aren

تيلرسون خصم كبير : هالي “خلافات شديدة نشبت داخل ادارة ترمب بشأن نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى (القدس)”
الجمعة - 15 - نوفمبر - 2019

التجدد الاخباري – واشنطن

ذكرت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة ، نيكي هالي ، في كتابها الصادر حديثا ، أن في السنوات الأولى لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد (ترمب)، شهدت خلافات داخلية شديدة، خاصة ما يتعلق منها بالسياسة الأمريكية – الإسرائيلية ، كما صورت هايلي في كتابها ، وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون، كأكبر خصم لها في الإدارة.

ودافعت السفيرة هالي ، في كتابها المعنون : “مع كل الاحترام الواجب”، عن قرار إدارة ترمب بالانسحاب من ميثاق الأمم المتحدة للهجرة العالمية ، بحجة أنها كانت ستقضي على التمييز بين (الهجرة القانونية والهجرة غير الشرعية) ، وتشكك بشدة تركيزها على قضايا ، مثل (تغير المناخ).

هالي ، سجلت في كتابها الجديد، بعضا من الخلافات داخل ادارة الرئيس الامريكي ، ومن بين أكثر ما أثير من خلافات أمريكية داخلية ، قرارات ترمب الرئيسية بشأن المنطقة ، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وسحب المساعدات من الوكالة الأممية لدعم وغوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

5204e8ee-76f0-4395-a018-4802e971a95a

نتنياهو – هالي

وبينما دعمت هايلي لنقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس، اعترض تيلرسون وآخرون في مجلس الأمن القومي بشدة على الخطوة.

وكتبت هالي : “أنا دعمت الخطوة ، السفارات تقع في العواصم. في كل بلد في العالم تقريبا، تقع السفارة الأمريكية في عاصمة البلد المضيف. يجب ألا تكون إسرائيل مختلفة”. وتابعت هايلي : لكن آخرين في مجلس الوزراء والبيت الأبيض عارضوا ذلك، لقد ادعوا بأن نقل السفارة سيؤدي إلى اندلاع أعمال عنف من شأنها أن تلحق الضرر بعملية السلام، كما حدث… في كل اجتماع لمجلس الوزراء ومستشاري الأمن القومي للرئيس، كان هناك فصيل يعتقد لأنه يجب لهم وليس للرئيس اتخاذ القرار النهائي بما يتعلق بالسياسة”.

وأكدت هالي، أن الخلافات الداخلية في الإدارة الأمريكية ، زادت وارتفعت وتيرتها ، أثناء عملية نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. وتابعت “عندما اجتمع مجلس الأمن القومي للنظر في نقل السفارة في إسرائيل، كان صوت أعضاء هذا الفصيل عاليا. لمحوا بكل الطرق أنه إذا فعل الرئيس ذلك، فسوف تسقط السماء. ظنوا أنه يمكنهم العمل معا لتحديد توجه الرئيس، وقد حاولوا القيام بذلك”. وأكدت السفيرة السابقة “أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أعلن في منتصف الاجتماع أنه يريد أن يتم تسجيل معارضته لهذه الخطوة”.

السفارة الامريكية في "تل ابيب"

السفارة الامريكية في “تل ابيب”

يشار إلى أنه في السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2017، اعترف ترمب (رسميا) بالقدس “عاصمة لإسرائيل”، وأعلن عن نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والتي تم افتتاحها في مايو/آيار 2018.

وتكشق هالي في “مع كل الاحترام الواجب” ، بأن رئيس أركان البيت الأبيض السابق (جون كيلي)، ووزير الخارجية السابق (ريكس تيلرسون)، حاولوا تقويض سلطات الرئيس ترمب ، والدستور. وكتبت : ان كيلي ، تيلرسون ، كانا “شخصين غير منتخبين ظنوا أنهم يعرفون أكثر من الرئيس”

ووجهت هالي في فصل من الكتاب تحت عنوان : “أعطني استراحة” ، انتقاد حاد لميثاق الهجرة للأمم المتحدة بسبب التركيز على قضية “تغير المناخ” ، والذي انسحبت الولايات المتحدة منه في كانون أول\ ديسمبر 2017. وتتابع هالي : “شهدت الوثيقة ، التي اعتمدتها الهيئة العالمية – بعد سنة من اجتماع عقد في المغرب – انسحاب مجموعة من الدول الأخرى من هذا الاتفاق ، بما في ذلك (المجر وبولندا والنمسا وإسرائيل)، وسط مخاوف من أنه سيضر بقدرة الدول على السيطرة على حدودها”.

وتضمن الاتفاق (23) هدفًا لإدارة الهجرة على “المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية” ، لكن العديد من هذه الأهداف غامضة ، بما في ذلك أهداف مثل: “تعزيز توافر ومرونة مسارات الهجرة العادية” و “معالجة وتقليل نقاط الضعف في الهجرة”.

وقالت هالي ، في كتابها: “ان التكهنات بأنها تعرضت لضغوط لإنهاء المشاركة الأمريكية،غير صحيحة”، ثم دخلت في تفاصيل حول اعتراضاتها على الوثيقة الدولية. “لقد نشأ الميثاق عن بيان دولي للمبادئ حول الهجرة كانت قد دافعت عنه إدارة أوباما. لقد كانت الفوضى. مثل الكثير من النقاش حول الهجرة اليوم ، فقد حاولت محو جميع الفروق بين الهجرة غير الشرعية والهجرة القانونية.”

توقيع ميثاق الهجرة للامم المتحدة (مراكش) - المغرب

ميثاق الهجرة للامم المتحدة (مراكش) – المغرب

هالي ، (ابنة) المهاجرين الشرعيين من الهند ، قالت : ” إن بنود الاتفاق غير واضحة . الحدود بين المهاجرين الاقتصاديين أو العائلات واللاجئين الهاربين من الاضطهاد ، وكذلك الاختلافات حرجة”.

“إذا لم نعد نعترف بالفرق بين الهجرة القانونية وغير الشرعية ، وبين الأشخاص الذين يحتاجون إلى حماية دولية ، وأولئك الذين يريدون فقط الهروب من الفقر أو الجريمة ، فسوف يكون لدينا نظام للهجرة المفتوحة بالكامل” ، كما كتبت. “لقد تخلصنا من حدودنا بشكل فعال. لا يمكننا فعل ذلك أبداً “.

في هذا الكتاب ، قالت هالي : ” إنه بينما كانت الوثيقة غير ملزمة ورمزية إلى حد كبير ، إلا أنها اعتقدت أولاً أن الولايات المتحدة ، يمكن أن تغير لغة الوثيقة واتجاهها ، ولكن مع استمرار النقاش ، أدركت أن الأمر لم يكن كذلك”، وبدلاً من ذلك ، قالت “إن الوثيقة بدأت تتجه نحو التركيز على قضايا مثل تغير المناخ”. وأضافت : “ملايين الناس لم يفروا من سوريا بسبب تغير المناخ ، لقد هربوا بسبب الحرب التب دمرت بلادهم”.

تأتي هذه الملاحظة في الوقت الذي أصدر فيه المرشح الرئاسي عام 2020 ، “بيرني ساندرز” ، خطته للهجرة ، والتي تدعو إلى إيجاد مسارات للحصول على الجنسية لأولئك المقيمين في البلاد بشكل غير قانوني ، وكذلك قبول ما لا يقل عن 50000 “مهاجر مناخي” في السنة الأولى لإدارة ساندرز.

في نهاية المطاف ، قالت هالي إن “كسر الصفقة” في ميثاق الأمم المتحدة ، لصالح الولايات المتحدة ، هو أنه دعا إلى أن تكون سياسة الهجرة واللاجئين ، محكومة بالقانون الدولي،بدلاً من الدول الفردية: “يجب أن يتخذ الأمريكيون ، والأمريكيون وحدهم ، القرارات الأمريكية بشأن سياسات الهجرة. فقط سنقرر أفضل طريقة للسيطرة على حدودنا ، ومن سيسمح له بدخول بلدنا “… كان الاتفاق العالمي بشأن الهجرة يتجه نحو إنشاء حق دولي في الهجرة ، وهو أمر غير موجود في القانون الدولي ولا يتوافق مع السيادة الأمريكية.”

هالي

غلاف كتاب : “مع كل الاحترام الواجب”

في مكان آخر من الكتاب،تتهم هالي، (اليسار)،بمحاولة محو الفرق بين الهجرة الشرعية والهجرة غير الشرعية،والدفع بالرسالة القائلة (إن أولئك الذين يريدون الحدود قاسيين)، وتصفها هالي “بأنها مثال على السياسة المثيرة للانقسام التي تسمم مناقشتنا العامة. ما لا يدركه أو لا يريد إدراكه الآخرون، هو أن هذا النوع من الاستقطاب، والسياسة بيننا وبينهم، يؤذي حقًا المهاجرين الذين يرغبون في المجيء إلى أمريكا والعمل بجد واحترام قوانيننا واحتضان مبادئنا”. للهجرة”.