aren

من يسعى لاشعال بحر العرب \ بقلم : الدكتور فؤاد شربجي
الجمعة - 6 - أغسطس - 2021

بعد استهداف السفينة المشغلة اسرائيليا في “بحر عمان”، جاء اختطاف سفينة أخرى ، ثم تحريرها ، كذلك تواردت أخبار ، عن فقدان سفن عدة ، قبل ان تعود لاكمال مساراتها ، فهل من حالة توتر أكثر خطرا من مثل هذه الحالة ؟

خاصة ، ان اسرائيل والغرب ، يتهمون (ايران) بارتكاب جميع هذه الافعال ، بينما طهران تنفي علاقتها بأية من هذه الحوادث مع اشارتها الى ان مايجري ، يثير الريبة. وضياع الفاعل ، يجعل الحالة أشد خطورة ، خاصة ان غياب الجهة الفاعلة ، يشي بمعاني غامضة ، تثير الريبة والشكوك ، والتخوف ممايحضر له.

يتجه الخطاب الايراني الى التبرؤ من المسؤولية حول مايجري ، لكن الملفت ، هو ما اذاعه تلفزيون (العالم) الايراني ، فور استهداف السفينة المشغلة اسرائيليا ، مؤكدا انه “رد ايراني” على استهداف “تل ابيب” لمطار الضبعة في سورية.

وهكذا ، فان هذا الاعلام التلفزيوني ، ورط طهران ان كانت بريئة ، وفضحها ان كانت مرتكبة . وفي كلتا الحالتين ، فانه نموذج لـ(اعلام سام ) ، حتى لاصحابه . خاصة وان ماصرح به متسرعا، ظل يطعن بصدقية الروايات الايرانية الحكومية ، النافية لمسؤوليتها عما يجري في بحر عمان .

ومن قال : ان فشلا اعلاميا لايؤدي الى حرب؟ خاصة وان الغرب واسرائيل ، يتمسكان به ، كذريعة لاتهام ايران ، مقدمة لاستهدافها بذريعة الرد عما ارتكبت.

اسرائيل والغرب بقيادة امريكا ، يقرران ان ايران هي الفاعل ، وانه لابد من (الرد والردع) حماية لطرق التجارة الدولية البحرية ، ولتأديب ايران . وبسبب اصرار واشنطن على انجاح مفاوضات الاتفاق النووي ، فهي -واشنطن- لن تنخرط بأي عمل علني واضح ضد ايران ، والواضح انها تركت لاسرائيل القيام بعمل احادي ضد ايران مع الدعم الكامل والضمني العملي ، كما ستترك  لبريطانيا ، القيام بهجوم “سيبراني” منسق مع اسرائيل ، ومدعوم امريكيا ضد (ايران).

وكل هذه الافعال الغربية ، سواء قامت بها اسرائيل أحاديا ، او بريطانيا سيبرانيا ، فان ايران ستتعامل معه ، وسترد عليه على انه عدوان غربي بريطاني امريكي اسرائيلي ، وهذا ربما سيفجر المنطقة ، وهذا ما يجبر الغرب واسرائيل على التأني بدراسته ، ومخاطره على مصالحهم ، وعلى أمن واستقرار المنطقة ، والتجارة الدولية.

مايلفت النظر ، هو تأخر “روسيا والصين” في التدخل لحل المشكلة ، رغم اعلان موسكو أكثر من مرة ، عن اهتمامها بأمن الخليج ، وتقديمها مبادرة لتحقيق أمن التجارة البحرية في بحر العرب ، وكذلك ما يثيرالانتباه ، ان التصعيد هذا يحدث مع اقتراب تسلم “ابراهيم رئيسي” لمقاليد الحكم في ايران ، فهل يقوم الحرس الثوري بالترحيب به من خلال اذاقة الغرب مايمكن لايران أن تفعله؟ أم أن الغرب ، يثير القلاقل كرسالة السيد (رئيسي) ، تفيد باستعداد اسرائيل ومن وراءها الغرب بازعاج وتهديد (ايران رئيسي) ؟

في كل الاحوال ، الاوضاع في بحرالعرب تنذر بالخطر ، ان لم تلتزم الدول المسؤولة ، الحكمة والعقل ، اما ان كان في الامر مخطط ، او مؤامرة للتفجير ، فالمنطقة ذاهبة الى كارثة أكبر. هل جاء دور الخليج ؟