aren

مذكرات “أوباما”… تربك مكتبات أمريكا
الأحد - 22 - نوفمبر - 2020

التجدد الاخباري

تحولت مذكرات الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”، والتي طرحها حديثا ، تحت عنوان «أرض الميعاد»، مسجلة أرقاما قياسية في حجم المبيعات، إلى صداع للمكتبات المستقلة، التي تكافح من أجل تلبية طلبات القراء، الباحثين عن الكتاب.

وقال موقع «بيزنس إنسايدر» الإخباري الأمريكي، إن بعض المكتبات، مثل دار نشر (بارناسوس) في ولاية تينيسي، تواصل استقبال الصناديق المليئة بالكتاب، ولكن المشكلة ليست في بيع مذكرات الرئيس السابق، ولكنها تكمن في إيجاد مكان لهذه الكتب داخل المتاجر.

فعندما عرض الكتاب للبيع، تلقى الباعة شحنتين، ولكنهم اضطروا إلى جلب المزيد والمزيد، حيث نقل الموقع عن كرين (هايز)، الشريكة في بارناسوس، قولها : «نظرًا لأن الكثير من أعمالنا تتم عبر الإنترنت، وغالبًا ما تكون خارج الولاية، اضطررنا إلى تخصيص مساحة في منتصف المتجر لمركز شحن الكتاب».

وأوضح الموقع، أن المذكرات، وهي مجلد مكون من 768 صفحة، بيع منها في أول يوم لطرحها نحو 887 ألف نسخة، في الولايات المتحدة وكندا، مسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا لكتاب لرئيس سابق، حيث باع كتاب «نقاط القرار» لجورج بوش الابن 220 ألف نسخة، وباع بيل كلينتون 400 ألف نسخة من مذكراته «حياتي».

وتوقع الموقع ، أن يزداد الطلب على الكتاب في عيد الميلاد، حيث سيسعى كثير من المتسوقين إلى تقديمه كهدية، ما يعني أن الإطلاق هو نوع من البداية غير الرسمية لموسم التسوق في العطلات، موضحاً أن الطلب على الكتاب قوي للغاية حتى الآن.

أوباما وقائد البحرية الذي أشرف على غارة قتل (بن لادن)

ومن ضمن ما تكشفه المذكرات ، منح (أوباما)، هدية غريبة إلى قائد البحرية ، الذي أشرف على الغارة ، التي شنت على زعيم تنظيم القاعدة، (أسامة بن لادن)، في عام 2011، وأسفرت عن مقتله.

وبحسب ما جاء في مذكراته الجديدة “أرض الميعاد”، فقد منح أوباما ، الأميرال وليام (مكرافين)، “شريط قياس” ، بسبب واقعة حدثت أثناء التأكد من هوية جثة (أسامة) بن لادن، بحسب “بيزنس إنسايدر” .

عندما عاد جنود البحرية إلى “جلال أباد” في أفغانستان، ومعهم جثة ابن لادن بعد الغارة ، التي شنت في الصباح الباكر على مجمعه في أبوت آباد بباكستان، أجرى ماكرافين، الذي كان حينها رئيس قيادة العمليات الخاصة المشتركة ، اتصالا بأوباما عبر تقنية “الفيديو كونفرنس”.

وكتب أوباما في كتابه الجديد “أرض الميعاد”: “أوضح ماكرافين في حديثه معي عن بُعد أنه كان ينظر إلى جثة أسامة بن لادن، وكان متأكدا من أنه زعيم تنظيم القاعدة، ولكي يؤكد وجهة نظره جعل مكرافين أحد أعضاء فريقه من البحرية البالغ طوله 6 أمتار يرقد بجوار الجثة لمقارنة ارتفاعه بهيكل بن لادن المزعوم الذي يبلغ 6 أقدام وأربعة”.

وتابع أوباما متذكرا:

“مازحت مكرافين ، قائلا له “هل أنت جاد يا بيل؟”، كل هذا التخطيط ولا يمكنك إحضار شريط قياس؟” لافتا الرئيس الأمريكي السابق إلى أن تعليقه لمكرافين كان أول شيء طريف يقوله في ذلك اليوم.

وكتب باراك أوباما في مذكراته الجديدة ، أنه بعد عودة الأميرال (مكرافين) إلى الولايات المتحدة، زاره في المكتب البيضاوي، حيث لم يقدم له أوباما فقط “شكرا صادقا لقيادته غير العادية”، بل منحه أيضا ، شريط قياس ، وضعه أوباما على لوحة.

لماذا كان أوباما سينفصل عن ميشيل؟

كما باح باراك أوباما، في مذكراته ، بمشكلاته الزوجية مع ميشيل،عقب ولادة ابنتهما الكبرى (ماليا) عام 1998. وأوضح أوباما كيف كان قادراً على ممارسة دوره كـ(أب)، بينما كان في المنزل خلال الصيف التالي لولادة ماليا.

وبحسب تقرير لصحيفة (ستايلكاستر) الأمريكية، الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، فإنه بمجرد انتهاء إجازة الأبوة ، واضطراره إلى العودة للعمل في ثلاث وظائف (فضلاً عن تخطيطه للترشح في الكونغرس عام 2000)، عجز السياسي عن قضاء وقت كاف مع عائلته.

إذ كتب أوباما: “تحملت ميشيل العبء كله، موازِنةً بين رعاية الطفلة والعمل، وغير مقتنعة بأنها تؤدي أياً من الدورين كما يجب. وفي نهاية كل ليلة، بعد إرضاع الطفلة وتحميمها ورواية قصة النوم وتنظيف الشقة ومحاولة تذكُّر ما إذا كانت انتهت من طيّ الملابس وكتابة مذكرة لنفسها حتى لا تنسى حجز موعد مع طبيب الأطفال، كانت تذهب إلى سرير خاوٍ وهي تعلم أنها دورة ستتكرر كاملةً بعد ساعات قليلة، بينما زوجها في الخارج يؤدي (أعمالاً مهمة)”.

وكشف باراك ، كذلك ، أن جدول مواعيده ، سبَّب صدعاً في زواجه بـ(ميشيل)، التي لم تر من العدل أن يكرس كل ذلك الوقت لحياته المهنية. وكتب: “بدأنا نتجادل أكثر، عادةً في وقتٍ متأخر من الليل عندما كان كل منا منهكاً. وعند نقطة ما، قالت ميشيل: ليس هذا ما اتفقنا عليه. أشعر بأنني أفعل كل شيء بمفردي”.

هنا اعترف باراك ، بأنه فكر في إنهاء كل شيء. واتخذت علاقتهما منحنىً أفضل بعد أن خسر السباق التمهيدي للديمقراطيين في منطقة الكونغرس الأولى بولاية إلينوي عام 2000، وأدرك كم تعني عائلته له.

ويذكر شعوره ، وهو عائد إلى المنزل بالطائرة بعد خسارته: “كنتُ على مشارف الأربعين من عمري، مُفلس، وعائد من هزيمة مُذلة، وزواجي متوتر. وربما كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بأنني اتخذتُ قراراً خاطئاً”.

يشار الى أن “أرض اليمعاد” لباراك أوباما ، يسجل تفوقا بالمبيعات على مذكرات زوجته، ميشيل أوباما، والتي بيع من مذكراتها الشخصية عام 2018، 275 ألف نسخة في اليوم الأول من طرحها للجمهور.