
التجدد – مكتب واشنطن
في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة الأمريكية ، معركة شرسة بين (الديموقراطيين والجمهوريين) بشأن التصويت في الانتخابات، ويحذر محللون من محاولات جمهورية لإشعال “حرب أهلية” في البلاد، تنهال الأزمات على واشنطن من كل حدب وصوب.
في فيينا، حيث تدورمفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إنقاذ الاتفاق النووي، كشف مسؤولون أمريكيون أن إدارة الرئيس الأمريكي (جو) بايدن تحقق في سلسلة حوادث صحية غامضة ، يتعرض لها موظفوها هناك.
وبعض الأعراض ، مشابهة لتلك التي أبلغ عنها لـ(أول مرة) دبلوماسيون أمريكيون في العاصمة الكوبية – هافانا، في عامي 2016 و2017، ولم يتم ضبط سبب محدد لها حتى الآن. ويعتقد البعض ، أن الإصابات غير المبررة، والتي تشمل تلفا في الدماغ، ناتجة عن هجمات بالميكروويف ، أو أسلحة الموجات اللاسلكية.
وفي نهاية العام الماضي، كانت صحيفة الـ«نيويورك تايمز» قد نشرت (تقريراً) ، بين أن السبب الأكثر احتمالا لسلسلة من آلام غامضة ، أصابت دبلوماسيين أمريكيين في الخارج كانت طاقة الترددات الراديوية، وهو نوع من الإشعاع يشمل الموجات الدقيقة.
واستشهد الاستنتاج ، الذي توصلت إليه لجنة مؤلفة من 19 خبيراً في الطب إلى اعتبار طاقة الترددات الراديوية النبضية ، الموجهة الآلية، الأكثر منطقية لشرح المرض، والذي أصبح يُعرف باسم متلازمة «هافانا».
وكانت نشرت مجلة ال«فورين بوليسي» الأمريكية ، المرموقة ، تقريرًا حول دراسة علمية ، أعدَّتها الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب ، أوضحت أن عدد الدبلوماسيين الأمريكيين وضُباط وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، الذين توفوا في ظروف غامضة خلال الأعوام الماضية ، قد تعرضوا لإصابات فى العقل بظروف غامضة، ويُرجّح أنها بسبب تعرضهم لطاقة ترددات لاسلكية موجهة ، ونبضية.
وبينت الدراسة ، التى أعدّتها كل من (إيمى ماكينون)، مراسلة المجلة لشؤون الأمن القومى والاستخبارات، و(روبي جرامر)، مراسلة المجلة لشؤون الدبلوماسية والأمن القومى،أن هؤلاء الدبلوماسيين كانت لهم فترات عمل فى “كوبا والصين وروسيا”، وهو الأمر الذى حرصت وزارة الخارجية الأمريكية على إبقائها طى الكتمان لمدة طويلة حول لغز الأزمات الصحية ، التى كان يتعرض لها المسئولون الأمريكيون فى الخارج.
وأضافت الكاتبتان ، إن الدراسة الحكوميّة السريّة، التى زود الكونغرس بما فيها من معلومات بعد (أربعة أشهر) من الإبقاء عليها طى الكتمان، وحصلت مجلة الـ«فورين بوليسى» على نسخة منها، قد قدمت تفسيرًا بشأن أسباب الأزمات الصحيّة الغامضة التى أُصيب بها الدبلوماسيون الأمريكيون ، ومسؤولو الاستخبارات الأمريكية. لكن الحكومة الأمريكية لم تكشف للرأي العام الأمريكي سبب هذه الاعتداءات المحتملة بحق ممثليها، أو حتى ما إذا كانت قد توصلت إلى المكان الذي صدرت منه هذه التردُّدات اللاسلكية.
ولطالما كان المسؤولون الأمريكيون ، يشكون في أن الحكومة الروسية ، هي التي تقف وراء هذه الاعتداءات على ممثلي الولايات المتحدة في الخارج، وهو ما تسبَّب في توتر العلاقات الأمريكية مع كل من هافانا (عاصمة كوبا) وبكين، لكنهم لا يمتلكون أي معلومات استخباراتية جازمة تُثبت تورط الكرملين. وبدورها، نفت حكومتا روسيا وكوبا ، معرفتهما بهذا الأمر، أو تورطهما في الاعتداءات المزعومة.
وذكرت الكاتبتان ، أن التقرير المكون من (66 صفحة) لا يحاول التوصُّل إلى إجابة بشأن من المتسبب في هذه الإصابات بالأعراض، لكن النتائج التي توصلوا إليها تمثل مشكلة شائكة بالنسبة للحكومة الأمريكية؛ إذ إنها تشكك في قدرتها على حماية موظفيها من الاعتداءات المماثلة المحتملة في المستقبل.