aren

لماذا زارت "هيل" سرا موسكو : ممثلو الولايات المتحدة يزورون روسيا الواحد (تلو) الآخر … و”سوريا وفنزويلا” على قائمة التشاور والتنسيق
الخميس - 25 - أبريل - 2019

(خاص) التجدد – مكتب واشنطن

ذكرت “مصادر دبلوماسية” لموقع التجدد الاخباري ، بأن مستشارة الرئيس الأميركي (فيونا) هيل، بحثت خلال زيارتها الاخيرة (السرية) إلى موسكو، العلاقات الثنائية ، وخصوصا الوضع في (سوريا)و(فنزويلا).

الزيارة ، التي لم يتم الاعلان عنها مسبقا ، وبقيت “بشكل سري” ، حتى غادرت الضيفة الامريكية ، الاراضي الروسية ، أشارت لها ، لاحقا، وكالة “سبوتنيك” الروسية ، بالقول : “زارت فيونا هيل موسكو يومي 16-17 نيسان، وتم عقد لقاء مع هيئات مجلس الأمن الروسي والخارجية، وعلى وجه الخصوص، التقت نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف”.

Fiona-Hill_Insights

“هيل”

مصدر رفيع المستوى في الأوساط الدبلوماسية الروسية ، كشف لـ(التجدد)، أنه “تم بحث الوضع في فنزويلا، وكشف الحوار عن تناقضات عميقة خطيرة واختلافات كبيرة في النهج”، ولفت في المقابل الى ان تمت مناقشة سوريا “كأحد الموضوعات التي يدور حولها حوار مثمر بين موسكو وواشنطن”.

وأضاف المصدر ، “ان حوارا جديا يدور، بعيدا من الاضواء، بين الامريكيين والروس ، حول الوضع في سوريا، و(هو يحرز تقدما) ، على الرغم من حجم التباينات الكثيرة ، التي تباعد بين (موسكو و واشنطن)  في النظرة الى الحل المنتظر للصراع السوري،ولكيفية انضاجه”.

وبحسب ماكشفه المصدر ” فإن ثمة نقاش حقيقي بين الجانبين ، تجاه تحديد أولوية البدء لهذا الحل، ميدانيا وسياسيا” ، وانطلاقا من هنا، يكثف المسؤولون في العاصمتين اتصالاتهما (دبلوماسيا – سياسيا – استخباراتيا)، معظمها ، يحصل خلف الكواليس ، لبلورة تصور مشترك.

“هيل” خلال اجتماع بالسفارة الامريكية (موسكو)

وكان الكرملين ، أكد في 18 نيسان \ أبريل ، زيارة وفد برئاسة (فيونا) هيل ، المساعد الخاص لرئيس الولايات المتحدة دونالد (ترمب) ،  إلى موسكو ، وقال ديمتري بيسكوف ، السكرتير الصحفي لفلاديمير بوتين : “التقت على وجه الخصوص ، (هيل) مع مساعد الرئيس يوري (أوشاكوف) “، وأضاف المتحدث باسم الكرملين ، تمت مناقشة “قضايا العلاقات الثنائية” أثناء المحادثات ، لكن لم يتم التطرق إلى موضوع الاجتماع الجديد المحتمل بين (بوتين وترمب).

بالإضافة إلى اللقاء مع أوشاكوف ، أجرت (هيل) مشاورات مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ، وممثلين عن مجلس الأمن الروسي.

وفي الموازاة، فإن المحادثات ايضا مستمرة على خط “التسوية السياسية” المنتظرة للأزمة السورية ، وفي هذا السياق ، تكشف “جهات متابعة ” في العاصمة الروسية – موسكو ، لتطورات الشأن السوري ، معلومات مفادها :   “ان المرحلة المقبلة ، ستشهد تزخيما للجهود الدبلوماسية الدولية ، من أجل تشكيل اللجنة الدستورية السورية ، بالتساوق مع تغييرات (قد) تحدث في بعض المراكز الحكومية ،داخل مؤسسات الدولة.

(هنتسمان)

ووفق “مصادر خاصة” لصحيفة (كوميرسانت) الروسية ، فان هذه ليست الزيارة الأولى لمسؤولين امريكيين إلى العاصمة الروسية في الأشهر الأخيرة ، مما قد يشير – بحسب الخبراء – إلى أن روسيا والولايات المتحدة ، تحاولان تحديد الموضوعات الرئيسية للحوار البناء بينها.

يذكر ، انه في 17 نيسان \ أبريل 2019 ، استضافت السفارة الأمريكية في “موسكو” ، اجتماعا بمشاركة (فيونا) هيل ، المساعد الخاص للرئيس الأمريكي ، والمدير الأول للشؤون الأوروبية والروسية ، وجون (هنتسمان)، السفير الأمريكي فوق العادة والمفوض في موسكو ، وعدد من الخبراء الروس،الى جانب مسؤولين بالشؤون الخارجية الأمريكية.

methode_times_prod_web_bin_2f5651d0-0ffa-11e8-9ac6-bbf931a203ee

سفارة واشنطن في (موسكو)

وحول مدى أهمية هذه الزيارة وتوقيتها ، تلفت “مصادر مطلعة ” لموقع التجدد الاخباري، ان عدم الاعلان عنها ، يؤكد أهميتها ، خصوصا “أنها جاءت على مستوى العمل و المشاورات القائمة بين الجانبين ضمن خط مجلس الأمن القومي” ، وأضافت المصادر “حاليا ، تكتسب الاتصالات بين الولايات المتحدة وروسيا،بشأن القضايا الدولية، زخما”.

وبحسب هذه المصادر ” فانه ، وعلى الرغم من حقيقة أن هيل ليس لديها الكثير من التعاطف مع الكرملين ، فهي على دراية بالواقع السياسي الروسي ، ومؤيدة للنهج البراغماتي في العلاقات مع روسيا” وتضيف المصادر نفسها ” لذلك ، تعد (هيل) أحد أفضل الخيارات التي يمكن أن يرشحها ترمب ، كأخصائي روسي رائد في واشنطن”.

وتختم هذه المصادر بالقول : “في الوقت نفسه ، وعلى الرغم من الاتصالات المتزايدة ، لا تزال روسيا والولايات المتحدة ،غير قادرتين ،على تحسين العلاقات ،وإيجاد التفاهم المتبادل حول الموضوعات الإشكالية. وإن وصول        (Fiona Hill\ فيون هل) الى موسكو ، هو محاولة لإعادة بناء قناة اتصال جديدة (نصف مغلقة) في ظل هذه الظروف ، التي يسود فيها ، عدم الاصغاء ، على مستوى الإدارة العليا ، سواء بـ(موسكو و واشنطن) “.

td,k

“بولتون ” وتظهر هيل الى جانبه خلال محادثات مع الجانب الروسي

ويشار في هذا الاطار ، الى ان المستشار الرئاسية “هيل” ، انضمت في ربيع عام 2017 ، إلى موظفي “مجلس الأمن القومي” الامريكي ، كنائب مساعد للرئيس ، والمدير الأول للشؤون الأوروبية والروسية.

ولأول مرة ظهرت فيها (هيل) بصفتها بالمنصب الجديد ، جذبت انتباه المراقبين في يونيو \حزيران 2018 ، عندما رافقت ، أثناء زيارتها إلى موسكو ، مستشار (ترمب) للأمن القومي ، جون (بولتون) ، لتحضر (هيل) فيمابعد ، على طاولة المفاوضات بقمة رئيسي روسيا والولايات المتحدة في “هلسنكي”.

وقبل تعيينها ، عملت لمدة عشر سنوات في معهد “بروكينجز” ، وقبل ذلك ، في الفترة بين عامي (1999 و 2000)، شغلت منصب مدير التخطيط الاستراتيجي لمؤسسة أوراسيا في واشنطن ، وكانت في الفترة بين (2006-2009) ضابطة استخبارات وطنية لروسيا في مجلس الاستخبارات الوطني ، وهي مؤلفة مشاركة مع زميلها في بروكينغز (كليفورد) جادي ، لكتابين مشهورين عن روسيا – أحدهما عن الرئيس فلاديمير بوتين ، بعنوان : “السيد بوتين: ناشط في الكرملين “(2015) ، والآخر حول العواقب الوخيمة للتخطيط الاقتصادي السوفيتي ، بعنوان : ” لعنة سيبيريا “(2003).

وتشهد (الآن) روسيا ، سلسلة لقاءات واجتماعات دبلوماسية مكثفة على أكثر من صعيد ، ففي 17 نيسان\ أبريل ، وصل المبعوث الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية (ستيفن) بيجن إلى موسكو ، لإجراء مشاورات مع نائب وزير الخارجية الروسي إيغور (مورغولوف) ، عشية القمة المقبلة لفلاديمير بوتين والرئيس الكوري الشمالي كيم (جونغ أون).

بالإضافة إلى ذلك ، سيعقد في العاصمة الروسية ، اجتماع ثلاثي بين الممثل الخاص للولايات المتحدة في أفغانستان (زالماي) خليل زاد ، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان (زامير) كابولوف ، والممثل الخاص لوزارة الخارجية الصينية لأفغانستان دان (سيجون).

كما من المقرر ان يأتي الممثل الخاص للولايات المتحدة في سوريا ، (جيمس) جيفري إلى روسيا ، لإجراء محادثات مع الممثل الخاص للرئيس الروسي الى سوريا (ألكسندر) لافرينييف.

وعلى صعيد الازمة الفنزويلية ، فانه لا يزال من المخطط ، إجراء اتصالات بهذا الشأن ، ولكن على مستوى أقل بسبب الفشل الفعلي في اجتماع آذار \ مارس ، بين نائب وزير الخارجية سيرغي (ريابكوف) ، والممثل الخاص الأمريكي الى فنزويلا ، (إليوت) أبرامز في روما.