aren

مقتل المتحدث العسكري باسم “تحرير الشام” … وخبراء استراتيجيون يرجحون استرجاع “ادلب”حتما عسكريا أم سياسيا
الجمعة - 11 - يونيو - 2021

التجدد الاخباري – مكتب بيروزت

قتل المتحدث الرسمي باسم الجناح العسكري لـ”هيئة تحرير الشام”،  ومسؤول التنسيق الإعلامي العسكري، بصاروخ موجه عن طريق الليزر ، استهدف سيارتهما في قرية (إبلين) الواقعة بجبل الزاوية “جنوب إدلب”.

ونشر موقعٌ عسكريٌّ روسي معنيٌّ بتغطية الأحداث والتطورات العسكرية، مقطعاً مصوراً ، يظهر لحظة استهداف “أبو خالد الشامي” ” ضمن ما يُعرف بمنطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها) ، وفي معرض تعليقه على استهداف المتحث باسم الهيئة، وصف حساب “مراسلون حربيون للربيع الروسي”، أمس (الخميس)، الضربة التي أدت لمقتله بـ “الأكثر دقة”، معتبراً أنّ الجيش الروسي دمّر “قادة أقوى تجمعٍ في سوريا، الجناح السوري السّابق للقاعدة، هيئة تحرير الشام، وهو جيشٌ حقيقيٌّ من آلاف المسلحين”.

وقال شهود عيان، إن استهدفت منزلًا يقيم فيه مدنيون في بلدة إبلين بجبل الزاوية، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين بينهم امرأة وطفل، بالتزامن مع وجود الناطق العسكري لـ”تحرير الشام” وبرفقته عدد من العسكريين في البلدة، ما دفعهم لمحاولة إسعاف المصابين.

وذكرت مصادر من داخل الهيئة ، ان “أبو مصعب الحمصي” عضو مكتب العلاقات الإعلامية في “تحرير الشام”، بالإضافة إلى “أبو تامر الحمصي” عضو مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة، قتلا الى جانب (الشامي) ، اضافة الى عدد من مقاتلي “تحرير الشام” في جنوب محافظة إدلب.

ملف إدلب بين تركيا وروسيا

ووفق عدد من الخبراء الاستراتيجيين ، فان التصعيد الاخير بالمحافظة، جاء بتوقيت لافت ، حيث يأتي بعد حدثين بالغي الأهمية ، هما : مقتل وإصابة جنود روس شمال شرق سوريا ، وإعلان فوز الرئيس السوري بشار الأسد بفترة رئاسية رابعة.

وحول ذلك يقول هؤلاء الخبراء ،إن التصعيد جاء رداً على تفجير السيارة ، التي كانت تقل الأفراد الروس، في إشارة إلى مقتل عسكري روسي وإصابة 3 آخرين بجروح في تفجير لغم، استهدف عربتهم المدرعة في محافظة الحسكة شمال (شرق) سوريا.

وجاء مقتل الجندي الروسي وإصابة ثلاثة آخرون بانفجار لغم أرضي، خلال مرور دورية روسية بالقرب من ناحية “أبو راسين” شمال غربي الحسكة، وهي منطقة يسيطر عليها قوات (قسد) الاتفصالية ، وتقع على خطوط التماس بين مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري”المعارض المدعوم من تركيا، في منطقة “رأس العين” شمال غربي الحسكة.

ويشير هؤلاء المتابعون للتطورات الميدانية على الساحة السورية ، إلى أنه في المستقبل القريب لن يبقى (ملف إدلب)، معلّقاً بين الطرفين التقليديين (تركيا وروسيا) من جهة ، والقوى الدولية من جهة ثانية، وبأن الملف سيحل ، وسيتم إعادة إدلب لسيطرة الحكومة الشرعية السورية. ويلفتون الى انه وبعد فشل المحاولات لإسقاط الأسد ، فقد بات من المرجح جدا رفع الجهود لإرجاع منطقة إدلب إلى سيطرة قوات الدولة السورية.

وعلى الرغم من أنّ الأتراك كان لهم مواقف متناقضة حول (إدلب) ، تراوحت بين دعم الفصائل المسلحة إلى تثبيت نقاط عسكرية تهدف للمراقبة هناك، حتى وصلت لمراحل اشتباك مباشر مع قوات السورية، ثم ما لبثت تلك القوات أن انسحبت من عشرات المواقع بالاتفاق مع روسيا، فيما يبقى الاتفاق الروسي – التركي حول المحافظة (غير واضح المعالم وقابل للتغيير اللحظي)

، وحول هذه النقطة ، يدور لدى العديد من الاوساط المتابعة ، الاستنباط التالي : المعركة باتجاه إدلب قادمة لا محالة ، سواء كانت عسكرية أو بطرق سياسية ، عبر ابرام صفقة مناسبة مع الجانب التركي.

بايدن وبوتين … وسوريا

وفيما تواصل الديبلوماسية الروسية عبر قنواتها الفعالة ، التأكيد على أنّ الملف السوري “وضع بالثلاجة” في مرحلة التجميد، سيما بعد إعلان فوز “الأسد” بمنصب رئيس الجمهورية ، رغم كل تهديدات الغرب وبياناته التحذيرية ، في الوقت ذاته ، تبقى ادارة الرئيس بايدن مشوشة الرؤية الخاصة بالملف السوري، سوى بعض التأكيدات على ضرورة تطبيق القرارات الدولية.

على ضوء ذلك ، سيلتقي الرئيسان الروسي “فلاديمير بوتين”، والأمريكي “جو بايدن”، في الـ16 من الشهر الحالي في جينيف ، وذلك بأول قمّة بين الزعيمين، ويتوقع أن يحمل اللقاء ، بحث العديد من الملفات من بينها (سوريا) ، ولكن بحسب العديد من المراقبين فان التطرق الى الملف السوري بين الرئيسين سيكون بطريقة مختلفة من المتوقع والمأمول ، خصوصا وان الهدف من اللقاء بالدرجة الاولى ، هو محاولة التقارب الدبلوماسي في العلاقات بين البلدين .