التجدد الاخباري
أثار انتشار فيروس “كورونا” ، الكثير من التكهنات حول مكان وكيفية نشأته، وتتركز هذه التكهنات أساساً على الصين، ولكن أيضاً على الولايات المتحدة ، و«إسرائيل».
توحي الرواية الأكثر شيوعاً عبر وسائل الإعلام الرئيسية في العالم حول نشأة فيروس كورونا ، بأن أصله هو خفاش (وطواط) بري ، استهلكه أحد سكان مقاطعة “ووهان” في الصين، ولكن ما يمكن أن ينقض هذه النظرية ، هو أن خفافيش برية ، تنتشر بأعداد أكبر في مقاطعات صينية مجاورة، ولكن هذه المقاطعات لم تتأثر بانتشار الفيروس.
وبسبب ذلك، وأيضاً بسبب عوامل أخرى، ترددت تكهنات على نطاق واسع ، بأن فيروس كورونا لم ينشأ بصورة طبيعية، وإنما تم إنتاجه في مختبر كعنصر حرب جرثومية.

جيرالدي
وإذا صح أن الفيروس تم إنتاجه في مختبر، سواء في إطار تجارب بيولوجية ، أم بهدف إنتاج سلاح جرثومي، فهذا سيعزز النظرية القائلة بأن انتشار الفيروس كان عرضياً.
ولكن هناك طبعاً نظرية أخرى. فقد سرت تكهنات بأن الولايات المتحدة يمكن أن تكون طورت الفيروس ، وأطلقته عمداً في الصين ، بهدف إضعاف قوتها الاقتصادية والعسكرية المتعاظمة. وطبعاً، من الصعب الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ، يمكن أن تذهب إلى حد التصرف بمثل هذا الأسلوب المتهور والأرعن. ولكن هناك سابقة، فخلال سنوات 2005 – 2009، طورت الحكومتان الأمريكية و«الإسرائيلية» ، سراً فيروس الكمبيوتر «ستوكسنت» بهدف تعطيل – أو السيطرة على – برنامج حاسوبي كانت إيران تستخدمه في أبحاثها النووية. ومع أن الهدف من «ستوكسنت»، كان تعطيل أجهزة كمبيوتر وليس إصابة بشر بعدوى أو قتلهم، إلا أن القلق من انتشار ذلك الفيروس خارج إيران كان مبرراً، حيث انتشر بالفعل في أماكن بعيدة مثل الصين، وكازاخستان، وألمانيا وإندونيسيا.
وهناك أيضاً واقعة حدثت في «إسرائيل» ، يمكن أن تلقي الضوء على انتشار فيروس كورونا في الصين. إذ إن علماء في معهد الجليل للأبحاث في «إسرائيل» ، يدّعون الآن أنهم بصدد تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، ويتوقعون إنجاز ذلك في غضون 90 يوماً.
غير أن كثيرين من العلماء عبر العالم ، يشكون في إمكانية تطوير لقاح جديد بمثل هذه السرعة من أجل مكافحة فيروس لم يظهر إلا منذ وقت قريب. كما يحذر هؤلاء العلماء من أنه عندما يتم تطوير أي لقاح، فلا بد من اختباره لمعرفة ما إذا كان يؤدي إلى مضاعفات جانبية – وهذه عملية تستغرق عادة أكثر من سنة وتشمل اختبار اللقاح على بشر تتم إصابتهم عمداً بالعدوى.
فهل يعني إعلان علماء معهد الجليل ، أن أبحاثاً «إسرائيلية» حول فيروس كورونا ، كانت تجري فعلاً منذ وقت طويل؟.
وهناك أيضاً إمكانية أن تكون الولايات المتحدة ، هي منشأ فيروس كورونا – بصورة غير متعمدة – وذلك في إطار أبحاثها حول أسلحة جرثومية. ومن المرجح أن «إسرائيل» ، كانت شريكة في هذا البرنامج: فهذا ما يفسر إعلان العلماء «الإسرائيليين» بمثل هذه السرعة عن مشروعهم لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا. إذ إن تطوير الفيروس والأبحاث لتطوير علاج مضاد لا بد أن تكون قد جرت بشكل متزامن.
وفي جميع الأحوال، كانت هناك قطعاً انعكاسات سياسية لظهور فيروس كورونا – وهي انعكاسات لم تكن محصورة بالصين (وحدها). ففي الولايات المتحدة، تتردد اتهامات بأن الرئيس دونالد ترمب ، أخفى وقائع بشأن انتشار فيروس كورونا – وحتى اتهامات بأنه لجأ إلى الكذب.
علاوة على ذلك، هناك مسألة السياسة الخارجية/الأمن القومي في الولايات المتحدة و«إسرائيل». إذ إنه من الصعب تفسير لماذا انتشر فيروس كورونا على نطاق واسع في بلد محدد واحد غير الصين – هو إيران. ولنتذكر أن الولايات المتحدة و«إسرائيل» ، تعتبران إيران دولة معادية. وفيروس كورونا يواصل الانتشار على نطاق واسع في إيران.
الخلاصة ، هي أن الاختيار يعود إليكم: فيروس كورونا نشأ بصورة طبيعية في الصين، أو نشأ عرضاً في مختبر في الصين، أو في مختبر في الولايات المتحدة أو في «إسرائيل» – أو في كلتيهما.
وإذا ما اشتبه شخص بالولايات المتحدة أو «إسرائيل»، أو بكلتيهما، فإن الاستنتاج المنطقي، هو أن الهدف من تطوير هذا الفيروس ، كان تطوير سلاح جرثومي يمكن استخدامه ضد دولة معادية معينة.
ولكن لسوء الحظ، فإن تطوير وإطلاق مثل هذا السلاح الجرثومي الفتاك ، هو مثل إطلاق مارد من قمقم.
ضابط استخبارات أمريكي سابق – حالياً كاتب ومعلق صحفي