كما تعتمد ادارة السجن ، “خطة مستمع” وهي لمساعدة السجناء المعرضين للخطر مثل : الانتحار أو إيذاء الذات ، وهناك أيضا مجموعة دعم للسجناء الأجانب ، تقدم المشورة بشأن قانون الهجرة.