\خاص \
التجدد الاخباري
إتصل بي “إيليا أبو ماضي” ، وقال لي : إنه مع “جبران خليل جبران” ، وطلب مني أن نجتمع سوية في مكتب الرابطة القلمية في نيويورك.
قلت له: إنس المكتب. تعالا إلى حديقة (الموتيل) ، حيث أقيم. حضرا ، وكان “إيليا” يحمل معه ، علبة دخان تركي مع فلتر مذهب ، وهو نفس النوع ، الذي أراد أن يشتري به ، موقع “مدن أونلاين” من “ساطع نور الدين”.
أراذ ساطع (10) علب ، مقابل الموقع، وكنت أنا ، قد رفضت ، وعرضت أن يأخذ (أبو ماضي)، الموقع ، مقابل علبة واحدة لا غير، أما (جبران)، فكان يحمل معه ، دفترا ، وقلم رصاص.
جلسنا نشرب القهوة ، ونعلك (قمر الدين).

ساطع نور الدين
قال لي أبو ماضي: من أين لنا بموقع الآن ، لنشر صحيفتنا.
أنا: لا عليك. المواقع كثيرة. فأمثال “ساطع نور الدين”، كثر.
أبو ماضي : أردت أن أحادثك بمواضيع جريدتنا هذه. سيكون إسمها “السمير”.
أنا : إسم جيد. إقتراح من؟ … ، رد جبران إنها كانت إقتراحه.
فقلت: قبل التحدث عن المواضيع. بأية لغة سوف تكون؟ فأجابني أبو ماضي: العربية. أنتَ تريدها بالإنجليزية؟
– لا. لا (الإنجليزية) . كنت أفكر باستعمال لغة من لغات ماقبل العربية.
– ما قبل العربية. لماذا؟
– تحمل العربية ، عبء تاريخ من الزيف. يقوم على الخزعبلات الدينية. والصناعة البالية.
فعلق جبران: أوافقك. أنا من القائلين ، باستعمال (الآرامية).
فقلت له: وأية آرامية تريد؟
فنظر متسائلاً.
وتابعت: للآرامية لهجات ، وكلها تريد احتكار الدين.
فقال أبو ماضي: ربما تريد (السريانية).
فقلت: نذهب من لغة خزعبلات إسلامية إلى لغة الخزعبلات المسيحية، وكأننا في حدائق الأنبياء. وفي حضرة الرسل. هذه يا أعزائي ، لغات غياب عقيم. من شعوب تتشدق بصناعة الكلام ، أكان عربياً أو سريانياً،فهذا وصحابته الأتقياء. عربيةٌ من أحاديث مشكوكة. تعطيك لغة أصابتها الشكوك. أما السريانية ، فحدث ولا حرج. فها نحن أمام قوافل الصلبان ، وأبناء الله والشهداء.
فقال جبران: وما الخطأ في ذلك؟
فقلت: أنتَ قل لي؟ ألم تتهجم على شعوب ، تركض وراء مؤتمرات السلام. وهذا يرفع قرآنه عربياً. وذاك يرفع إنجيله سريانياً. حتى تكاد تظنك في ملحمة الغباء الأبدية.
فسكت ، وعاد إلى قلمه ، ودفتره.
قال أبو ماضي: وماذا تقترح؟
فقلت: (الأكادية).
فنظرا إليَّ ، وكأن بي مسُّ من الجنون.
وصرخا: الأكادية؟
قلت لهما: نعم. يا أعزائي. نحن أمام عربية وسريانية لشعوب أتقنت لغة الغياب.
وما كانوا ، إلا تجار خزفيات وكحل.
قال أبوماضي: ومن سوف يفهم الأكادية؟ من سيقرأُها؟
فقلت له: ومن يقرأ الآن؟ فالقارؤون يظنون أنهم يقرؤون ، ويفهمون. كمن يقرأ أشعار “أدونيس”. القراءة؟ القراءة يا عزيزي (إيليا)، أصبحت تجارة خزف ، وشعوذات دينية، أما الأكادية. سيفهمها العارفون. ولن يكون هنالك من لبس بالموضوع.
قال أبو ماضي: لغة لا لبس فيها.
فقلت: نعم, لغة لا لبس فيها ، ولا غبار.
نفخ أبو ماضي بدخان سيجارته، ذات الفيلتر المذهب، وقال، كأنه يفكر بصوت عالي: صحيفة السمير.باللغة الأكادية. لا بأس. فكرة لا بأس بها. ما رأيك جبران؟ ، فرد جبران: نعم. لا بأس بها. مثل أرواحي ، التي أرسمها ، ولا يفقهها أحد.
فقلت: إلا العارفون.
ورددا سوية: إلا العارفون.
وقلت متوجهاً إلى (إيليا): ولا تنسَ يا إيليا. أعرض على “ساطع نورالدين”، علبة واحدة، وحتى هذا كثير عليه.فوافقا، بينما كنا نبصق من فمنا، ببقايا “قمرالدين”.
هذه المقالة تعبر عن رأي صاحبها