aren

بين (دمشق و واشنطن) : هذا هو فحوى العرض الذي قدمه “البيت الأبيض”… ورفضه “قصر الشعب”
الخميس - 25 - يونيو - 2020

قصر الشعب " القصر الرئاسي" السوري

قصر الشعب

البيت االأبيض

البيت الابيض

\خاص – حصري\مكتب واشنطن

بالتعاون مع رئيس التحرير (رائف مرعي)

\موقع التجدد الاخباري\ينفرد بنشر الرواية الكاملة لقصة “العرض التفاوضي” من (البيت الابيض) لـ(قصر الشعب) … الذي أفصح عنه (بولتون) في كتاب مذكراته الاخير .

كشف تقرير لمراسل شؤون الامن القومي في مجلة” The National Interest” الأمريكية، يوم الجمعة 19 يونيو/حزيران 2020، أن الرئيس الامريكي دونالد ترمب ، أراد التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد ، حول “تحرير أسرى أمريكيين”، لكن الجانب السوري ، رفض الحديث، وهو ما اعتبره وزير الخارجية (مايك بومبيو)، ومستشار الأمن القومي السابق (جون بولتون)، انتصارا، على اعتبار انهما (بولتون وبومبيو) ، لم يكونا يرغبان في حصول ذلك.

لكن حسب ما يقول بولتون في كتابه ، الذي صار نجم الجدل السياسي في العالم ، والمتوقع صدوره قريبا (هذا الاسبوع) ، تحت عنوان : The Room Where It Happened “الغرفة حيث حدث ذلك”، رأى “بولتون وبومبيو”، أن رغبة ترمب في الوصول لاتفاق تبادل أسرى مع سوريا ، أمر “غير مرغوب”.

https://nationalinterest.org/blog/skeptics/john-bolton-book-exclusive-did-mike-pompeo-want-blow-hostage-exchange-assad-163082

ترمب

ترمب

وفي تفاصيل الواقعة -كما سردها بولتون- “جميع المفاوضات عن دورنا في سوريا ، تعقدت بسبب رغبة ترمب المستمرة في التواصل مع الأسد بشأن الأسرى الأمريكيين. لكن لحسن الحظ ، أنقذت سوريا ، ترمب من نفسه، برفض الحديث حتى مع بومبيو عنهم”.

بينما استشاط الرئيس غضبا، حين سمع رد فريق المفاوضات السوري . وصرخ ترمب: “أخبره بأنه سيتضرر بشدة إذا لم يُعِد أسرانا. سنضربه بقوة شديدة. أخبره بهذا. نحن نريد عودتهم خلال أسبوع من اليوم، وإلا لن ينسى كيف سنضربه بقوة”. لكن لم ينفذ ترمب إلى الآن تهديده بمهاجمة سوريا لإنقاذ الأسرى. ولم ترد وزارة الخارجية على طلب للتعليق، لكن بومبيو ، وصف كتاب بولتون بمجموعة من “الأكاذيب، وأنصاف الحقائق، والمغالطات الصريحة”.

تقرير المجلة الرصينة ، جاء بعنوان تساؤلي : “هل أراد مايك بومبيو أن يفجر تبادل الرهائن مع الأسد؟”. اذ لم تفصح الإدارة الأمريكية عن عدد الأمريكيين المحتجزين في الخارج، بدافع القلق على سلامتهم. لكن يعتقد أن عددا من الأمريكيين ، هم محتجزون في سوريا.

في هذا السياق، أكد “روب سالي”، الذي قاد خلية استعادة الأسرى المشتركة، التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي Hostage Fusion Cell \ “خلية دمج الرهائن” حتى أواخر عام 2018، أن الإدارة الأمريكية ، حاولت التواصل مع حكومة دمشق ،”عدة مرات”، لكن الحرب الشاملة، شكلت عائقا.

Saale-cropped-1200x867

روب سالي

قال سالي: “إنك تعمل من أجل محاولة بدء نوع من الحوار، وبعد ذلك يفعل السوريون شيئا مثل شن هجوم كيميائي على شعبهم، لذا سنشن غارة جوية أو ضربة صاروخية ردا على ذلك، ثم لا نكون قد عدنا إلى المربع الأول فحسب، بل نضطر للبدء من جديد في إعادة تأسيس هذا الحوار”. أضاف (سالي)، أن مستشار الأمن القومي السابق ، كان دائما “يدعم إعادة الرهائن إلى الوطن”. وكذلك فعل (ميكي بيرغمان) وحاكم نيو مكسيكو السابق (بيل ريتشاردسون)، اللذان عملا على إطلاق سراح سجينين أمريكيين في “إيران”.

من جانبه، قال (ميكي بيرغمان) : إن بولتون “شجعهما على مواصلة النقاش على الرغم من أننا نعرف أنه لم يرغب في أي انخراط مع إيران”. إلى جانب ذلك ، قال “سالي وريتشاردسون”، إن بولتون راو موثوق. وعلق ريتشاردسون: “لا أشكك في مصداقية مزاعم بولتون، فأنا عملت معه على ملف أسرى إيران، وكان دوما صريحا معي”.

كان ميكي بيرجمان (MSFS'S05) مفيدًا في عدد من المفاوضات الناجحة مع كوريا الشمالية لتحرير السجناء الأمريكيين وإعادة رفات الجنود الأمريكيين إلى وطنهم.

بيرغمان

(جهات استخبارية غربية) متابعة عن قرب لهذا الملف ، كشفت لـ”موقع التجدد الاخباري” ، بعضا من كواليس هذه القصة، وما حدث ، والتي تعد “متمما” او “مكملا” للرواية ، التي أفصح عنها بولتون في كتابه ، المثير للنقاش.

ووفق هذه الجهات ” فان الرئيس الامريكي، الذي نفذ عملية اغتيال قائد وحدات فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ، كان يسعى الى الفوز بأوراق انتخابية مؤثرة أكثر في الناخب الامريكي”.

وتضيف تلك الجهات للتجدد ” ان الرئيس (ترمب) طالب نائب وزير خارجيته \ديفيد هيل\ خلال احدى زياراته الى العاصمة اللبنانية-بيروت من المسؤولين اللبنانيين (رسميا)،  إطلاق (عامر الفاخوري- جزار الخيام). وهو ماحدث فعلا ، فقد أطلق صراح (الفاخوري)،  لاحقا في فضيحة مدوية ، لم يشهد لها تاريخ القضاء اللبناني من مثيل ، وتظهر حجم  الفساد وأيضا العمالة داخل اروقة المحاكم اللبنانية ، وتعلق عملها “البحت قانوني” بالتجاذبات السياسية ، والتعقيدات الداخلية المحلية.

بيرغمان (يسار) والحاكم السابق بيل ريتشاردسون (يمين) يستعدان للمفاوضات بشأن رحلة إلى الخرطوم

بيرغمان (يسار) والحاكم السابق بيل ريتشاردسون (يمين) في رحلة بالطائرة إلى (الخرطوم-السودان) يستعدان للمفاوضات “حول الرهائن”

وبحسب الجهات نفسها “لكن ما يهم ترمب اكثر ، هم الامريكيون من (اصول امريكية). وخلال بضعة اسابيع خلت على وصول (هيل) الى بيروت، كانت توصلت تقارير (رصد وتحرك)، صادرة عن وكالات استخبارية في واشنطن ، وأخرى تابعة لها ، تتخذ من بلدان عربية مجاورة لسورية “مقرا لها”، أن احد مواطنيها ، والذي كان اختفى في سوريا منذ بضع سنوات – وفق معلومات صارت بحوزة الامريكيين- تشير الى ان الحكومة السورية، هي من “عثر عليه”، ليصار الى ايقافه، ومن ثم “احتجازه”.

عباس ابراهيم

اللواء “ابراهيم”

وتتابع هذه الجهات الاستخبارتية ، هنا “دخل وزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو ، مباشرة على الخط، فتواصل مع المسؤولين السوريين من خلال مسؤول امني لبناني بارز ، يمتاز بالخبرة في معالجة ملفات مشابهة”، وفيما لم تفصح هذه الجهات عن تلك الشخصية اللبنانية ، والامنية بامتياز ، تؤكد “مصادر خاصة” لموقع التجدد الاخباري ان تلك الشخصية، ما هي الا اللواء “عباس ابراهيم”، المدير العام لجهاز الامن العام اللبناني.

بمراجعة عملية لقضايا اختفاء مواطنين امريكيين (امريكيين) ، او ممن يصنفون كـ(مزدوجي جنسية) ، تكشف “جهات استخبارية ” في العاصمة اللبنانة -بيروت لموقع التجدد الاخباري ، موضوع اختفاء “كيفن باتريك داويس”، من سان دييغو ، والذي كان يعمل بصفة “مصور مستقل”، في عام 2012. ففي أواخر عام 2014، تبين ان داويس ، كان يخضع للاستجواب لدى الجهات الحكومية السورية ، بسبب مخالفته لقانون الدخول الشرعي الى اراضي الجمهورية العربية السورية ، ثم أطلق سراحه في أبريل\نيسان 2016 لأسباب صحية.

ووفق الجهات (نفسها) ، كان أيضا تم الإفراج عن السائح الأمريكي ، سام غودوين (30 عاما) ، الذي كان محتجزا لمدة شهرين في سوريا، قبل ان يسلم الى واشنطن بوساطة من لبنان، وفق ما أعلنت عائلته . وقال والداه، “توماس وآن” غودوين، في تصريح نشرته وسائل إعلام أمريكية : “سام بصحة جيدة وهو مع عائلته”. حيث وجها الشكر للمدير العام للأمن العام (عباس إبراهيم) ذاته ، والذي أتاحت وساطته ، الإفراج عن نجلهم ، الذي تم الإبلاغ عن فقدانه في أيار\مايو بالقرب من (القامشلي)، ذات الغالبية الكردية بشمال (شرق سوريا)، فقد استطاعت “الجهات المختصة ” السورية من العثور على غودوين ، لتحتجزه الحكومة السورية لديها بعضا من الوقت ، ثم ليصار الى تسليمه الى عائلته. وقد كتب “غودوين” على مدوّنته ، أنه عقد العزم على إتمام جولته في كل أنحاء العالم بحلول نهاية السنة.

وبينما قالت عائلته ، إنها ستقدم مزيدا من المعلومات،لاحقا، اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بالقول: إنها “على علم” بتقارير تفيد بالإفراج عن “مواطن أمريكي في سوريا”. وقال متحدث باسم الوزارة: “بالنظر إلى مسائل احترام الحياة الخاصة، لا يمكننا قول المزيد”. وأضافت وزارة الخارجية: “تواصل الولايات المتحدة العمل بكل الوسائل لتأمين الإفراج الآمن عن المواطنين الأميركيين المفقودين أو المحتجزين كرهائن في سوريا”.

“تايس” ليس وحيدا … هناك 

صحيفة الـ”واشنطن بوست” ،ذكرت في مقال رأي للكاتب “جوش روغين”، معنونا بـ”على الأسد الإفراج عن الرهائن الأمريكيين”، نقلا عن مسؤول أمريكي رفيع ، قوله : “إن هناك نحو ستة مواطنين أمريكيين مفقودين في سوريا، يعتقد أنهم محتجزون لدى الحكومة السورية، أحدهم الصحفي “أوستين تايس”، المفقود منذ عام 2012، والذي قالت السلطات الأمريكية (علنا) ، إنها تعتقد أنه محتجز لدى حكومة دمشق. أما الحالات المعروفة الأخرى ، فهي متعلقة بمواطنين أمريكيين من أصول سورية، لم تعترف دمشق باحتجاز أي منهما، حسب قول المسؤول.

https://www.washingtonpost.com/opinions/2019/03/04/assad-must-release-all-his-american-hostages/?utm_term=.4b8adec2414c

ونقل الكاتب في مقاله عن المسؤول: “هناك عدد من حاملي الجنسية السورية الأمريكية المزدوجة فقد أثرهم في المناطق تحت سيطرة النظام، وتبحث عنهم الحكومة الأمريكية ونعمل مع الشركاء الدبلوماسيين جاهدين لتأمين عودتهم الآمنة من سوريا”.

اوبراين

اوبراين

والعدد الدقيق للأمريكيين المحتجزين في سوريا ، “سري”، وقد تكون هناك حالات لا تعرفها الحكومة الأمريكية، علما بأن كافة الاتصالات بين واشنطن ودمشق ، تأتي عبر السفير التشيكي لدى سوريا، حيث تمثل جمهورية التشيك ، المصالح الدبلوماسية الأمريكية في سوريا منذ إغلاق السفارة الأمريكية هناك في عام 2012.

وحسب “واشنطن بوست”، لم تكشف السلطات الأمريكية عن أسماء معظم المحتجزين وفقا لرغبة عائلاتهم، لكن مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الخارجية وهيئات أخرى، تعمل على تحديد مكانهم وإعادتهم إلى الوطن. ويعتقد البعض أن عودة المحتجزين، يجب أن تكون جزءا من أي عملية تفاوض مع السلطات السورية حول مستقبل البلاد ومشاركتها في المنظمات الدولية. فقد قال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إن “نهاية هذه القصة ستكون في جنيف. فنحن نتوقع أن أي حل للقضية السورية سيشمل إعادة كافة الرهائن الأمريكيين”.

وفي السياق نفسه، أكد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون الإفراج عن الرهائن ،”روبرت أوبراين” ، أن واشنطن لم تفصح عن عدد المحتجزين الأمريكيين في سوريا، ملمحا إلى أن عددهم ، يقل عن 12، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”. وفي ذات السياق، وجه “أوبراين”، رسالة صريحة إلى دمشق : “ندعو الحكومة في سوريا إلى بذل ما بوسعها لمساعدتنا على العثور على أوستن تايس وغيره من الأمريكيين في سوريا”، رافضا تحديد الجهة التي تحتجز أوستن.

بومبيو

بومبيو

العرض الامريكي

“مصادر خاصة” بموقع التجدد الاخباري ،أماطت اللثام عن كنه العرض الامريكي، والذي اتى (مغريا) و(مدهشا) بالآن ذاته ، وان ملمح الاغراء فيه، هو ليس من جهة دمشق ، بقدر ماكان من جهة الوسيط الامني اللبناني، وأيضا من جهة بعض اركان الادارة الامريكية داخل البيت الابيض، والتي ترى في فحوى العرض المقدم ،يومذاك،”تقدما مثيرا” على مستوى العلاقات الامريكية السورية ، ومؤشر الخط البياني الذي وصل اليه في حينها.

أوستين تايس

أوستين تايس

ووفق ما جاء في تفاصيل العرض الترمبي للرئيس الاسد، فان واشنطن على استعداد تام لارسال وزير الخارجية “مايك بومبيو” ، الذي بات مستعدا للسفر في الطائرة الى مطار دمشق الدولي ، من أجل تسلم الشخص المقصود – يعتقد ان الحديث يدور هنا عن “اوستين تايس” (ضابط البحرية السابق – العامل بصفة صحفي مستقل) ، وهو (أي بومبيو) ، أصبح مستعدا “أيضا” لمصافحة كل المسؤولين السوريين ، الذين سيكونون على أرض المطار، قبل ان يعود الى بلاده ، مصطحبا الشخص المعني.

الرد السوري

وفي هذا الفصل من الرواية ، تكشف المصادر لموقع التجدد ، “إلا أن السلطات السورية ، أبلغت أن لا وجود للشخص المطلوب في أي سجن من سجونها”. وهو النفي الذي تكرره حكومة دمشق على الدوام ، حول وجود “تايس” لديها. فقبل اندلاع الحرب في سورية ، كانت هناك عدة اتصالات من بينها واحدة في عام 2010 ، بين اللواء “علي مملوك” رئيس مكتب الامن القومي في سورية ، و”دانيال بنيامين”، الذي عمل كمنسق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية في إدارة أوباما.

اللواء "مملوك"

اللواء علي “مملوك”

دانييال بنيامين

دانييال بنيامين

ووفق “جهات ديبلوماسية” متعددة ، فانه حتى بعد اندلاع الحرب ، واعتماد واشنطن ، سياسة الدفع بإسقاط حكومة الأسد، كان المسؤولون السوريون ، منفتحين على التواصل مع الأمريكيين. بعد الانتخابات الرئاسية ، قرر المسؤولون الأمريكيون ، إحاطة (جاريد كوشنر)، صهر ترمب، و(ستيفن بانون)، الذي أصبح كبير الاستراتيجيين ، الرئيس، عن الجهود المبذولة لجلب “تايس”.

تجددت المحاولات والاتصالات، مع تولي ترمب لمنصبه في البيت الابيض – يناير/ كانون الثاني عام 2017- وفي حزيران/ يونيو من العام نفسه، تقدمت الإدارة ،قدما، في موضوع اختفاء تايس ، مما أدى إلى مكالمة هاتفية بين “مايك بومبيو” – وزير الخارجية الحالي- كان حينها مديرا للاستخبارات الأمريكية (CIA)، مع رئيس “مكتب الأمن القومي” في سوريا “علي مملوك”، في شباط/فبراير 2017 .

العميد "بسام الحسن"

العميد “بسام الحسن”

وترجح جهات فاعلة على هذا الصعيد ، انه ليس من الواضح ما قاله الرجلان بالضبط ، لكن واشنطن، اقترحت “لاحقا” على دمشق ، أن (المساهمة) في تحرير “تايس”، سيقطع شوطا طويلا على طريق تحسن العلاقات الثنائية بين الادارتين،حيث أن الإدارة الامريكية، كانت”شكلت سياستها الأوسع في سوريا”.

هنا، تلفت “حصيلة استخبارية”، اختتم بها مجمع الاستخبارات الأمريكي،”تحليلا سريا”، أرفق بعبارة “ثقة متوسطة إلى عالية “، الى أن : تايس كان على قيد الحياة في سورية ، استنادا جزئيا إلى تقرير طبي صادر عن مستشفى في العاصمة السورية ، يفيد بان تايس شوهد فيه ، وهو يعالج من “الجفاف”. وفي ذات القضية ، تشير تقديرات استخبارية لدى عدد من المسؤولين الأمريكيين في أن الجنرال “بسام الحسن”، وهو يشغل منصب مستشار عسكري في مؤسسة الرئاسة السورية ، يعرف مكان السيد تايس، ولكن الجنرال “الحسن”، مثل اللواء “مملوك”، تعرض هو أيضا لعقوبات من قبل الولايات المتحدة.

دور روسي

في بعض الأحيان، حاولت الحكومة الروسية ، المتحالفة مع الحكومة السورية ، المساعدة في قضية “تايس، وداويس”، وآخرين لهم علاقات مع الولايات المتحدة ، وممن كانوا محتجزين في سوريا لصالحها. وتكشف (جهات متابعة) على هذا الصعيد ، أنه” فى محادثات مع مسؤولين امريكيين ، اقترح الروس انهم قد يكونون قادرين على المساعدة فى هذه القضية ، مقابل الافراج عن مواطنين روس محتجزين فى الولايات المتحدة”. وتضيف تلك الجهات ” كما طرح الأمريكيون فكرة تحرير جاسوس روسي مقابل (تايس)، لكن المسؤولين الروس لم يردوا على العرض”. وتختم هذه الجهات بالقول :”في نهاية المطاف، خلص المسؤولون الأمريكيون إلى أن الروس لا يعرفون أين كان تايس أو الذي كان يحتجزه”.

"تايس" كما ظهر في شريط الفيديو

“تايس” كما ظهر في شريط الفيديو

ومع تاكيد أكثر من جهة غربية وأيضا (امريكية)، لوجود قناة استخباراتية بين (واشنطن ودمشق) منذ سنوات بغية التنسيق بملفات عدة ، تكشف “مصادر أطلسية”، تتابع الملف السوري، لـ”التجدد” ان الاجتماعات حول مصير (تايس) ، تكثفت في المرحلة الأخيرة بين الأمريكيين والمسؤولين السوريين، وإنه كان هناك لقاء (أول الصيف)، إنما لم يتطرق لا لملف الانسحاب الأمريكي ، ولا لموضوع النفط ، أو تطبيع العلاقة ، وان قناة الاتصال هذه، تركز على ملف (تايس)،فحسب.

أما سبب ذلك، فهو أن هذه اللقاءات ، يحضرها مسؤولون من “درجة متوسطة” من سفارات أمريكية ببلدان محيطة ومجاورة لسورية، وليس أصحاب المواكب في واشنطن. ختاما: يرجح مسؤولون حكوميون أمريكيون ، ان لديهم سببا للاعتقاد،بأن تايس، لا يزال على قيد الحياة، في مكان ما داخل سوريا.وبحسب هؤلاء فمن المفترض أنه “محتجز”،إن لم يكن من قبل الحكومة السورية (نفسها)، فانه سيكون لدى قوات مرتبطة بطريقة ما بالحكومة.

0c314bd5ac824e5c72953b07f138e9bf

المعلم

كتاب بولتون

كتاب بولتون

حول رواية بولتون:

عدا عن الصفة الاعتبارية ، فان الموقع الوظيفي ، الذي كان يشغله “بولتون” بين اركان ادارة ترمب، فان روايته ، ليست من قبيل التسريبات الصحفية ، ولا تصورات المحللين ، الذين يطبخون التقارير في العواصم القريبة والبعيدة، مايفترض درجة عالية من التشكيك بمصدر هذه الرواية، وبمصداقيتها ، ومطابخ كتابتها.

مضمون الرواية ، يشتمل على شقين في عمل اي ادارة امريكية “الاستخباراتي والديبلوماسي”،واذا كان بولتون من موقعه كمستشار للامن القومي، قد افصح عما لديه من معلومات حول العرض التفاوضي الترمبي للرئيس الاسد ، فان الوجه الآخر لهذا العرض ، ومن ثم النفي الصادر من دمشق حولها ، لا يعني أن “عرض واشنطن” وكذلك “رد دمشق” ، لم يتمّ ، وإنما هو لدحض المضمون المسرب في الصحافة الغربية ، والمبني بشكل “عاجل ومختزل” ، لما اتى به كتاب مذكرات بولتون ، عن فحوى التفاوض ، والذي يحمل من السذاجة ما يكفي ، ليجعله ضعيفا ، وغير قابلا للتصديق ، حتى ولو من باب الدعاية السياسية.

خلاصة :

في اطار تقصي التطورات حول هذا المستجد بالعلاقة بين “واشنطن ودمشق”،لفتت “معلومات خاصة” بمكتب الموقع في العاصمة الامريكية- واشنطن الى ” أنه لايزال البيت الابيض يأمل في سماع خبر ايجابي حول هذا الموضوع ، نظرا الى التأثير الكبير للمسألة على الشارع الامريكي”.

وقيل ان تشجيع (السعودية والامارات) على التواصل مع دمشق،”هدفه” من وجهة نظر امريكية صرفة ، اضافة الى ترطيب الاجواء معها لـ”دمشق” ، السعي الى إعادة الحضور الخليجي الى سوريا على حساب الحضور الإيراني، الذي تلقى ضربة قوية بعد اغتيال قاسم سليماني ، وحيث لا تبدو روسيا ، معترضة على إضعاف ايران في سوريا، نتيجة الفراغ ، الذي حدث بعد سليماني.

وتنتهي هذه الخلاصة ، على توصيف مرحلة العرض التفاوضي الترمبي مع سورية، والتي اتى على ذكرها “بولتون” في مذكراته ، دون ان يورد تفاصيلها كاملة ، بانها مرحلة “الرسائل الانتخابية” تحت سقف عدم الذهاب الى الحروب. ما ينعكس على بلدان المنطقة ، مراوحة من دون اختراق سقف الحلول الموضوعة، ولا أيضا الغرق في وحول المواجهات الحامية.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..

index

شعار الخلية

\المحرر\

خلية “دمج الرهائن”

أنشأت ابان رئاسة “باراك أوباما” في 24 حزيران\يونيو 2015. يتبع عمل هذه الخلية لمكتب التحقيقات الفيدرالي fbi ، وهو الوكالة الرائدة ، التي تنسق عمل موظفي هذه الخلية بالتنسيق ، مع مجموعة وزارات : وزارة الخارجية ، وزارة الدفاع ، وأيضا وزارة الخزانة. وبهذه الصفة ، تشرف الخلية على تنسيق الجهود والسياسات الحكومية ، لتسهيل استرداد الرهائن الأمريكيين المحتجزين في الخارج.

تم إنشاء هذه الخلية، وهي أحد ثلاثة أجزاء من “مؤسسة استرداد الرهائن” ، بعد كارثة تعامل الحكومة الامريكية مع عائلات “رهائن داعش” ، وهم : (جيم فولي – ستيفن سوتلوف – بيتر كاسيج – كايلا مولر). فقد كان هناك معلومات متضاربة من جانب أجهزة المخابرات الامريكية ، اضافة الى المشاجرات بين مختلف [الولايات المتحدة والوكالات الحكومية] ، حول كيفية معالجة هذه المشكلة.

ديان فولي [والدة جيم فولي] ، قادت التهمة بوجه الادارة الامريكية ، حول سوء التعامل مع القضية ، وهو ما أدركته إدارة [أوباما] لاحقا ، من أنها تعاملت مع القضية برمتها بشكل سيء ، ولذلك أجروا مراجعة لموضوع الرهائن . بداية كان من المفترض ، أن تستمر هذه المراجعة لـ 90 يومًا فقط ، ولكن انتهى بها الأمر إلى ما يقارب من عام ، وبعد أن قيمت ، حالة مؤسسة الرهائن في ذلك الوقت ، وكيفية تحسينها ، جاءت النتيجة بتوجيه من السياسة الرئاسية في امريكا ، والتي أنشأت مؤسسة استرداد الرهائن.

تتألف المؤسسة ، من أجزاء ثلاثة ، هي مجموعة الاستجابة للرهائن (HRG) ، وخلية دمج الرهائن (HRFC) ، والمبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن (SPEHA) في وزارة الخارجية.

بيرغمان (الصورة الثانية من اليمين) والحاكم ريتشاردسون (الصورة الثالثة من اليسار) على طاولة المفاوضات في كوريا الشمالية

بيرغمان (الصورة الثانية من اليمين) والحاكم ريتشاردسون (الصورة الثالثة من اليسار) على طاولة المفاوضات في “كوريا الشمالية”

تعتبر خلية الاندماج ” HRFC “، هي المسؤولة عن تنسيق جهود التعافي ، وجهود دعم الأسر . بالإضافة إلى ذلك ، فإن هذه الخلية ، هي المسؤولة ،كذلك، عن التأكد من أن المعلومات حول الرهائن ، يتم مشاركتها بين الوكالات ، وفيما تعد “HRG \ مجموعة الاستجابة ، هي الوسيلة المعتمدة لاتخاذ قرارات حساسة بشأن الوقت والسرعة حول استرداد الرهائن ، فان “SPEHA ” \ المبعوث الرئاسي ، هو الذراع الدبلوماسية للتنفيذ.

تحتوي خلية الاندماج ” HRFC ” على خمسة مكونات رئيسية:

(1) فريق الاستخبارات ، وهو يشكل من عناصر تمثيل من جميع أنحاء مجتمع الاستخبارات.

(2) مكون تشغيلي مع تمثيل من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ، ودائرة الأمن الدبلوماسي بوزارة الخارجية ، ووزارة الخزانة ، وأيضا زارة الدفاع ، بالإضافة إلى تمثيل محدد من الوكالة المشتركة لاسترداد الموظفين (JPRA) ) ، وقيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC).

(3) فريق مشارك من أسرة الرهائن مع المتخصصين بمكتب التحقيقات الفيدرالي لضحايا مكتب التحقيقات الفدرالي والشؤون القنصلية بوزارة الخارجية ، وعلماء النفس التشغيليين ، ومفاوض مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن الأزمات.

(4) فريق المشاركة الخارجية ، الذي لديه منسق مشارك خارجي ، ومنسق إعلامي ، ومنسق تشريعي.

(5) فريق قانوني ، مؤلف من : محامي تابع لوزارة العدل الحكومية.

جميع هذه المجموعات ، هي تحت فريق القيادة ، الذي يتألف من “مدير خلية ونائبين” ، والتي يمكن أن تأتي من واحدة من ثلاث منظمات : اما مؤسسات الدولة المدنية ، أو مكتب التحقيقات الفدرالي ، أو وزارة الدفاع . يشار هنا ، الى انه بحلول العيد”الثالث” لتأسيس هذه الخلية ، فقد ساهمت في استعادة (180) مواطنا أمريكيا من بلدان عدة.