aren

“موسكو” تفقد صبرها ، تكسر صمتها … وتتجه لاغلاق المجال الجوي السوري
الإثنين - 26 - يوليو - 2021

\خاص وحصري\

التجدد الاخباري – مكتب (بيروت +واشنطن )

ذكرت “مصادر خاصة” لـ(موقع التجدد الاخباري) في العاصمة الامريكية – واشنطن ، أن ” تل ابيب ومنذ زمن ، استشعرت أنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوية السورية ، وهو مالاحظته قيادة سلاح الجو الاسرائيلي في الهجومين الأخيرين على سورية”. ووفق المصادر ذاتها ” فقد جاء الهجوم الأول من فوق قاعدة (التنف) جنوب شرقي البلاد، والثاني من الأجواء اللبنانية، إلا أنهما لم يكونا مؤثرين”.

أجهزة استخبارية (أطلسية) ، كشفت لـ”التجدد” ، أن للأمر صلة بقمة جنيف بين (بايدن وبوتين) ، والتي عقدت في فيلا “لا غرانج” منتصف يونيو/حزيران الماضي. ووفق ما تكشفه هذه الأجهزة الأمنية الغربية بالتقاطع مع معلومات (حصل عليها مكتب موقع التجدد في العاصمة اللبنانية – بيروت) ومصدرها العاصمة الروسية – موسكو ،”فقد حصلت روسيا على تأكيد أمريكي بعدم موافقة واشنطن على الضربات الإسرائيلية المستمرة في سوريا”.

في ذات الاطار ، تؤكد المصادر الروسية “ان هذا المستجد الميداني والتطور العملياتي على الساحة السورية ، يأتي في وقت باتت فيه خطوط التواصل والحوار والتنسيق مفتوحة بين موسكو و واشنطن، ما يعني أن هناك ظروفاً سياسية جديدة، دفعت موسكو للتخلي عن تحفظاتها السابقة، وتقييد حرية (الأجواء السورية) في وجه الهجمات الإسرائيلية”.

طائرات مقاتلة روسية

ترتيبات روسية

وفي قراءة “تحليلية”عن كثب لهذا الطارىء في السياسة الاقليمية والدولية تجاه سوريا ، يمكن ان نعطف هذا التطور، على مايحدث من مستجدات على مسار مواز آخر ، هو رغبة البلدان الخليجية و(مصر والعراق والأردن) في أن تكون (دمشق)، مستقرة ، وأقوى ، بما يمكنها من العودة الى جامعة الدول العربية.

مايعني حصول ترتيبات لتحقيق هذه الرغبة ، أولها وقف الغارات الجوية ، وتقليص الولايات المتحدة و(إسرائيل) ضرباتهما الجوية ، وكذلك توقف (تركيا) عن زعزعة الاستقرار شمال البلاد، وهو مايرجح بالتالي “رغبة في توقف إيران عن تحصين مواقعها”.

وبناء على هذه المعطيات التي تم عرضها، فان ما يقبع خلف التصريحات الروسية ، قد يعكس تغيرا في السياسة ، أو قد ينطوي على بعث رسائل للولايات المتحدة و(إيران)، خاصة لجهة أنّه سبق للمجموعات المسلحة الموالية لإيران ، أن ربطت الغارات الإسرائيلية في سوريا بدور إيران في المنطقة.

نستذكر هنا ، كيف انه وقبل نحو (ثلاث سنوات)، موسكو زودت دمشق بأنظمة «أس 300» للدفاع الجوي، لكنها وضعت قيودا على تشغيلها، لتصبح عديمة الجدوى بسبب التنسيق (الروسي الإسرائيلي). الامر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول طبيعة (الصمت) الروسي ، أو في أفضل الأحوال، الانتقادات الخجولة ، التي كانت تصدر عن موسكو بين الحين ، والآخر.

مئات الضربات الجوية على مدار السنوات الماضية، والتي نفذتها إسرائيل في مختلف المناطق السورية، معللة ذلك بضرورات أمنها القومي ، كانت في كل الحالات تتصدى لها الدفاعات الجوية السورية ، في ظل صمت روسي فسّر في بعض الأحيان بأنه (موافقة ضمنية) على هذه الضربات لإضعاف منافسي موسكو – ايران- في الساحة السورية.

، لكن ما حدث خلال الهجومين الإسرائيليين الأخيرين (شمالي) و(وسط) سوريا، حمل الكثير من المؤشرات على وجود تغيير جدي في قواعد اللعبة؛ إذ إن الدفاعات الجوية أسقطت سبعة من ثمانية صواريخ في الهجوم الأول، بينما تم إسقاط الصواريخ الأربعة التي جاءت في الهجوم الثاني عبر الأجواء اللبنانية، وهو تطور نوعي سيكون له ما بعده. خاصة أنه في إحدى الهجمات الأخيرة ، اعترضت كل الصواريخ الإسرائيلية ، بنار أجهزة الدفاع السورية ، ومع ذلك، ليس واضحا (لدى تل ابيب – على الاقل) إذا كانت استخدمت في هذه الحالة ، منظومة صواريخ (اس300 ) ، التي يشغلها ضباط روس إلى جانب ضباط سوريين.

والآن ، يبدو أن “صبر موسكو”، نفد ، لعدم التزام الجانب الإسرائيلي بتنسيق نشاطه في الاجواء السورية مع الاتحاد الروسي ، ونلفت في هذا الخصوص ، أنه عندما شنت إسرائيل ، هجوما واسعا في سوريا ، مطلع العام الحالي، ما أثار غضب موسكو، ودفع وزير الخارجية الروسي (لافروف) إلى الإعلان بوضوح، عن رفض موسكو لانتهاك السيادة السورية ، والاقتراح على (إسرائيل)، بدلاً من ذلك، إبلاغ الجانب الروسي بأية مخاطر تتهدد الأمن الإسرائيلي ، وهو يقوم بالتعامل مع هذه المخاطر، منعاً لتحويل الأراضي السورية إلى ساحة صراع إقليمي، لكن (تل ابيب)، لم تتجاوب مع المقترح الروسي. مايعني انه معقول الافتراض ، بأن النشر الأخير يعبر عن رسالة لإسرائيل : “انه من المتوقع منها ، أن تلطف حدة أعمالها في سورية”.

بوتين – الاسد

شكوك إسرائيلية

وكانت الصحافة العبرية قد انشغلت خلال 48 ساعة الماضية ، بطرح سلسلة من التساؤلات ، عما إذا ستحاول روسيا إغلاق المجال الجوي السوري بوجه الغارات الجوية الإسرائيلية، وذلك استنادا إلى ما نقلته شقيقاتها من صحف توزع في البلدان العربية بعناوين اسرائيلية مستنسخة من الطبعة (الام) الصهيونية ، لتعود وتنشر هذه الاخبار (نسخ لصق) بلغة عربية -صحيفة “الشرق الأوسط”-مثالا.

فقد شككت (إسرائيل) في تصريحات مسؤولين روس حول إحباط منظومة الدفاع الجوي الروسية ، هجمات صاروخية إسرائيلية في سورية، وحول انتقادات للأنشطة العسكرية الإسرائيلية في سورية خلال مباجثات روسية – أمريكية. ولم يأت هذا التشكيك بشكل “مباشر”، وإنما من خلال محللين عسكريين ، تعتمدهم وسائل إعلام عبرية.

جهاز الأمن الإسرائيلي، كان الاشد حساسية للتصريحات الروسية ، المعلنة نهاية الأسبوع الماضي، فقد صرح جنرال روسي، هو (نائب رئيس مركز المصالحة في سوريا، العميد فاديم كوليت ) ، بأن قواته تساعد قوات الحكومة السورية في إحباط هجمات إسرائيلية، وأن منظومة الدفاع الجوي الروسية نجحت في اعتراض صواريخ ، أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية، ليلة (الخميس – الجمعة) الماضية، باتجاه هدف في منطقة “حمص”- تقرير موقع التجدد الاخباري – السبت 24 الجاري

https://altajadud.com/%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d9%84-%d8%a3%d8%a8%d9%8a%d8%a8-%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d8%a7-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%83%d9%88-%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%aa/.

التصريحات الروسية ، جاءت (مفاجأة) لمعظم قادة المؤسسة الامنية الاسرائيلية ، والذين حاولوا وضع تفاسير لها “بأن جزءا من الأنباء في روسيا ليست دقيقة، لكن مجرد الإدلاء بها يعكس عدم رضا من جانب روسيا، بعد فترة من الهدوء بين الجانبين”.

وبينما “جهاز الأمن الإسرائيلي لا يتطرق بشكل مباشر إلى مصداقية الادعاءات الروسية الجديدة”، فان “لا علم لإسرائيل بحوار روسي – أمريكي بهذا الخصوص ولا عدم ارتياح ظاهر في واشنطن من الهجمات الأخيرة”.

و”يبدو أن التصريح الروسي جاء ليعكس أمرين: قلق روسي من اقتراب الهجمات (الإسرائيلية) من مناطق تهمهم في سورية، والتأكيد على التزامهم تجاه النظام في دمشق بمساعدته بوسائل دفاعية” ، فقد شن الطيران الحربي الإسرائيلي ، ثلاثة هجمات في مناطق قريبة من مواقع تواجد عسكري روسي في (وسط وشمال سورية) ،الأسبوع الماضي.

احدى منظومات سلاح الجو الاسرائيلي

المفاجأة في “تل أبيب”

التصريحات الروسية ، لاقت استجابة لها داخل الساحة السياسية ، المشتعلة في (إسرائيل)، ليستغلها رئيس المعارضة، (بنيامين) نتنياهو، في مناكفة حكومة “بينيت – لبيد”. وجاء في بيان صادر عن حزب (الليكود)، الذي يتزعمه نتنياهو، أن “روسيا تعمل من أجل تقييد حرية عمل الجيش الإسرائيلي في سماء سورية. ونحن حافظنا على حرية العمل في سورية بفضل العلاقات القريبة بين نتنياهو والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وغذا كانت التقارير صحيحة، فإن الحكومة الفاشلة فقدت موردا إستراتيجيا هاما آخر استفادت منه إسرائيل خلال ولاية حكومة نتنياهو”.

فيما ذهبت تقييمات (اسرائيلية) اخرى ، إلى أنه “في إسرائيل يعبرون عن تشككهم تجاه النشر بأن الروس غيروا سياستهم وبدأوا بمساعدة قوات نظام الأسد في إحباط هجمات جوية في سورية المنسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي”. وأنه “قبل أيام فقط، قال ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي إن نظام التنسيق المشترك بين إسرائيل وروسيا، الذي يهدف إلى منع حدوث احتكاك بين الجيشين، مستمر بالعمل بشكل جيد مثلما كان في الماضي”.

ومع الاشارة إلى أقوال مسؤولين (سياسيين – أمنيين) إسرائيليين ، بأن “الأمريكيين يدركون جيدا المصالح الإسرائيلية باستمرار العمل ضد تموضع إيران وحزب الله في سورية”. فان الحديث “مرجح” جدا عن تبدل في وجهة نظر واشنطن من الغارات ، بعدما كانت تعتقد أن استراتيجية المعركة بين الحروب الإسرائيلية ، مهمة بالنسبة إلى السياسة الأمريكية.