
نظرة طائر فوق المشهد التونسي ، تؤكد للناظر جملة استنتاجات قديمة/جديدة، لكنها ذات صلة.. بامتياز:
١- زوال صلاحية الدولة القطرية، بالمطلق. بات بيّناً أن أي قطر عربي، وإن بتفاوت، يعني صفراً مكعباً بمفرده، ناهيك بانفجارية تشظيه على خطوط فالق عدة: حزبية وجهوية مثلاً في حالة تونس .. وأن الكيان الكبير والسوق الكبير ،هما معرج النجاة
٢- أن الفالق العلماني/الإسلامي، عند “النخب” المدينية، بات على عمق يعيق أي ردم، وبلغت العداوة حداً شبه صفري، اللهم إلا في مشترك يتيم؛ هو التبعية التماهوية مع الناتو..، فمثلاً في حالة تونس، توافق اللدودان على السماح بقواعد عسكرية له، لا بل وساهمت تونس- الربيع في مناورات البحر الأسود، ناهيك بمساهمتها في الحرب السورية
٣- أن الأفول الغربي -الأمريكي بالتحديد- “النسبي” ، سمح للأطراف بتوسيع هامشها على حساب المتن، فصارت الصراعات المحلية أكثر اقليمية منها كونية.. مثلاً: نجد الدولة المتساقطة، فرنسا، بالتحالف مع الإمارات، ترد في تونس على هزيمتها النسبية في ليبيا على يد خلطة تركية-إيطالية، وإن غير متجانسة
٤- أن من طبائع استعار وصفرية صراعات “النخب” المدينية ، انحدار أخلاق تعامل أطرافها، بعضها مع بعض.. ولعل مثال عبير موسى ، دالٌ بما يكفي ، ويزيد
٥- ثم هناك خاصية تونسية فريدة؛ أن ثلاثة من أصل خمسة رؤساء مروا على سدتها، بمن فيهم المؤسس والراهن، أمثلةٌ على اضطراب عقلي شديد يقطع بحاجة الأخير للعلاج العاجل في مصحة نفسية
هذه المقالة تعبر عن رأي صاحبها