في البحث عن الاسباب التي جعلت بعض القوى تدفع المصارف اللبنانية للانهيار ، هناك من يقول : انه (الثعلب المالي الاقتصادي الاسرائيلي) ، يراقب حركة المراكز الاقتصادية الدولية ، ويحاول ان يتدخل كي لايتم اي انتقال لهذه المراكز ، بحيث تؤثر على المصالح الاسرائيلية.
وبعد قرار الصين ، ضم “هونغ كونغ” ، فان هناك أكثر من 3500 شركة استثمار اقتصادي ، تنوي الانتقال الى بلد بديل لـ”هونغ كونغ” ، كمركز اقتصادي. وتتنافس (دبي) مع (اسطنبول) لجذب هذه الشركات ، ولوراثة هونغ كونغ ، فيما (اسرائيل) مرتاحة ، لانتقال هذه الشراكات الى دبي أو اسطنبول.
لبنان بنظامه المالي المصرفي الحر ، وبخبرته الاقتصادية الطويلة،وعلاقاته بجميع المراكز العالمية الاستثمارية والمالية ، هو الاكثر ملاءمة لوراثة هونغ كونغ ، وحتى نهاية عام 2018 ، كان النظام المصرفي المالي اللبناني ، ناجعا وفعالا ، فهل كان هناك من دفع هذا النظام الى الانهيار ضمن خطة ابعاده من استحقاقه لوارثة هونغ كونغ ، وحرمانه من امكانية اسنعادة دوره المالي الاستثماري الرائد ؟!! والذي جاءت الحرب الاهلية ، كمحاولة لكسره – ولم تستطع كسره نهائيا- لكن دفعه للانهيار الاخير ، يريد القضاء على هذا الدور الريادي.
وحسب مبدأ (ابحث عن المستفيد) ، تجد ان اسرائيل ، هي الفاعل. وهنا نفهم معنى ماقاله ، نائب رئيس البرلمان اللبناني (ايلي الفرزلي) ، حول ان من دفع النظام المصرفي اللبناني للانهيار ، كانوا يخدمون اسرائيل بعلمهم ، او بدون علمهم.
التنافس بين “دبي واسطنبول” للحصول على هونغ كونغ ، يفسر أحد أهم اسباب الصراع بين تركيا والامارات ، ولابد انه يكشف ويفضخ دور الفساد المحلي في خدمة مشاريع تعيد ترتيب النظام المالي الاستثماري بالمنطقة ، ويفضح مدى الفساد المحلي الذي فرخ بالفتات ، دون ان ينتبه الى انه خسر وخسّر بلاده الكثير الكثير ، وربما كان ينتبه لمايفعل ، عندها نكون في كارثة ، اسمها : (الحكام العملاء).