من الواضح ، ان ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، بدأت تضع قضية جندي المارينز والمصور الصحفي (اوستن تايس) على نار حامية . خاصة ، وان جريدة الـ”وول ستريت جورنال” أوضحت قبل أيام ، ان مسؤولا كبيرا في البيت الابيض ، زار العاصمة (دمشق) ، للحوار مع الحكومة السورية حول “تايس” ، الذي يعتقد انه مقبوض عليه في سورية كـ”جندي مارينز ومصور صحفي”.
وحسب الـ(وول ستريت جورنال) ، فان (كاش باتيل) المسؤول في البيت الابيض ، هو من زار دمشق مؤخرا ، دون ان يتضح اي معلومات ، عما أنجزه فيها من حوار مع دمشق ، حول (اوستن تايس).

وهناك من يقول ان ادارة ترامب ، بدأت بتسخين هذه القضية (مؤخرا) بعد اهمالها لسنوات طويلة ، لانها تسعى الى جعلها كـ”بوابة حوار” مع سورية ، كما فعلت مع كوريا الشمالية ، حيث كان الافراج عن محتجزين فيها ، هو طريق لقاء ترامب مع الزعيم الكروي الشمالي.
فهل تريد ادارة ترامب هذا الحوار قبل الانتخابات ، أم انهم يريدونها ، كأحد انجازات الفترة الرئاسية الجديدة ؟
وكان ترامب (قد) كشف للكاتب الصحفي المعروف “بوب وودورد”، انه عرض على الرئيس الاسد اطلاق (تايس)، واعرب وزيؤر الخارجية الامريكي (مايك) بومبيو عن ان قيام دمشق بمثل هذا الاطلاق ، سيمد (جسور التواصل مع سورية).
ولكن ، يبدو ان مطالب دمشق ، لم تلب بشكل جيد ، الامر الذي أجل انجاز هذه ، العملية (حتى الان).
فهل بدأ تحريكها من جديد؟ وهل نجح (باتيل) في وضعها ، فعلا، على نار الحوار ؟
وكانت والدة جندي المارينز والمصور الصحفي (دبيرا تايس) ، قالت في نادي الصحافة الوطنية امام حشد من الصحفيين ، انها زارت دمشق في عام 2015 ، واخبرتها السلطات السورية ، بضرورة تواصل مسؤولي الادارة الامريكية معهم (حول ابنها). ربما لانه جندي مارينز أساسا ، وبانت خيبة الوالدة (ديبرا) من تصرف الادارة الامريكية تجاه قضية ولدها ، فقد تركته مجهول المصير من العام 2012 – رغم خدمته لبلاده – حسب قولها، وقيامه باجراء 3 دورات مارينز ، وخيبتها الاكبر – كما قالت ديبرا- ان مسؤولا رفيع السمتوى في الادارة الامريكية ، هو من كان يماطل ، ويتردد ، ويترك ابنها في السجن دون مبادرة لمساعدته، واطلاق سراحه.
الثابت في اداء السياسة الامريكية ،هو انها لاتتصرف وفق مبادىء او عقيدة، خارج تحقيق المنفعة والمصلحة المتاحة ، وكل التجارب ، أكدت ان الادارة الامريكية ، ومهما خاضت ، ورفعت سقف العداء ، فانها تلجأ في لحظة تراها مؤاتية ، لابرام صفقة مع الجانب الذي ترى الكفة تميل باتجاهه ودائما ، تسلك “واشنطن” ، مسالك التفاوض مع من يحققون خطوات مهمة في الحرب والصراع ، ويبدو ان ادارة ترامب ، وهي تصعد من العقوبات الاحادية ، ومفاعيل “قيصر” ، تراجع بعض الحقائق ، وربما توصلت الى ان (الحوار مع دمشق)، يساعد في اعادة الاستقرار للمنطقة ، وخاصة ان سورية نجحت في هزيمة الارهاب ، وتسير على طريق تمكين الدولة من جديد.
فهل هذه المراجعة ، هي ماجعل ادارة ترامب ، تضع قضية (اوستن تايس) على النار؟ وهل تريد استخدامها لتفتح الحوار مع دمشق ؟ وهل يمكن ان يكون هذا التوجه الامريكي ، هو نتيجة للحوار “الروسي الامريكي” ، حول ضروة التطبيع مع الحكومة السورية برئاسة الاسد؟
علينا ان نتوقع الكثير، لان مستقبل المنطقة والعالم ، يرسم انطلاقا من بلادنا ، ولايجوز ان يتم ذلك من دوننا.