aren

هل تنتقل المنطقة مع اسرائيل من (التطبيع) الى (الاندماج) ؟! \\ بقلم : د.فؤاد شربجي
الخميس - 21 - يوليو - 2022

كم من الضروري التدقيق في معاني مخرجات قمة بايدن الخليجية – العربية في مدينة “جدة” السعودية . وأهم هذه المخرجات (الشراكة الاستراتيجية المتجددة ) لتحقيق الأمن والتنمية في المنطقة ، كما جاء في شعار القمة.

ورغم تمسك قادة الدول العربية في خطاباتهم بالحقوق الفلسطينية (من دولة فلسطينية على حدود الخامس من حزيران لعام 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية) ، الا أن فواعل كل الاتفاقات التي تمت ، تضمنت مسارا جديدا وخبيثا للعلاقة مع اسرائيل – ولو من وراء حجاب – فماهو هذا المسار ؟ وماتأثيره في أمن وتنمية المنطقة ، ومستقبلها؟

نجت القمة بحنكة من تضمين نتائجها ، اقامة أي محور عسكري وضد أي جهة كانت كما كان متوقعا ، بالعكس ، فان ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” ، أعلن مد اليد لايران ، ودعاها للمشاركة في استقرار المنطقة ، وهذا ماتحول الى بنود في البيان الختامي ، ترافق مع رفض امتلاك طهران للسلاح النووي .

ومع نجاة القمة من الوقوع في اعلان تحالفات عسكرية مستفزة ، ومطلقة للتوتر ، ومؤججة للنزاع ، الا انها أيدت بشكل من الأشكال التعاون الاقليمي لتحقيق الاستقرار ، وهذا ماتضمنته “اتفاقات ابراهام” ، والهيكل الامني الناتج عن “منتدى النقب”، والتنسيق الجوي الخليجي الامريكي الاسرائيلي ، وكلها أشكال لتحالفات عسكرية أمنية ، وهذه الاتفاقات الاستراتيجية السابقة للقمة ، ستصبح أكثر قوة ضمن المسار الجديد للمنطقة ، الذي كرسته القمة ، دون أن تعلنه .

هذا المسار طبعا ، يتعلق بالعلاقة مع اسرائيل ، وبعدما كان هدف (تل ابيب و واشنطن) ، انجاز مسار التطبيع مع الدول العربية ، جرى عبر هذه القمة استبدال “مسار التطبيع” بـ”مسار الدمج” ، أي أن مايجري الآن : ماهو الا (مسار دمج لاسرائيل بالمنطقة العربية عسكريا وأمنيا ، واقتصاديا).

وبدأ هذا الدمج بوضع وزارة الدفاع الامريكية – البنتاغون ، اسرائيل ، ضمن مجال عمل قيادة المنطقة الوسطى ، ممايجعلها مدموجة عسكريا مع الدول العربية الداخلة في مجال هذه القيادة ، ثم تتالت الأشكال للتحالفات الدامجة من “منتدى غاز شرق المتوسط” الى “منتدى العقبة” ، ومانتج عنه من هيكل أمني الى ما أعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي “بني غانتس” عن التعاون الجوي في مواجهة الصواريخ والمسيرات. انه مسار دمج اسرائيل ، (بدلا) من الاكتفاء بمسار التطبيع معها.

كل مايجري ، يصنع حقائق جديدة لفعالية المنطقة العربية ، وهي حقائق تحمل خطورتها الواضحة على استقرار ، وأمن ، وهوية المنطقة ، وهذا ما لا يعالج بالشعارات ، أو الصراخ الاعلامي . يحتاج الأمر الى حنكة استراتيجية فاعلة.