aren

تعديل البيان الختامي بعد تسريب مسودته : “مؤتمر باريس” يضع خريطة طــريق للبنان للخروج من أزماته
الخميس - 12 - ديسمبر - 2019

2c6dd5f8-b53d-4350-b447-c66b004e9233

 التجدد الاخباري – مكتب بيروت

بعدما جرى تسريب “مسودة البيان الختامي لاجتماع مجموعة الدعم الدولية” حول لبنان ، جرت تعديلات على البيان ، وابرزها في الفقرة الثامنة ، التي تقول : “لقد ناقش الوفد خلاصة الاجتماع مع المشاركين، وأكد الوفد تقدير لبنان للدعم المقدم من قبل المجموعة وتصميم البلاد على تنفيذ المقررات بدعم من المجتمع الدولي. وفي هذا الاطار، أكدت المجموعة استعدادها لمرافقة لبنان في تحديد التدابير التي يتوجب اتخاذها وطرق الدعم كما ان الحوار الشامل مع المجتمع المدني والقطاع الخاص هو جزء من هذه العملية”.

اضافة الى تعديل بعض النقاط ، كما التعابير الاملائية ، التي تتحدث عن “يجب على لبنان” و “يتعهد لبنان”، بحيث أن المشاركين من لبنان ، هم موظفون ، وبالتالي لا يمكن لهذا الوفد ، ان يتعهد بهذه التعهدات، كما قال. اشارة الى ان البيان ، تضمن عناوين كثيرة ، حول معالجة الوضع في لبنان، خصوصا عبر تأليف حكومة جديدة ، اضافة الى خطوات اصلاحية.

وكانت استضافت العاصمة الفرنسية – باريس (امس)، اجتماعاً لمجموعة الدولية لدعم لبنان، شاركت فرنسا في رئاسته مع مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة لشؤون لبنان.

«المجموعة الدولية لدعم لبنان”، وضعت خريطة طريق سياسية-اقتصادية-مالية للخروج من الازمة ، تبدأ بتشكيل سريع لحكومة ، تملك القدرات والمصداقية اللازمة ، لتنفيذ حزمة الإصلاحات الاقتصادية الضرورية من اجل النأي بالبلاد عن التوترات والأزمات الإقليمية.

حيث شاركت في “الجلسة الاولى” منه ، الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن و(المانيا وايطاليا)، اضافة الى البنك الدولي ، ومؤسسات مالية عربية وغربية.

اما “الجلسة الثانية”، فشارك فيها : (مصر، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) ، اضافة الى الوفد اللبناني ، الذي قدم ، عرضا مفصلا عن واقع الحال ، وتشخيصا دقيقا للازمة، بما يمهد لتقديم المزيد من المساعدات في مؤتمر المجموعة ، المتوقع ان يعقد بعد تشكيل الحكومة.

واقر اعضاء المجموعة الدولية – بحسب- ما جاء في نص البيان الختامي غير النهائي : «بان لبنان يواجه ازمة تضعه على شفا انهيار فوضوي للاقتصاد، وزعزعة اكبر للاستقرار. ومن اجل وقف هذا التردي المالي والاقتصادي، واستعادة الثقة في الاقتصاد، وتناول التحديات الاجتماعية والاقتصادية على نحو مستدام، يرى الأعضاء ان ثمة حاجة ملحة لإقرار حزمة سياسات كبيرة موثوق بها وشاملة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية تُعيد للبنان استقراره المالي، وتتناول اوجه القصور الهيكلية طويلة الأمد في نموذج الاقتصاد اللبناني. وتحمل هذه الإجراءات اهمية كبرى لقدرتها على تقديم إجابات عن التطلعات التي اعرب عنها اللبنانيون منذ 17 تشرين الأول».

اضاف البيان “وبالنظر إلى ان لبنان اليوم من دون حكومة منذ استقالة سعد الحريري في 29 تشرين الأول، يرى اعضاء المجموعة ان الحفاظ على استقرار ووحدة وامن وسيادة واستقلال وسلامة لبنان ووحدة اراضيه يتطلب التشكيل السريع لحكومة تملك القدرات والمصداقية اللازمة لتنفيذ حزمة الإصلاحات الاقتصادية الضرورية من اجل النأي بالبلاد عن التوترات والأزمات الإقليمية. ويتطلب هذا الإطار من السلطات اللبنانية الالتزام الكامل باتّخاذ الإجراءات والإصلاحات المطلوبة في وقت مناسب وعلى نحو حاسم”.

ودعا اعضاء المجموعة الدولية لدعم لبنان ، السلطات اللبنانية “لإقرار ميزانية عام 2020 خلال الأسابيع الأولى بعد تشكيل حكومة جديدة، تكون جديرة بالاعتماد عليها، بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بالعوائد والنفقات الدائمة، بهدف تحقيق تحسّن مستدام في التوازن الأساسي، مع تعزيز شبكات السلامة الاجتماعية لحماية القطاعات الأضعف من السكان”.

كما حثّوا ، السلطات اللبنانية على ” اتّخاذ إجراءات حاسمة ، لاستعادة استقرار القطاع المالي، وتناول مشكلة الفساد، وتنفيذ خطة لإصلاح قطاع الكهرباء، تتضمن آلية لتحسين الحوكمة وبيئة الأعمال، عبر تمرير قوانين لتنظيم التوريدات. وعلى المدى الأطول، خلال الشهور الستة الأولى بعد تشكيل الحكومة، يتعيّن اتخاذ إجراءات هيكلية لضمان إقرار نموذج اقتصادي مستدام”.

واعاد اعضاء المجموعة ، التأكيد على “ان النتائج التي خلص إليها مؤتمر» سيدر”، والتي وافقت عليها السلطات اللبنانية في 6 نيسان 2018، ما تزال قائمة”، واعتبروا “ان ثمة اهمية حيوية لتوفير مؤسسات مالية دولية الدعم لمعاونة السلطات على الاستمرار في جهودها في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية بمرور الوقت”، واعلنوا “استعدادهم لدعم تنفيذ مثل هذه الإجراءات، بما في ذلك من خلال توفير مساعدات لضمان حصول لبنان على السلع الأساسية”.

واشادوا بـ”القوّات المسلّحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلي للإجراءات التي اتّخذوها من اجل حماية المتظاهرين وحقوق المواطنين”، مؤكدين من جديد على “ضرورة احترام حق التظاهر السلمي”، داعين “جميع الأطراف للتصرف بمسؤولية”.

وختم البيان بالاشارة الى “ان الوفد اللبناني ابدى التزامه بالعمل مع المجتمع الدولي لتنفيذ خريطة الطريق تلك، ورحّبت المجموعة بإمكانية عقد اجتماعات مستقبلية على مستويات مختلفة، حسبما يتطلب الأمر”.

من جهته ، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ، جان ايف (لودريان)، إثر الاجتماع أن “المجتمع الدولي يشترط أي مساعدة مالية لهذا البلد بتشكيل حكومة اصلاحية”. وقال: “إن «المعيار الوحيد يجب أن يكون فاعلية هذه الحكومة على صعيد الاصلاحات التي ينتظرها الشعب. وحده هذا النهج سيتيح لجميع المشاركين في هذا الاجتماع وسواهم أن يقوموا بتعبئة ليقدموا الى لبنان كل الدعم الذي يحتاج اليه”.

حضر الاجتماع ، ممثلون عن : ( الصين – مصر -المانيا -إيطاليا -الكويت – روسيا – المملكة العربية السعودية – الإمارات العربية المتحدة -المملكة المتحدة -الولايات المتحدة – البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية – البنك الاستثماري الأوروبي – الاتحاد الأوروبي – صندوق النقد الدولي – جامعة الدول العربية – البنك الدولي).

فيما ترأس امين عام وزارة الخارجية ، السفير (هاني شميطلي) الوفد اللبناني ،الذي ضم ايضاً (مدير عام وزارة المال ، الآن بيفاني، والمديرة العامة لوزارة الاقتصاد ، عليا عباس ، ومستشارة الرئيس سعد الحريري ، هازار كركلا ، والمصرفي ، رجا ابو عسلي، بعدما كان مقرراً ان يرأسه مدير عام رئاسة الجمهورية ، انطوان شقير، غير ان وفاة (والد شقير)، يوم الاثنين، حال دون ذلك.

64efe6f2-19dd-4c98-8627-21c9299541af_16x9_1200x676

“الحريري” يشكر … ويرجىء زيارته الى موسكو

لاحقا ، قدم رئيس حكومة تصريف الأعمال ، سعد الحريري ، الشكر لفرنسا والأمم المتحدة على دعوتهما مجموعة الدعم الدولية للبنان للاجتماع في باريس، امس ، ولكل أصدقاء لبنان وأشقائه  الذين شاركوا في الاجتماع. وأكد الحريري ، أنه أخذ علما بالبيان الختامي ، الذي صدر عن المجموعة، معتبرا أن «الخروج من الأزمة يستوجب:

1- الإسراع بتأليف حكومة اختصاصيين تشكل فريق عمل متجانسا وذات مصداقية مؤهل لتقديم اجابات على تطلعات اللبنانيين بعد 17 تشرين الاول.

2- إعداد خطة إنقاذية على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والنقدية والمالية والانتاجية.

3- تطبيق هذه الخطة بالدعم الكامل من اشقاء لبنان وأصدقائه في المجتمع الدولي، ومن المؤسسات المالية الدولية، والصناديق العربية».

من جهة ثانية، كشف مستشار الحريري للشؤون الروسية ، جورج شعبان ، عن أنّه «كان من المقرّر أن يقوم رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بزيارة موسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 17 كانون الاول والاجتماع أيضا الى رئيس الوزراء الروسي ديميتري ومدفيديف، وقد تقرر تأجيل الزيارة الى موعد لاحق بسبب الاوضاع في لبنان وتزامنها مع المواعيد المقررة للاستشارات النيابية».