التجدد -بيروت
كذبت موسكو “تسريبا إعلاميا”، زعم بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وعد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بإفشال تبني مجلس الأمن (قرارا)، يطالب بالاعتراف بدولة فلسطين.
وفي موجز صحفي، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، مزاعم صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية بـ “السخيفة تماما”، مضيفة أن “دس تسريبات إعلامية غير موثوق بها أصبح للأسف علامة من علامات عصرنا”. وتابعت زاخاروفا ، أن التضليل من هذا النوع ، يبعث على استياء أكبر، عندما يدور الحديث عن مسؤولين رسميين تجلب تصرحاتهم الاهتمام العام، وهم الذين يبلورون سياسة دولهم الداخلية والخارجية.
وزعمت صحيفة “إسرائيل اليوم”، في عددها الصادر في 15 حزيران\ يونيو، بأن نتنياهو روى، خلال لقاء مغلق، أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، كانت تنوي، أواخر العام 2016، طرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي ، يطالب إسرائيل بالاعتراف بدولة فلسطين في حدود العام 1948. وبحسب الصحيفة، فقد اتصل نتنياهو آنذاك ببوتين ليطلب منه منع تمرير هذا القرار، ووافق بوتين على ذلك، فيما تراجع أوباما عن نيته ولم يطرح مشروع قراره أمام مجلس الأمن.
وعلقت زاخاروفا على ذلك ، قائلة : إن مراسل الصحيفة الإسرائيلية “لا دراية له، على ما يبدو، بواقع الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن من الخيال المطلق التصور أن يقترح أي رئيس أمريكي العودة إلى قرار دولي يمثل أساسا لحل الدولتين للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو حل مدعوم من روسيا ومعظم دول العالم. وأضافت المتحدثة أن موسكو، في العام 1988، اعترفت بدولة فلسطين في حدودها تلك، بما فيها القدس الشرقية. أما الولايات المتحدة فإذا كانت تريد الاعتراف بدولة فلسطين فكان بمقدورها فعل ذلك كدولة، دون اللجوء إلى مجلس الأمن.
هنا ، “ترجمة خاصة” بموقع التجدد الاخباري لنص صحيفة “اسرائيل اليوم” المختلق حول قصة (الفيتو الروسي)
بشكل استثنائي
روسيا توافق على استخدام “الفيتو” من أجل إسرائيل
لأول مرة، تنكشف الدراما التي وقعت بين إسرائيل، روسيا والولايات المتحدة قبل نحو أربع سنوات، خلف كواليس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتظهر التفاصيل استعدادًا روسيًا نادرًا لاستخدام “الفيتو” من أجل إسرائيل، لسد الطريق على قرار تصدره الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مجلس الأمن. القرار كان يفترض أن يفرض على إسرائيل إقامة دولة فلسطينية على أساس خطوط 1948.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف النقاب، قبل نحو نصف سنة في اجتماع انتخابي في “معاليه أدوميم”، بأنه طلب بالفعل من “صديقي، زعيم إحدى القوى العظمى ذات الفيتو في مجلس الأمن، توجد لي معه علاقات طيبة جدًا” الاعتراض على مشروع القرار. وذاك الزعيم، على حد قول نتنياهو “أوقف هذا”. في لقاء مغلق عقده في الأيام الأخيرة، كشف نتنياهو النقاب عن تفاصيل أخرى في هذا الشأن.
بوتين رفض في البداية
في أواخر ولاية أوباما، بعد أن كان دونالد ترمب انتخب للرئاسة ولكنه لم يدخل البيت الأبيض بعد، بادرت الولايات المتحدة إلى قرار 2334 لمجلس الأمن، والذي يقضي بأن إسرائيل تخرق القانون الدولي بمجرد تواجدها في المناطق التي احتلت عام 67. وعرفت إسرائيل في الوقت الحقيقي بأن الإدارة الأمريكية تنسق القرار الصعب مع الفلسطينيين ومع الدول الأوروبية، ولكن بدون الحماية الأمريكية ما كان يمكن وقفها.
ولشعور نتنياهو بالضائقة، توجه في حينه لأول مرة إلى بوتين، في مكالمة هاتفية أجريت في 24 تشرين الثاني 2016، بعد أسبوعين من انتخاب ترامب. وشرح نتنياهو للرئيس الروسي بأن القرار الذي يعدّه أوباما سيضعضع الاستقرار في المنطقة ويمسّ بإسرائيل، وطلب من بوتين أن يعلن أن في نيته أن يستخدم “الفيتو” في مجلس الأمن لإحباط القرار، غير أن بوتين رفض الطلب. في 23 كانون الأول 2016، أقر مجلس الأمن القرار الصعب، وامتنعت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سمانتا باور عن التصويت في نهاية المطاف.
إصرار أوباما
ولكن أوباما لم يكتفِ بذلك. ومع أنه لم يتبقّ له سوى أقل من شهر في البيت الأبيض، بدأ هو ورجاله بإعداد قرار آخر ضد إسرائيل في مجلس الأمن، قرار أشد هذه المرة. وكان يفترض بهذا القرار أن يفرض بالإكراه على إسرائيل إقامة دولة فلسطينية على أساس خطوط 1948. وكان من حذر من ذلك في الزمن الحقيقي هو السفير الإسرائيلي المنصرف في الأمم المتحدة داني دانون.
نتنياهو جرب حظه مرة أخرى مع الرئيس الروسي. في حديث هاتفي آخر، شرح لبوتين بأن القرار التالي الذي يبادر إليه أوباما سيمسّ بإسرائيل بشدة، ومن شأنه أن يضعضع الاستقرار الإقليمي. هذه المرة اقتنع الرئيس الروسي بوتين، وأبلغ نتنياهو بأنه إذا طُرح القرار على التصويت فإن روسيا ستسقطه.
وحسب ما رواه نتنياهو للمشاركين في اللقاء، فإن النية الروسية لعرقلة الخطوة الأمريكية ضد إسرائيل وصلت إلى علم أوباما. وفهم الرئيس الأمريكي السابق، الذي كان في نهاية ولايته بأنه إذا كانت روسيا هي التي ستستخدم “الفيتو” لحماية إسرائيل في مجلس الأمن؛ فإن الأمر سيمسّ شديد المساس بمصداقية الولايات المتحدة كحليفٍ لإسرائيل وبصورته في الجالية اليهودية؛ ولهذا فقد قرر سحب المبادرة.