لقد كان هناك اتصالات مع الجانبين السوري واللبناني في منتصف العام 2018 ، لتجديد اتفاقيات الربط بين (الاردن وسوريا) على ان يستفيد (لبنان) من خلال الربط الكهربائي مع سوريا من ذلك ، وقد رحب الجانب اللبناني .

في حينه ، ابدت سوريا من خلال الاتصال مع مدير المؤسسة العامة لنقل الكهرباء ، عدم الممانعة ، بدليل موافقتهم على حضور لقاء ثلاثي (يومها) ، يعقد في بيروت وقد قمت انا كاتب هذه السطور بصفتي مدير عام شركة الكهرباء الوطنية حينها ، وبعد اخذ موافقة معالي الوزير ، ومعالي الوزيرة .
حيث انهم تتابعوا على الموقع في حينه بترتيب هذا اللقاء ، ليعقد في 16/9/2018 وكان لسعادة السفيرة اللبنانية في الاردن -يومذاك- (تريسي شمعون)، جهدا طيبا في سبيل انجاح هذا اللقاء ، وكان لسيدة الاعمال سعادة (شرمين الدجاني)، دورا طيبا في ترتيب الاجتماعات مع سعادة السفيرة ، التي اوصلتني ببعض رجال الاعمال في لبنان ، وأعضاء مجلس النواب اللبناني ، الذين رحبوا وبشدة في مبدأ تزويد لبنان بالكهرباء من خلال سوريا ، واكدوا انهم تواقون للقاء الجانب الاردني للاطلاع على الوضع الكهربائي الاردني ، وتزويد لبنان بالكهرباء لمواجهة النقص في الكهرباء ، والذي تراكم بعد ذلك – كما يعلم الجميع – الا ان قرار اقالتي من موقعي ، كان قبل الموعد المحدد للاجتماع بأقل من (اسبوعين).
وكما علمت لاحقا ، فإن المدير العام الذي عين بعدي قد شارك بهذا اللقاء مع احد خبراء الشركة ، ولا اعلم ما حصل في اللقاء ، ولم يصدر اي خبر عن هذا اللقاء وهنا اضع بين يدي الجميع ، الملاحظات على النحو الآتي:
من المسؤول عن تأخير الوصول الى الاتفاق الاخير ، علما انه كان بالامكان اعتبار الموضوع باهميته القصوى لكافة الاطراف على اساس ان هناك اتفاقية ربط وتبادل كهربائي مع سوريا ، وكان المطلوب فقط تجديدها.
ان تجديد وتفعيل اتفاقية تبادل الكهرباء مع سوريا ، يفيد ايضا في تصدير الكهرباء الى العراق الشقيق ، حيث ان الاردن وسوريا والعراق ، جزء من الربط الثماني ، وان الربط العراقي السوري -كما ابلغت من الجانب السوري – هو جاهز ويحتاج الى (شهرين) بحد اقصى ، لربط النظامين (الكهربائيين) السوري والعراقي على الحدود بينهما . فلماذ لم يشارك الجانب العراقي في الاجتماعات الاخيرة ، حيث ان خط الربط الاردني السوري 400 كيفا ، يستطيع حمل مالا يقل عن 600 م.واط ، وبالتالي من الممكن تزويد الجابين العراقي واللبناني في نفس الوقت بالاضافة الى السوري ، اذا ما تم تشغيل خط الربط القديم بين الاردن وسوريا بقدرة 230 كيفا، ، والذي من الممكن تحميله، 300 م.واط
في سبيل تحقيق اهداف الربط الكهربائي مع كل من سوريا ولبنان ، وايضا العراق ، فإن المطلوب تضافر الجهود للعمل على الشبكة داخل سوريا ، واعادة تأهيلها واعتقد ان كوادر شركة الكهرباء الوطنية ، مؤهلة للمساعدة في ذلك ، راجيا ان يكون ذلك على اجندة الاجتماعات الفنية القادمة.
اصبح من الضروري الان ، التفكير في استكمال الممر الاخضر الشمالي الشرقي ، لتجهيز الشبكة الكهربائية ألأردنية ، لتعزيز الربط مع سوريا، والربط مع كل من العراق والسعودية ، والله من وراء القصد.
المدير العام السابق لشركة الكهرباء الوطنية
هذه المقالة تعبر عن رأي صاحبها