“اردوغان”، ليس الخير المطلق ، بل كان الشر بيوم من الايام ، وكان القتلة يأتمرون بامره ، كما ان “كليتشدار اوغلو”، ليس الشر فيما اذا نجح .
والاثنان أطلسيان ، وتسويقهما عكس ذلك ، تعوزه الحكمة . اذ ينسى المسوقون ، ان مجلس الامن القومي التركي ، الذي ومنذ 1982 حين وضع استراتيجية الدولة التركية ، لم يحد السياسيون عنها قيد انملة ، وعن قراره التاريخي بحل القضية الكردية في تركيا على حساب سورية بتصديرها اليها ، لذا لا يهم دمشق من سينتصر بالانتخابات ، فكلاهما خيار سيء لسورية ، ورصيدنا هو الوحدة الوطنية ، التي تلاعب وسيتلاعب بها الطرفان لمصلحة تركيا.
تركيا مربوطة بحبال الاطلسي العسكرية والسياسية والاقتصادية ، ووظيفتها تحريك النزاعات الدينية والمذهبية والعرقية التقسيمية داخل روسيا بالوقت المناسب ، اما ما نراه من سياسة تركية مستقلة تجاه موسكو ، فأسبابها (سورية) من وجهة نظر مصلحية واقتصادية ، ولم تمنع انقرة من بيع الذخيرة والسلاح والمسيرات لاوكرانيا ، وهذه الاستقلالية التكتيكية ليست بعيدة عن هامش المجر واليونان.
والنخ الأردوغاني بالملف السوري ، كان بفعل التوازن العسكري على الارض لسورية،وبالتأثيرين (الروسي والإيراني).

والتحليلات الساذجة أكثر ، هي التي تركز على ان “كليتشدار اوغلو”، الذي أعلن عن نفسه بأنه كردي علوي بكتاشي ، فان هذا الاعلان ماهو الا لأسباب انتخابية ، فهو قومي تركي علماني من الابناء البررة لاتاتورك ، واحتياله السياسي لا يقل عن احتيال اردوغان ، الذي يطرح نفسه عثماني اسلامي اخواني ، وهذه هي السياسة ، دائما دور وخيارات.
أم بخصوص العلاقات الراهنة (السورية- التركية) ، فقد حددتها مجموعة من العوامل .
أولها : حزم الشعب السوري تجاه تلك الهجمات الهمجية ، وقدرة الجغرافيا السورية نفسها على فرض وظيفتها السياسية دولياً ، وبالتالي عسكريا على الأرض ، واشمئزاز المجتمع الدولي والشعوب بالنهاية من جرائم أردوغان وأدواته بالحرب في سورية وعلى سورية ، واقرارهم بان هذه الادوات لم تحقق المطلوب ، بل العكس ، ولم تعد مطلوبة .
وتغير هذا المزاج ، هو من ألقى بثقله على خيارات داعمي (القاعدة والنصرة وداعش) وأيضا الكتائب الارهابية ، المتلطية باسماء اسلاموية .
وسواء نجح أردوغان أم رحل ، لن يتغير شيء ، ولا ننسى بأن جزء كبيرا من استدارة العرب ، جاء بنتيجة تغير المزاج الشعبي العربي ، لجهة الجنوح نحو السلام والاستقرار في المنطقة والعالم ، ورفض استمرار بؤر التوتر ، وقطع الامداد المالي واللوجستي عن الارهاب ، الذي دعمته دولهم بسبب الاقتناع بان السوريين لا يشبهون (العرعور) و(المحيسني) و(الطبطبائي) و(الجولاني) و(البغدادي) .
بل ان السوريين ، يشبهون رجال النهضة (طاناس) و(فخر الدين المعني) و(بشير الشهابي) و(الكواكبي) و(محمد علي باشا) و(البستاني) و(اليازجي) و(جبران) ، وأيضا (شهداء السادس من ايار) 1916 ، آباء المؤتمر السوري العام.
رئيس وفد معارضة الداخل (مسار حميميم) الى مؤتمر جنيف