aren

لحشر روسيا بالزاوية : مشروع قرار ثلاثي (كويتي-ألماني-بلجيكي) حول “ادلب”… و”موسكو” غاضبة
الجمعة - 30 - أغسطس - 2019

التجدد الاخباري – بيروت

استعادت دمشق ، بدعم من القوة الجوية الروسية ، المزيد الأراضي الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة في (مثلث الشمال).وحققت قوات الجيش السوري تقدم ملحوظا، في محافظة إدلب ، بسيطرتها، أمس، على عدة قرى وبلدات، فقد تمكنت منذ ليل (الأربعاء- الخميس) من تحرير بلدتي “التمانعة والخوين” ، فضلاً عن (ثلاث قرى) شرق “خان شيخون”.

وتسيطر هيئة تحرير الشام \(جبهة النصرة – سابقاً) على جزء من الطريق الدولي، المار في ريف إدلب الجنوبي، ويربط أبرز المدن الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية ، من حلب إلى حماة وحمص ، وصولاً إلى دمشق ، حتى الحدود الأردنية (جنوبا).

وكانت أعلنت وزارة الخارجية الروسية ، أن العمليات العسكرية ، التي تقوم بها قوات الدولة السورية في إدلب ، تجري حصرا في المنطقة المنزوعة السلاح ، (المتفق عليها ) مع تركيا ، بموجب “اتفاق سوتشي”، وان الدولة السورية ، اضطرت إلى اتخاذ إجراءات بدعم الطيران الروسي بعد الاستفزازات المتكررة من قبل الإرهابين في المنطقة.

ومن على الحدود السورية – العراقية ، كشفت وزارة الداخلية (العراقية) عن وجود “خطة شاملة”، لتعزيز الأمن على الحدود لا سيما مع (سوريا)، باستخدام وسائل تكنولوجية ، وتقنية حديثة ، تساعد على ضبط الحدود.

knt_trky_qd_thmt_lwlyt_lmthd_mn_qbl_bltwqf_wttlb_wshntn_bqt_lqth_m_whdt_hmy_lshb

قوات تركية على الحدود السورية

“المنطقة الآمنة”

وغداة اتفاقه مع نظيره الأمريكي دونالد (ترمب) على مواصلة التعاون في “إدلب”، لتجنب حصول أزمات إنسانية جديدة ، تعهد الرئيس التركي (أمس)، بعدم السماح بتأخير إقامة المنطقة الآمنة ، على غرار ما حصل في “منبج” ، محذرا من أن قواته ومدرعاته ، موجودة بالفعل على الحدود ، وفي موقع يمكنها من القيام بـ(أي شيء) في هذه اللحظة – وفق ما قالت الرئاسة التركية-

وقال إدروغان، بعد عودته من لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو ، “الاتفاق مع الولايات المتحدة نحو إزالة وحدات حماية الشعب من شرق الفرات وإقامة منطقة آمنة، هو الخطوة الصحيحة”، مؤكدا أن هذه الوحدات المدعومة أمريكياً ، كانت “تقوم بخدعة في منبج” ولم تنسحب، غير أنه قال إن الدوريات الأمريكية التركية المشتركة ، ستبدأ “قريباً جداً” ، ذلك وفق ما نقلت قناة (سي.إن.إن ترك) عن (أردوغان).

مناورات للمسلحين في ادلب

مناورات للفصائل المسلحة في “ادلب”

مشروع قرار حول “ادلب” في مجلس الامن   

في حين عكف مجلس الأمن على دراسة “مشروع قرار”، لوقف إطلاق النار، بمبادرة ممن يطلق عليهم ، اسم : “حاملي القلم للملف الإنساني السوري” \ (الكويت وألمانيا وبلجيكا)، و وفق المعلومات المتداولة ، فثمة جهود ، تقودها (الكويت) بمجلس الأمن ، لتمرير مشروع القرار ، الداعي لوقف إطلاق النار في “إدلب” ، والحفاظ على المنشآت هناك ، خصوصا (الطبية).

وذكر دبلوماسيون ، أن مناقشات بدأت خلال (الأسبوع الجاري) بين بعض أعضاء مجلس الأمن ، حول مشروع قرار ، يهدف إلى وقف الهجمات على منشآت طبية، ومطالبة الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين والطواقم الطبية ، ويأتي ذلك بينما استمع مجلس الأمن، أمس، إلى تقارير حول الوضع الإنساني ، وتقدم الوساطة السياسية ، التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة ، (غير) بيدرسون.

ونقل عن أحد الدبلوماسيين الغربيين، قاله :”نحتاج إلى قرار متين”،لـ(حشر روسيا في الزاوية)، ووقف الممارسات ضد المدنيين والمنشآت المدنية ، وذكر “مصدر” دبلوماسي، أن جلسة أولى لأعضاء مجلس الأمن ، يفترض أن تعقد (قبل نهاية الأسبوع الجاري)، في حين قال دبلوماسي (آخر) : إن «روسيا كانت غاضبة»، لاسيما ، انها استخدمت حق “الفيتو” ، مرات عدة ، لاحباط اي قرار يدين سلوك الحكومة السورية.

كويتي

وكان لافتا ، ماذكره مندوب الكويت الدائم في مجلس الامن الدولي ، السفير (منصور) العتيبي في كلمة بلاده خلال جلسة بمجلس الأمن حول سوريا : «نتابع عن كثب التطورات المتعلقة بإنشاء اللجنة الدستورية التي طال انتظارها … ونأمل كما قال أن يتم الاتفاق على تشكيل هذه اللجنة قبل بداية أعمال دورة الجمعية العامة المقبلة». وتابع بالقول : “نجدد التأكيد على ضرورة أن تكون اللجنة الدستورية متوازنة وشاملة وذات مصداقية مؤكداً ضرورة أن تصاحب العملية السياسية تدابير لبناء الثقة ولعل أبرزها إحراز تقدم في ملف الإفراج عن المعتقلين والسجناء وملف المفقودين”. واضاف العتيبي ” فلابد من حل سياسي يأخذ بعين الإعتبار تطلعات الشعب السوري بجميع مكوناته ويحافظ على أمن سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها إستناداً للقرار 2254 وبيان جنيف لعام 2012″.

2-380-660x330

الجعفري

الدكتور بشار الجعفري ، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، وفي معرض تفنيده لمواقف عدد من دول المجلس، تجاه سنوات الحرب على سورية ، والتطلي الذي تمارسه هذه الدول لأعمالها الحقيقية في تلك الحرب ، تحت ستار كثيف من مصطلحات الانسانية، وماشابه ، تحدث خلال الجلسة ذاتها، وقال الجعفري : “اليوم نسمع ادعاءات أخرى حول استهداف منشآت صحية وتعليمية وخدمية في إدلب وريفها وهي مزاعم وادعاءات واهية تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهندسة السياسية للإرهاب المفروض على سورية منذ ثمانية أعوام”، مؤكدا ” ان سلاح الجو السوري والصديق لا يهاجم أهدافاً مدنية بل قواعد ومراكز للإرهابيين حصراً إلا إذا كان البعض يعتبر قواعد ومراكز الإرهابيين أماكن للعناية بالأطفال ونشر القانون الدولي الإنساني”.

وشدد الجعفري على أن التنظيمات الارهابية وداعميها في ادلب، “اختاروا الحل العسكري من خلال مواصلة استهدافهم المناطق المأهولة بالمدنيين في حلب وحماة واللاذقية ، وجنوب إدلب ، حيث استشهد المئات وأصيب الآلاف من الأبرياء” ، وأضاف الجعفري : “هو الأمر الذي صمت (حملة القلم الإنساني) عنه ولم يبادروا إلى قول حرف واحد لإدانته داخل هذا المجلس أو خارجه ، بل إنهم يتحدثون عن بناء الثقة مع الإرهابيين ويتجاهلون أن المجموعات الإرهابية المدعومة غربياً قتلت أعداداً كبيرة من المخطوفين والرهائن الذين احتجزتهم”.

مبعوث-الأمين-العام-للأمم-المتحدة-إلى-سوريا-غير-بيدرسون-في-كلمته-أمام-مجلس-الأمن-الدولي.-30-أبريل-2019.-960x638

بيدرسون

من ناحية أخرى ، حذر المبعوث الاممي الى سورية ، (بيدرسون) ، خلال مؤتمر صحافي له ، من اندلاع “صراع إقليمي”، جراء التصعيد العسكري في سوريا. وتابع أنه «لا يمكن لمكافحة الإرهاب أن تهدد 3 ملايين سوري».

قي سياق آخر ، أكدت “روسيا الاتحادية وألمانيا” ، أمس الخميس، أهمية إطلاق عمل اللجنة الدستورية الخاصة بسوريا، والحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران. وقالت الرئاسة الروسية في بيان، بث على موقعها الإلكتروني، إن ذلك جاء في اتصال هاتفي ، أجراه الرئيس (فلاديمير) بوتين مع المستشارة الألمانية ، (أنغيلا) ميركل، أطلعها خلاله على الجهود الرامية إلى إطلاق عمل اللجنة الدستورية الخاصة بسوريا، وكذلك التدابير الهادفة إلى القضاء على الخطر الإرهابي بمنطقة خفض التوتر في “إدلب”.

ميركل-داعش-لم-يُهزم-وإنما-يتحول-إلى-قوة-قتالية-غير-منظمة

ميركل

وأضافت ، أن الجانبين ناقشا جوانب النزاع في (أوكرانيا)، وأكدا عدم وجود بديل عن اتفاقية (مينسك) التي وقعتها الحكومة الأوكرانية والأقاليم الانفصالية في فبراير/شباط عام 2015. وأشار البيان إلى أن الجانبين ، أعربا عن عزمهما أيضاً ، مواصلة العمل في إطار “مجموعة النورماندي” التي تضم (روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا)، إذ أكد بوتين ، أهمية الإعداد الجيد للقاء المرتقب لقادة هذه المجموعة ، بهدف التوصل إلى نتائج إيجابية.

وأوضح أن المستشارة الألمانية ، أطلعت بوتين على المباحثات ، التي أجراها قادة مجموعة «جي 7» في فرنسا (أخيراً) بخصوص إيران، فيما شدد الجانبان على ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف المعنية بهدف الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.