aren

تحول استراتيجي بسبب تصرفات اردوغان : واشنطن تستعد للانسحاب من قاعدة “انجرليك” التركية … واليونان البديل
السبت - 12 - سبتمبر - 2020

التجدد الاخباري

(ترجمة خاصة )

نشرت صحيفة (واشنطن إيكزامينير) الأمريكية ، تقريرًا، تحت عنوان “الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى جزيرة اليونان باعتبارها بديلا مُحتملا عن القاعدة التركية.. بفعل تصرفات أردوغان المقلقة “. سلطت الصحيفة ، الضوء من خلال تقريرها، على أن سياسات الرئيس التركي رجب أردوغان ، المقلقة ، دفعت المسؤولين الأمريكيين إلى تكثيف استعداداتهم للانسحاب من قاعدة “انجرليك” الجوية ، وذلك وفقًا للعضو الجمهوري الأمريكي (رون جونسون).

وأضاف “جونسون”، الذي يرأس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية لأوروبا في مجلس الشيوخ،“إننا لا نعرف بعد ما هو مستقبل قاعدة انجرليك”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ، تأمل للأفضل ، لكن عليها في الوقت نفسه التخطيط للأسوأ.

وتأتي هذه الأنباء بعد أن تكررت تهديدات أردوغان للولايات المتحدة الأمريكية، وتلويحه بإمكانية الوصول إلى القاعدة ، التي يُشاع انها تضم عشرات الأسلحة النووية الأمريكية، عدة مرات متتالية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة على النظام التركي في 2016.

ولفتت الصحيفة إلى أن الانسحاب الأمريكي من قاعدة انجرليك، قد يشير إلى تحول كبير في ميزان الثقة بين الولايات المتحدة والدولة التي عادة ما تتباهى بامتلاكها لثاني أكبر جيش في حلف الناتو. كما أن التقارب المتزايد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي بالإضافة الى حدوث تهدئة مع حلفاء آخرين في حلف الناتو، قد تسببت في إغضاب العديد من المسؤولين الأمريكيين ، وإثارة غضبهم.

ومن ناحيته، علق “جونسون”، “نريد الحفاظ على وجودنا بالكامل جنبًا الى جنب مع التعاون الذي يربطنا بتركيا”. وأضاف، “لا أعتقد أننا نريد الإقدام على تنفيذ هذا التحول الاستراتيجي، لكنني أعتقد وانطلاقا من موقف دفاعي، أننا بحاجة الى إعادة النظر والتدقيق في طبيعة الوضع خاصة في ظل المسار الذي يسلكه أردوغان”.

An aerial view of Incirlik Air Base, Turkey.

وشرحت الصحيفة كيف نمت الخلافات بين تركيا وحلفاء آخرين في الناتو خلال السنوات الأخيرة، وأكدت أن أحد أسباب هذه الخلافات يرجع إلى شراء أردوغان لأنظمة الصواريخ الروسية، وهو القرار الذي كان قد نتج عنه اتخاذ الرئيس ترمب ، قرارًا بطرد تركيا من برنامج المقاتلات الأمريكية إف-35. وبالإضافة إلى ذلك، كان أردوغان قد تورط خلال الآونة الأخيرة في نزاع على تعيين الحدود البحرية مع اليونان، وهو أمر بالغ الخطورة قد تسبب في تدخل العديد من مسؤولي الناتو بغرض محاولة تجنيب الدولتين التورط في مواجهة عسكرية.

من ناحية أخرى، أكد إيكان (إردمير)، كبير محللي الشؤون التركية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهو مشرع تركي سابق ، وأحد منتقدي أردوغان، خلال مناقشة حول النزاع التركي اليوناني، أن أكثر ما يثير قلقه ، هو وقوع تصادم غير مقصود بين البلدين . وأضاف،“حتى اندلاع نزاع عسكري قصير الأمد قد يكون أمر بالغ الضرر بالنسبة لحلف الناتو”. وشرح، “لأنه من وجهة نظر روسيا على سبيل المثال، لا شيء قد يكون أفضل من اندلاع مواجهة عسكرية بين دولتين أعضاء في حلف الناتو”.

وكانت كل من تركيا واليونان قد انضمتا الى حلف الناتو في عام 1952، إلا أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع كلا البلدين ، تسير في اتجاهات متعاكسة. ولهذا السبب، كشف جونسون “أن الولايات المتحدة تنظر بالفعل الى اليونان كبديل، كلما تسنى لها التفكير في مسألة الانسحاب من أنجريليك”. كما تحتفظ البحرية الأمريكية بقاعدة لها في خليج سودا بجزيرة كريت اليونانية، وتتزايد أهمية هذا الموقع كلما ارتفعت حدة التوترات بين واشنطن وأنقرة. ولفت جونسون، “أن أردوغان يقود بلاده الى مسلك مؤسف للغاية. إنه أمر مقلق للغاية، وهو أحد الأسباب التي تدفعنا الى زيادة مستوى تعاوننا العسكري مع اليونان، بغرض تعزيز وجودنا العسكري في خليج سودا، نظرًا لأن وجودنا في تركيا بات مُهددًا”.

اردوغان

كما أشارت الصحيفة إلى أن نزاع أردوغان مع اليونان ، يدور حول تعيين الحدود البحرية، التي تُعد اكتشافات الغاز البحرية الجديدة أحد أهم العوامل المحفزة له، في منطقة حوض شرق المتوسط. كما تتواجه كلاً من تركيا وقبرص في خلافات مماثلة، خاصة بعد إصرار تركيا على الاحتفاظ بوجودها العسكري الكبير في قبرص منذ لحظة استيلائها على جزء من الجزيرة في عام 1974، ودخولها في صراع على من يملك الحق الأكبر في التنقيب عن الطاقة تحت البحر مع قبرص”.

وفي خضم هذه الخلافات المحتدمة، أعلن وزير الخارجية مايك (بومبيو)، الأسبوع الماضي، أنه سوف يسمح لقبرص أن تقوم بشراء مواد وخدمات دفاعية غير قاتلة. بالشكل الذي يسمح بالتخفيف الجزئي لحظر الأسلحة المفروض عليها منذ عام 1987. كما علق السيناتور بوب (مينينديز)، كبير الديموقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية، دعمًا لتصريحات بومبيو، “من مصلحة الأمن القومي الأمريكي أن يتم رفع هذه القيود على بيع الأسلحة، والتي عفا عليها الزمن منذ عقود، وأن نقوم بتعميق علاقاتنا الأمنية مع قبرص”.  كما يرى مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية أن القرار الجديد يُعد وسلة للمساعدة في تخفيف النفوذ الروسي على الجزيرة، والتي كانت تسمح للسفن البحرية الروسية للتوقف في الموانئ القبرصية لأجل التزود بالوقود.

وتشير الصحيفة في الوقت نفسه، إلى أن تعزيز العلاقات الأمنية بين قبرص والولايات المتحدة ، يمثل تحذيرا لأردوغان. وإشارة واضحة الى أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بإعداد مجموعة مختلفة من خيارات القواعد الجديدة في حال اتخذ الرئيس التركي ، قرارا غير مقبولاً للقوات الأمريكية بشأن القاعدة انجيرليك.

ومن ناحيته، قال مايكل (روبين) من معهد “أمريكان انتربرايز”: “إن أحد أسباب اتخاذ قرار حظر بيع الأسلحة لقبرص كان بسبب رغبتنا في إجبارهم على استضافة المزيد من قواتنا على أراضيهم”. وتابع، “ليس من خلال إنشاء قاعدة هناك، ولكن عبر تدريبات مختلفة”. وأضاف، “ليس من الضروري أن تُفكر واشنطن في اتخاذ بديل واحد فقط عن قاعدة انجرليك، ولكن يوجد هناك بالفعل عددً من الخيارات المطروحة”. وشرح، “أن هذا الأمر كان بالفعل قيد التنفيذ منذ فترة من الوقت وعبر خطوة. كما أنه لا يوجد شيء جديد، كل ما بالأمر أن تنفيذ هذه البدائل قد يتغير من حيث طبيعة التواجد الأمريكي وحجم الاستثمارات في هذه المواقع البديلة”.

https://www.washingtonexaminer.com/policy/defense-national-security/us-eyes-greek-island-as-alternative-to-turkish-base-due-to-disturbing-erdogan-actions-senior-senator-claims