aren

نضال الصالح : 25/ 9 / 2003
السبت - 26 - سبتمبر - 2020

الصالح

كتب “نضال الصالح” على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) مايلي :

مثل هذا اليوم قبل سبعة عشر عاماً ، رحل المثقف الفلسطيني الكبير “إدوارد سعيد” ، الذي طالما كان يحلم أن يُدفن في القدس بعد اغترابه عنها في أمريكا لما يزيد على نصف قرن.

قبل نحو شهر من رحيله ، زار إدوارد سعيد سورية، وكنت في شأن لي في وزارة الثقافة في دمشق، وبينما أصعد الدرج إلى الطابق الأول تسمرت في مكاني. كان إدوارد في مواجهتي هابطاً الدرج. سلّمت عليه:

– د. إدوارد؟!

– نعم.

– نوّرت سورية.

وبينما كنت أعرّفه بنفسي كانت ثمة دمعتان تتعثران بنفسيهما في عينيه، ثمّ قال:

– مضى على وجودي هنا في الشام نحو أسبوع، لم يعرفني أحد سواك، وكنت أظن أن سورية كلها تعرفني. حتى هنا (وكان يعني وزارة الثقافة) اضطررت إلى التعريف بنفسي.

الراحل” سعيد” يرمي قوات الاحتلال الاسرائيلي بالحجارة على الحدود الللبنانية مع فلسطين المحتلة

ثم استأذنني في الانصراف لموعد له مع فلسطيني مقيم في الشام، ودفع إليّ بقصاصة ورق كتب فيها بخط يده عنوانه في نيويورك ورقم هاتفه، وظللت أحتفظ بالقصاصة بين أوراقي إلى أن أتى الإرهاب على مكتبتي في حلب.

أمّة لا تعرف مبدعيها ومفكّريها ومثقفيها أمة محكومة بهذا الخراب.

رئيس اتحاد الكتاب العرب في دمشق – سابقا