aren

“مريم البسام” VS الاقطاع السياسي في لبنان \\ بقلم : كمال ديب
الجمعة - 29 - مايو - 2020

ffrfgrg

في ذكرى اتفاق 17 أيار بين لبنان و(اسرائيل) الذي تم اسقاطه في 6 شباط 1984، نشرت السيدة “مريم البسام”، مديرة الأخبار في تلفزيون الجديد ، تغريدة على تويتر، تناولت فيها رموز تلك المرحلة ، ومن بينهم (كامل الأسعد) الذي أشرف على جلسة البرلمان بصفته رئيس مجلس النواب. فقالت عنه البسام : ” كامل الأسعد مشرّعاً مدعياً ساقطاً وأهبلاً منزوع الكرامة منوب” (ثم عادت وحذفت النص لاحقاً).

إلا أنّ طرفاً في عائلة الأسعد ، لم يرقه الأمر، فأقدم على تقديم شكوى قدح وذم ضد “السيدة البسام” أمام قضاء بيروت على أساس أنّ تغريدتها تندرج في خانة التحقير والشتم.. وأحيلت الدعوى إلى مكتب جرائم المعلوماتية للتحقيق.

أنا لا أعرف السيدة مريم البسام شخصياً، ولكن الموضوعية تتطلب مني كلمة حق. إذ كلما مارست السلطة الرابعة (أي الصحافة) حقها في النقد والتوجيه لخدمة الرأي العام ، يهجم عليها حيتان المال والإقطاع ، وزعماء الميليشيات بالدعاوى القضائية لتغريم الإعلاميين والإعلاميات ، وسجنهم، وكأنّ لبنان هو سويسرا ، وكأنّ الإعلام يظلم الطبقة الفاسدة. قد تكون السيدة البسام قد اساءت استخدام عبارة ما (أهبلاً- مثلاً) ولكنها تمارس دوراً حميداً في تهديم التماثيل ، والأعمدة الزائفة التي بناها تاريخ كاذب للبنان حول عدد من الشخصيات ، وجعل منها أبطالاً وشوامخ. وعلى أحفاد وورثة تلك الشخصيات أن يصمتوا ويعتبروا ولا يستعملوا المال والجبروت ، لقهر الرأي العام.

أليس (كامل الأسعد) من أسرة “الأسعد” المشهورة بقصر الطيبة الحدودي؟ أليست تلك العائلة التي باعت أراضي شاسعة للبارون “روتشليد” وللوكالة اليهودية لبناء المستوطنات على أرض لبنان ، وخاصة في وادي الحولة؟ ألم ترسل هذه العائلة رجال القرى لحراسة هذه المستوطنات ضد الثوار الفلسطينيين ، وقبضت المال؟

أليس هو نفسه (أحمد بك) والد (كامل)، الذي جاءه وفد من قرى الخيام وبنت جبيل ، والقرى الأخرى يطالبونه ببناء مدرسة طالما أنّ لديه نفوذ في الحكومة والبرلمان في بيروت، فردّ عليهم بعجرفة: ولشو بدكن مدرسة؟.. ما إبني كامل عم يتعلم…!!!

ألم يشهد أحمد بك ، ثم (ابنه) كامل بك طيلة 30 سنة ، حرمان 400 قرية في الجنوب من الماء والكهرباء ، ولم يفعلوا شيئاً؟

ألم يساهم كامل بك في حرمان لبنان من أفضل رئيس جمهورية في تاريخه الحديث – العماد فؤاد شهاب – عندما عمل كامل بصفته رئيس البرلمان ، تكتيكات ، منعت إعادة انتخاب شهاب عام 1964؟

ألم ينضوِ كامل الأسعد ، وكان لا يزال رئيس البرلمان في المنظومة الإقطاعية التي حكمت لبنان بالحديد والنار ، ثم طرده المسلحون عام 1976 ، فلجأ إلى مكان ما؟

ألم يرأس كامل بك ، جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في الفياضية عام 1982 ، فيما دبابات “شارون”، تطوق قاعة الجلسة ؟ ألم يشهد كامل الأسعد أيضاً عام 1982 ، كيف قتل الاجتياح 20 ألف لبناني ، وهجّر نصف مليون من الجنوب والبقاع الغربي ، ودمّر عشرات القرى اللبنانية؟

ألم يصبح صندوق دعم صمود الجنوب في عهدة (كامل) الأسعد ، صندوق الجيوب لا ينال منه قرش ، إلا من يعلق في بيته صورة كامل بك؟

أكتفي من هذه التفاصيل ، وغيرها كثير ، لأستهجن اليوم أحفاد وورثة هذا الإقطاع الشرير ، الذين لم يتعلموا درساً ، فيقولون لقد أخطأ آباؤنا وأجدادنا بحق الشعب اللبناني ، وعلينا أن نعمل لبناء الوطن بأجمل صورة..

ولكن النتيجة ، كانت أنّ أحفاد الأسعد ، هم في “الأن. جي أوز” الأمريكية والغربية وفي مشاريع وبرامج عليها مائة علامة استفهام ، فيما ينضوون في لوائح انتخابية يبغضها الناخبون ، ولا ينتخبوها.

وما ينطبق على أحفاد وورثة هذه العائلة ينطبق أيضاً على العائلات الأخرى من حيتان مال وزعماء ميليشيات ، أكلوا الأخضر واليابس ، وأوصلوا لبنان إلى الحضيض.

حقاً (طق شلش الحيا) كما نقول بالدارج اللبناني (على أساس أنّ في دماغ الانسان عصب خاص بالأخلاق والحياء والضمير فينقطع)، وبالعربي يعني: اذا لم تستحِ … فإفعل ما شئت.

هذه المقالة تعبر عن رأي صاحبها