سمعت احدى الاذاعات المحلية ، تصف الفيلم (الايرلندي) (بالإنجليزية: The Irishman) ، بأنه (فيلم عصابات) ، ورغم أنه يروي قصة حياة رجل عصابات ، الا أنه أيضا وأساسا ، يتحدث عن مرحلة هامة من تاريخ أمريكا ، تمتد من نهاية الحرب العالمية الثانية ، حتى رئاسة (نيسكون) ، مرورا بمرحلة الرئيس “جون كينيدي”. والفيلم ، يروي أحداثا حقيقة ، لحياة شخصية حقيقة ، هو “فرانك شيران”.
الحقائق الجديد ، التي كشفها فيلم (الايرلندي) ، هي دور ألمانيا بايصال كينيدي ونيسكون الى البيت الابيض ، وسياق الفيلم ، يقف عند كيفية تأثير ألمانيا على قرارت الرئيس كينيدي عبر والده ، ويكشف هذا السياق ، ان حملة كينيدي لغزو كوبا ، كان من أهم أسبابه ، استعادة الساحة الكوبية لكازينوهات ومرابع القمار والدعارة ، التي تديرها “المافيا” ، وتحقق منها الثروات ، والمزيد من النفوذ . كما يكشف سياق الفيلم ، وقوف ألمانيا وراء اغتيال (كيندي)، عندما بدأ يتردد في تنفيذ مايريدون. بالفعل ، هو فيلم عصابات ، ولكنه يكشف كم تتضمن السياسة الامريكية من أعمال العصابات ، وصفات المافيا.
فيلم (الايرلندي\The Irishman)، الذي شاهده أكثر من (مئة مليون) مشاهد في أسبوعه الاول ، يمكننا اعتباره ، القسم المتمم لسلسلة أفلام (العراب) من حيث استكمال المعنى ، الذي يقدمه لامريكا.

سكورسيزي
واذا كان مايكل كورليوني\”بطل العراب” ، مهاجر ايطالي وجد نفسه في سياق حرب عصابات في نيويورك ، فان فرانك شيران \ “بطل الايرلندي”، هو مهاجر ايرلندي مر في ايطاليا ، كجندي في القوات الامريكية التي حاربت في ايطاليا ، حيث شهد ، وتعلم القتل ، واكتسب اضطراب الشخصية والاجرام.
وهكذا ، فاننا أمام (ايرلندي) ، مر في ايطاليا ، ليكمل المعنى الذي قدمه الايطالي كورليوني لامريكا ، كساحة محكومة من ألمانيا. الجديد كما أوضحنا، هو كشف دور العصابات في التحكم بالرئاسة ، والبيت الابيض.
طبعا ، من أهم عوامل نجاح الفيلم ، اضافة لمضمونه وتشويقه ، الاداء المبدع للنجمين “روبرت دي نيرو و آل باتشينو”. وكان لافتا ، هذه الشراكة بين (دي نيرو) ، والمخرج المعروف بأفلامه السياسية “مارتن سكورسيزي”.
وهل ننسى، كيف وقف “دي نيرو” – قبل سنوات- في حفل توزيع جوائز الاوسكار ، وهاجم الرئيس “ترمب” وسياساته بشكل واضح. كل ذلك يدلنا على أن أصحاب الفيلم ، أرادوا عن سابق اصرار وتصميم على تقديم المعنى السياسي لامريكا.
لذلك ، فهو بالفعل (فيلم عصابات) بالمعنى السياسي للعصابات.