
التجدد الاخباري
(خاص)- مكتب بيروت
يتحدث الامين العام لـ”حزب الله” ، السيد حسن نصرالله (الساعة الثامنة والنصف) مساء اليوم ، وقد اشارت مصادر مطلعة ان نصرالله ، سيتناول بشكل اساسي مسألة المبادرة الفرنسية ، وكل ما يرتبط بها بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
واشارت المصادر الى ان نصرالله ، سيكرر علنا ، الاسئلة التي كان “حزب الله” قد طرحها عبر مسؤول العلاقات الدولية فيه “عمار الموسوي ” على السفير الفرنسي في بيروت “برونو فوشيه”. ولفتت المصادر الى ان نصرالله ، سيؤكد ان المبادرة الفرنسية لم تتضمن اولا فكرة المداورة، ولم تتضمن ثانياً اي فيتو على حصول اي فريق على الثلث المعطل. واضافت المصادر ، ان نصرالله سيؤكد ان الرئيس الفرنسي ايمانويل (ماكرون)، اكد خلال طاولة الحوار في قصر الصنوبر ، ان القوى السياسية ، هي التي ستسمي الوزراء، وسيؤكد ايضاً ان المبادرة لم تتضمن الا تكون حقيبة المالية من حصة الثنائي الشيعي، وان اي من القوى السياسية لم تعط اي التزام ان يسمي الحريري ، الوزراء جميعا.
وبناء على كل ذلك، سيؤكد نصرالله ان المبادرة الفرنسية واضحة ، وحزب الله ملتزم فيها، وملتزم بأي مبادرة تعمل على انقاذ لبنان اقتصاديا من دون ان يكون هناك شروط سياسية تريدها واشنطن، او الرياض. واعتبرت المصادر ان نصرالله ، سيحمل دولاً محددة مسؤولية عرقلة المبادرة الفرنسية وفرملتها، كما سيظهر تصعيداً خطابيا جديا تجاه اي محاولة تهويل بالحرب الاسرائيلية على لبنان.

الى ذلك ، اوضحت مصادر مقرّبة من حزب الله لـ”التجدد” ، ان ما قاله الرئيس الفرنسي ايمانويل (ماكرون)، لجهة تحميله الثنائي الشيعي، وتحديداً (حزب الله)، مسؤولية إفشال المبادرة الفرنسية ، فيه الكثير من التجنّي والظلم بحق الحزب، ولو انه اراد ان يساوي بين معظم القوى السياسية لجهة تحميلها مسؤولية الوضع”. وفي ظل امتناع مسؤولي حركة «أمل» و»حزب الله» – حتى الآن- عن التعليق على مواقف ماكرون بناء على تعليمات من قيادتي التنظيمين.
فمن المرجح – وفق مصادر مطلعة – انّ نصرالله سيرد مباشرة على ماكرون ، وسيفنّد ما يعتبره «مغالطات أساسية» وردت في خطابه، خصوصاً بعدما حمّل الحزب المسؤولية الاكبر عمّا آلَ اليه مصير مبادرته. وبالتالي، سيشرح نصرالله -خلال اطلالته اليوم – كيف أنّ «الطرف الآخر هو الذي عرقل المسعى الفرنسي وأحبط محاولات تشكيل الحكومة عبر طروحات مفتعلة لم تكن واردة أصلاً في متن المبادرة الباريسية»، وهو ما اعترف به ماكرون نفسه.
رسائل حزب الله التمهيدية عبر (المنار والاخبار) لماكرون
جريدة “الاخبار” اللبنانية ، المقربة من حزب الله ، ذكرت بتقرير لها ، نشر في عدد اليوم ، تحت عنوان : حزب الله لماكرون: إلزم حدودك!”، ان المبادرة الفرنسية انتهت فعليا ، رغم اعلان الرئيس ماكرون ، تمديد مهلة مبادرته لستة أسابيع، وان الحزب مهد لكلام السيد “نصرالله” اليوم بخصوص (التهديد والوعيد) الرئاسي الفرنسي ، من خلال موقف صدر أمس برسالة إلى ماكرون ، مفادها: «إلزَم حدودَك»
وأنه من غير الواضح بعد ، اذا ما كان نصرالله ، سيوجه كلاما قاسيا الى ماكرون نتيجة «الاتهامات» التي كالها الى حزب الله في مؤتمر يوم أول من أمس، أم أن الخطاب سيأتي حازما في المضمون وهادئاً في الشكل.

وأضاف التقرير، ان استياء الحزب من كلام ماكرون ، عبّرت عنه مقدمة محطة الحزب التلفزيونية ، قناة «المنار»، في نشرة الأخبار ، مساء أمس، فتوجهت الى ماكرون بالقول: «أخطأت الاسلوب وضللت العنوان، واشتبهت على ما يبدو بين دور الرعاية وفعل الوصاية». واعتبرت القناة أن كلام الرئيس الفرنسي «ينمّ عن حراجة موقفه بعد تعثر مهمته بفعل حلفائه الاميركيين وادواتهم في المنطقة ولبنان»، رافضة «رسالة التهديد والوعيد، والوعظ وتوزيع الاتهامات، في مكان كلبنان». وسأل الحزب، عبر «المنار»، عن الدور الذي سيبقى لماكرون في البلد إن هو «نسخ الموقف الاميركي وتماهى مع الموقف الاسرائيلي وبعض العربي، فمال طرفا». وطالب حزب الله، عبر قناته التلفزيونية، بنشر نص المبادرة وما حوته ليعرف اللبنانيون من عطل ومن سهل، «الا اذا كان المطلوب من حزب الله حركة امل والاكثرية النيابية ان يسلموا الحكومة باكملها وبهذا الظرف الحساس من عمر الوطن لمفخخي المبادرة؟». وأوصت ماكرون بالاطلاع على الواقع اللبناني «الذي لا يشبه ما ينقله بعض مستشاريه ولا وسائل الاعلام المنتقاة في مؤتمره الصحافي العاملين ضمن جوقة العشرة مليارات دولار الاميركية المصروفة في لبنان».

من جهته، رفض النائب (علي) حسن خليل التعليق على ما ورد في خطاب ماكرون، مشيرا في حديث تلفزيوني الى أن «المبادرة التي اتفق على تفاصيلها مكتوبة وموزعة ومعروف ما ورد فيها». وأكد أن «لا اتصالات أو مشاورات حاليًا على المستوى الداخلي في الشأن الحكومي»، لافتًا إلى أنّ «لا شيء يمنع التشاور بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري».

“روسيا اليوم ” ضحية فبركة فرنسية حريرية
على مقلب آخر، وبعد أن انشغلت الأوساط السياسية وعمت الاحتفالات بين قواعد “تيار المستقبل”، نتيجة ما سربه موقع «روسيا اليوم» قبيل خطاب ماكرون أول من أمس، عن اتصال بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تم الاتفاق خلاله على ترؤس سعد الحريري الحكومة المقبلة، تراجعت القناة الروسية عن الخبر امس، بعدما تبيّن أنه غير دقيق.
وسرعان ما عدّلت «روسيا اليوم» عنوان الخبر، واكتفت بنشر بيان مكتب الحريري الاعلامي الذي يؤكد فيه عدم ترشحه لرئاسة الحكومة مع تشديده على «موقفه الداعم لمبادرة الرئيس الفرنسي والمسهل لكل ما من شأنه إنجاحها بصفتها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف انهيار لبنان».
وعلمت «الأخبار» بأن «روسيا اليوم» وجّهت تأنيباً لمراسلتها ، التي نقلت الخبر من دون التحقق من مصادر أخرى، وكانت ضحية المصدر الذي دسّ لها هذا الخبر، والذي رجّحت مصادر روسية مطلعة ، انه «مصدر باريسي قريب من الحريري». وبحسب المصادر، فإن الحريري يرى نفسه في موقف حرّج، فهو غير قادر على مواجهة حزب الله، ولا هو قادر في الوقت عينه على مواجهة واشنطن والرياض اللتين تريدانه رأس حربة في مواجهة الحزب.

هل يتجه “حزب الله” نحو التصعيد مبكراً؟
من زاوية أخرى ، يبدو أن مؤشرات التصعيد السياسي والامني في المنطقة ، باتت واضحة وكثيرة، ومن المتوقع ان تذهب واشنطن وتل ابيب الى تسخين الساحة الاقليمية بشكل كبير (قبل) الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة المقررة في تشرين الثاني المقبل.
ووفق مصادر مطلعة ، فإن لبنان هو احد المتأثرين بهذا التصعيد، لكن ليس بالضرورة على المستوى العسكري. فبالرغم من كل التهديدات الاسرائيلية، ومن كل التلميحات الفرنسية فإن اي حرب مع اسرائيل لا تزال مستبعدة. واشارت المصادر الى ان الوضع الداخلي اللبناني مقبل على تطورات جدية، منها الامني ومنها الاقتصادي، لكن في بعض الصالونات السياسية ، بدأ الحديث عن ان تفعيل وتعويم حكومة “حسان دياب”، هو مجرد وهم ، وليس واردا.
وقالت المصادر ان الاكثرية النيابية بدأت اتصالاتها بسرعة بهدف اعادة رص صفوفها، او محاولة لفعل ذلك، لكن “حزب الله” وضع امام حلفائه احتمالين، الاحتمال الاول الذهاب الى حكومة توافقية مع جميع القوى السياسي.واضافت المصادر ان مثل هذا الخيار ليس واقعياً لان الشروط والشروط المضادة التي عرقلت تأليف السفير مصطفى اديب لحكومته ، ستعرقل تأليف اي حكومة توافقية جديدة.
وترى المصادر انه بما ان تعويم حكومة دياب غير وارد لاسباب كثيرة ، منها : عدم رغبة الكثير من الوزراء داخلها، وفقدان اي ثقة داخلية بها، فإن الخيارات المتبقية تنحصر بين تقطيع الوقت الى ما بعد الانتخابات المقبلة، وبين الذهاب الى حكومة من نوع آخر او حكومة ٨ آذار.
ولفتت المصادر الى ان استبعاد الخيار الاخير من الحسابات ليس صحيحا، اذ ان هذا الامر بات امراً واردا بشكل كبيراً تماشيا مع التطورات الاقليمية، وان “حزب الله” لم يعد يضع فيتو حقيقيا على الذهاب الى مثل هذه الحكومات.
وترى المصادر ان ثلاثة شروط ، هي التي تحدد مسار الامور: التوافق داخل الاكثرية النيابية، والعقوبات الامريكية المتوقعة، والتطورات الاقليمية، اذ ان المواجهة التي كانت احتمالا وارداً بعد الانتخابات الامريكية ، باتت احتمالا وارداً قبلها.