
خاص \ حصري
التجدد الاخباري – مكتب (بيروت + واشنطن)
نقلت وكالات الانباء العالمية ، ان المندوب الروسي في مجلس الامن الدولي يعكف على تقديم مشروع قرار يدين إسرائيل بسبب قصفها مطار دمشق الدولي منذ نحو اسبوعين.
قناة “كان” العبرية ، التي تعتبر بمثابة هيئة البث والإذاعة العامة الإسرائيلية ، اليوم الأحد 19 من حزيران، ذكرت أن روسيا توجهت إلى مجلس الأمن الدولي بطلب إصدار قرار ، يستنكر الهجوم الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي ، والذي تسبب في تعطيل العمل بالمطار. وقالت روسيا : إن القصف الإسرائيلي المستمر على أهداف في سوريا يشكل خرقًا للقانون الدولي ولا يمكن القبول به.
https://www.makan.org.il/item/?itemId=129414
وأشارت القناة العبرية إلى ان (إسرائيل) لم تعلن رسميا مسؤوليتها عن هذه الهجمات بما فيها الهجوم على المطار، وتعتبر مصادر دبلوماسية “أن احتمال تبني مجلس الأمن لمشروع القرار الروسي ضئيل للغاية”.
وفي السياق، قالت صحيفة الـ”وول ستريت جورنال”: إن هناك تنسيقًا إسرائيليًا أمريكيًا فيما يخص استهداف مواقع في سورية، وأن هذا التنسيق مستمر منذ عدة سنوات. وأضافت الصحيفة نقلًا عن مصادر أمنية أمريكية أن إسرائيل تقدم للأمريكيين مسبقًا قائمة للاهداف المنوي قصفها خاصة في منطقة “التنف” القريبة من الحدود السورية الأردنية والعراقية، حيث تتواجد قوات أمريكية لمحاربة تنظيم داعش. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن إسرائيل نفذت أكثر من 400 هجوم جوي في سوريا، بهدف تحجيم التموضع الإيراني فيها.
وسبق أن أدانت روسيا القصف الإسرائيلي على المطار عبر مبعوث الرئاسة الروسية إلى سوريا، ألكسندر (لافرنتييف) ، في مستهل محادثات اجتماع “أستانة”، في 15 من حزيران \يونيو الحالي، بقوله إنه لا يجوز لإسرائيل أن توجه الضربات لسورية، بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية. وأضاف لافرنتييف، “بطبيعة الحال، سنبحث مسألة القصف الإسرائيلي المتكرر على سورية، ونرى أن من الضروري أن يتم تركيز الاهتمام على هذا أيضًا، فهذا الأمر غير جائز”.

ولا تتبنى إسرائيل عادة الهجمات الصاروخية على سورية، لكنها تشدد بشكل متواصل على حماية ما تعتبره أمنها القومي، ومنع تمدد النفوذ الإيراني في المناطق الجنوبية من سوريا، التي تحاذي في الوقت نفسه الحدود البرية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) قالت، في 10 من حزيران\يونيو، إن مدنيًا أُصيب بقصف صاروخي استهدف جنوب العاصمة دمشق. وقال مصدر عسكري للوكالة، إنه “في تمام الساعة 04:20، نفّذ العدو الإسرائيلي عدوانًا جويًا برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفًا بعض النقاط جنوب مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”.
خلفيات مشروع القرار الروسي ضد إسرائيل
مصادر استخبارية غربية ، كشفت لـ”موقع التجدد الاخباري”، ان التحرك الروسي ، يمكن وصفه بـ”غير مسبوق” ضد إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأم المتحدة، وبحسب هذه المصادر فان تل ابيب (غالبا) ما كانت تحظى بدعم موسكو في المؤسسات الأممية.
المصادر ذاتها ، تكشف لـ(التجدد) ، بعضا مما جاء في مشروع القرار ، الذي صاغته روسيا ، وستقدمه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة : “الهجوم نفذ بشكل ينتهك القانون الدولي، ويقوض الاستقرار وينتهك أيضا سيادة سورية والدول الأخرى، -في إشارة إلى كيفية تنفيذ الهجوم المنسوب إلى إسرائيل- وعليه، يجب محاسبة المسؤول على تنفيذ الهجوم لأنه أضر بشكل صارخ بالقدرة على مساعدة سورية إنسانيا”.
مسؤولون إسرائيليون كبار ، أكدوا أن روسيا تقوم بالفعل بصياغة مشروع قرار من هذا القبيل، لكنهم أضافوا ، أن “فرصة روسيا في تلقي الدعم ليست عالية”. وشدد مصدر إسرائيلي على أن “إيران تواص استخدام الأراضي السورية والمطار لتهريب السلاح”، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
وعقب العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق في العاشر من حزيران/ يونيو الجاري، استدعت وزارة الخارجية الروسية، السفير الإسرائيلي لدى روسيا، وطالبته بتقديم توضيحات حول القصف العدواني الذي استهدف مطار دمشق الدولي وأخرجه من الخدمة، واعتبرت موسكو أن “التبرير الذي ورد من الجانب الإسرائيلي غير مقنع”.

وبعد استدعائه، أوضح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل (بوغدانوف)، للسفير الإسرائيلي في موسكو، أليكس (بن تسفي)، أن التفسيرات الإسرائيلية المقدمة حتى الآن لا ترضي الكرملين، كما أبلغ بن تسفي أن روسيا لن تسمح بتحول سورية إلى “ساحة معركة” لدول أخرى في إطار محاربة الإرهاب الإقليمي.
وأعرب بوغدانوف للسفير الإسرائيلي في موسكو، عن “قلق روسيا البالغ إزاء الضربة الجوية التي شنتها القوات الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق المدني، ما أدى إلى تضرر مدرج ومعدات ومباني ملاحية وإلحاق أضرار بالحركة الجوية المدنية الدولية”. بحسب ما جاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية
اخيراً … عقاب إسرائيل!!
وفي قراءة \خاصة وحصرية\ قدمها لـ”موقع التجدد” ، عدد من المتابعين للتطورات على هذا الصعيد ، فان استفاقة بوتين الى هذا الامر ، وبعد مرور هذه المدة على ما يعتبر خرقا للقانون الدولي ، وبعد صمت دام كل هذه الفترة ، قد يكون مرده لاعتبارت خاصة جدا بالسياسة الخارجية الروسية ، والتي يوجهها منذ اعلان العملية العسكرية في اوكرانيا شباط\فبراير الماضي ، (الكرملين) بشكل مباشر.
ويتساءل هؤلاء المتابعين ، اذا كان الرئيس الروسي ، يعلم يقينا بان امريكا ستستخدم حق النقض في مجلس الامن ، لتعطل اي قرار ضد (إسرائيل) – كما هي العادة- فلماذا يقدم الآن ؟ وبناء عليه ، ماذا سيكون مصير البروتوكول الامني الموقع بين بوتين ونتنياهو عام 2015 ، الذي يقضي بأن يبلغ الجانب الصهيوني ، القيادة العسكرية الروسية بخبر اي عدوان على سورية قبل 24 ساعة من قيامها به. واسرائيل اعلنت انها ابلغت الروس ( كما ابلغت الامريكان ) قبل قصف مطار دمشق الدولي ؟

ويضيف هؤلاء ، لماذا لم تمنع موسكو (إسرائيل) من القيام بهذا العدوان أساسا ؟ خصوصا ان الاعتداء الاخير، (سمح) بقصف مطار مدني سوري ، يقع تحت السيطرة الكاملة للحكومة السورية
ختاما ، وبحسب قراءة المتابعين لهذا المسار ، يجب ان نفتش في خفايا وخبايا المشروع الروسي عن “اوكرانيا” ، وعن استعداد إسرائيل لتصدير الغاز والنفط والعقود التي عقدتها مع حكومات وشركات اوروبية ، ليحل الوقود ( الفلسطيني) بأشكاله المتعددة، مكان الوقود الروسي .. أخيرا : علينا ان ننتظر المزيد من المواقف الروسية ضد السياسة الصهيونية ، خصوصاً في ظل انحياز إسرائيلي واضح لامريكا في ظل حربها المفتوحة ضد روسيا ، وفي ظل تشدد امريكي واضح ضد ايران ، الذي يعززه “جو بايدن” في جولته الخليجية المرتقبة !!