aren

لوحة شطرنج “طهران” : تكسير أسنان “تل أبيب”
السبت - 7 - أغسطس - 2021

ناقلة “ميرسر ستريت”المستهدفة

إسرائيل” تكسر أسنانها لأن لديها الكثير لتخسره إذا ما قررت الرد على الهجوم الإيراني الأخير

تل ابيب لن تستطيع المحافظة على لعبة «العين بالعين» … وايران “قررت” أن تردع اسرائيل عن مهاجمة سورية

عملية “بحر عمان” فرضت قواعد ردع جديدة … وصدمة هائلة لدى المجمع الاستخباراتي الاسرائيلي من مسرح عمليات الرد الايراني

استهداف الناقلة بهجومين جعلها متساوية حسابيا مع ضربة مطار الضبعة … وعلى (تل ابيب) العودة الى قواعد الاشتباك التقليدية : تدمير أهداف غير مهمة ، وقابلة للاستبدال مثل (مطبخ أو مدرج فارغ ، أو مستودع)

خاص وحصري

التجدد الاخباري – مكتب (بيروت + واشنطن)

قتل قائد السفينة الروماني وضابط بريطاني، في هجوم شنته طائرتا «درون»، على الناقلة «أم/تي ميرسر ستريت» التي ترفع العلم الليبيري ومملوكة لشركة يابانية، وتمثل جزءاً من مجموعة «زودياك» التابعة للملياردير الإسرائيلي إياك عوفر، وذلك أثناء إبحارها الخميس، من دار السلام – تنزانيا نحو مرفأ الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة. وقد تسبب الهجوم الأول بأضرار مادية، تلاه هجوم ثانٍ أصاب برج القيادة والمراقبة وعنبر الغرف، ما أدى إلى وقوع الإصابات البشرية.

وأوردت قناة «العالم» الفضائية، أن العملية في “بحر العرب”، قبالة سلطنة عمان، جاءت رداً على هجوم إسرائيلي وقع في حزيران \ يوليو الماضي على مطار الضبعة في سورية، حيث قتل وجرح أفراد من الحرس الثوري الإيراني وعناصر من «حزب الله» اللبناني. وتالياً فإن الهجوم الإسرائيلي ، هو تغيير واضح لقواعد الاشتباك، فقد اختارت إيران بدء المعركة بين الحروب ، والتي من المتوقع أن تتزايد حدتها مستقبلياً.

وكانت نفذت (إسرائيل) ، أكثر من غارة ضد أهداف في سورية خلال العقد الماضي من الحرب ضد الجيش السوري و«محور المقاومة»، لتأتي الخلاصات الامنية لدى المخطط الاستراتيجي (الاسرائيلي\ الامريكي) كالتالي : توسع نفوذ المحور في بلاد الشام والعراق واليمن ، ليشكل جبهة أقوى ضد تل أبيب وحلفائها، ولتبقى إيران في سورية، أقوى من السابق.

انعطافة ليست بالحادة كثيرا ، حاولت المؤسسة الاستخبارية والعسكرية الإسرائيلية ، اللعب فيها، وهي المسرح العراقي ، عبر إرسال طائرات مسيرة من دون طيار ، وقد فجرت سبعة مستودعات ، تابعة لـ«الحشد الشعبي». قبل ذلك بـ(عامين) أيضا ، كانت أرسلت (اسرائيل) طائرتين انتحاريتين من دون طيار على العاصمة اللبنانية – بيروت ، لتنفجر إحداها قرب مكتب تابع لـ «حزب الله»، بينما لم تنفجر الثانية، مما أثار انتباه «محور المقاومة» باستخدام إسرائيل للطائرات «الكاميكاز»، فتبني هذا الأسلوب في مسارح عمليات متعددة.

وفي “العامين ونصف العام” الماضيين، زعمت (إسرائيل) أنها نفذت عشرات من الهجمات ضد أهداف إيرانية. ولم تعد «حرب التخريب» بينهما سرية، إذ يعترف الطرفان بالمسؤولية عن الهجمات من خلال الطرق التقليدية بالتسريبات الإعلانية.

وقد خرق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (بنيامين) نتنياهو، هذه الأعراف وكشف عن المسؤولية المباشرة لبلاده في عمليات تخريبية عدة ، وهجمات غير قانونية اغتالت فيها علماء إيرانيين ، وقصفت مؤسسات رسمية إيرانية.

وفي هذا السياق ، اجهزة أمنية أطلسية ، كشفت لموقع “التجدد الاخباري”، ان والحالة كذلك ، فانه من الطبيعي القول : بإن إسرائيل تلعب بالنار بعد أن قررت العمل خارج المنطقة التي تسيطر عليها مباشرة، وتحاول فيها منافسة إيران في ملعبها. وتالياً، فإن (تل أبيب) ستواجه تحدياً خطيراً لسمعتها ، وسلطتها في الشرق الأوسط حيث لن تستطيع المحافظة على لعبة «العين بالعين»،التي كانت قد بدأتها.

ووفق تقارير خاصة لتلك الاجهزة – تأخذ صفة “التقييم” لديها- فان ما يصدم المخطط (الإسرائيلي) أكثر، هو رد إيران في بحر عُمان ، مقابل الهجوم في سورية، إذ دخلت قواعد اشتباك جديدة ،واختارت “طهران” مسرح العمليات، التي يتناسب معها ، وقامت هي بالرد من دون العودة إلى حلفائها.

وفي تحليل مباشر ، معد ومخصص ، لهذه الاجهزة الاستخبارية ، تجاه الخيار الايراني الدقيق بالرد عل الهجمات الاسرائيلية ، والمتخذ على اعلى مستويات السلطة في طهران،” أنه شكل أمرا صادما لـ(تل أبيب)، لجهة أن طهران أظهرت مدى ارتباط الجبهات ، ومسارح العمليات ، والاهم : انه كيف واجهت ضربة في سورية برد في بحر عُمان ، وهو ما كان غير متوقع بتاتا لدى مجمع الاستخبارات الرديفة لجيش الاحتلال الاسرائيلي”.

صورة جوية نشرتها القيادة المركزية للجيش الأمريكي من ضمن مجموعة صور قالت : إنها تظهر حجم الاضرار التي لحقت بناقلة النفط “ميرسر ستريت” نتيجة تعرضها لهجوم طائرة بدون طيار من طراز “كاميكازي”، من صنع ايران ، قبالة سواحل عمان ، يوم الجمعة. 30 تموز\ يوليو.

ففي (تقدير موقف) لدى تلك الاجهزة، “ان هذا الخيار الايراني ، يدل على أن طهران لم ترد توريط الحكومة السورية برد على إسرائيل ، كان من الممكن أن يتدحرج إلى معركة كبرى لا تريدها (دمشق) لعدم استعدادها لخوض معارك أخرى . إذ لا تزال الأرض غير محررة بالكامل”.

ووفق “مصادر مطلعة” على وقائع الحدث الاخير بين (طهران) و(تل أبيب) في “بحر عمان” ، فان إيران (تدرك أن 90 في المئة من البضائع الإسرائيلية تمر عبر البحار التي تقع ضمن مسرح عمليات القوات الإيرانية والنطاق العسكري المريح لها).

مصادر (التجدد) ، تميط اللثام عن بعض التكتيكات اللوجستية ، التي اعتمدتها المؤسسة العسكرية الايرانية بمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي ، ومع اطلاق هذه المصادر لصفة ، (عدو ذكي) ، بلا شك ، على اسرائيل ، إلا أنها تستدرك بالقول : “ان فكرة (تل ابيب) توسيع مسرح العمليات داخل منطقة تسيطر عليها (إيران)، هي فكرة متعجرفة، وأيضا، غبية. وتالياً، فقد قدمت اسرائيل ، أهدافاً عدة لإيران ، كي تختار منها ما تشاء”.

المصادر نفسها ، تكشف لـ”التجدد”، بعضا من خلفية الاستهداف الاسرائيلي الاخير لمنطقة (القصير) الحدودية السورية – اللبنانية ، وكواليس اللحظة الحاسمة داخل القيادة الايرانية ، والتي على اثرها ، تم اتخاذ قرار الرد – كما اتى- وبحسب هذه المصادر ، فانه ليست هذه المرة الأولى ، التي تقصف فيها إسرائيل مطار (الضبعة) في منطقة القصير، وهي (تل ابيب) تعتبر أن المنطقة ، قاعدة تخزين ومنطقة انطلاقات لصواريخ «محور المقاومة» الإستراتيجية في حال نشوب حرب أوسع،وأشمل.

وتضيف المصادر”إلا أنها المرة الأولى التي تستهدف فيها (تل ابيب) ، مضجعا للقوات، أرادت (كما يبدو)، من خلاله التسبب بأضرار بشرية، وخسائر في الأرواح”، وتاليا” فإن إسرائيل تدرك أن الرد كان آتياً عاجلاً أم آجلاً، ولكنها لم تعلم متى وكيف وأين”.

وتتابع المصادر ذاتها “فقد تعرضت الناقلة لهجومين بهدف إحداث خسائر بشرية مما جعل ضربة مطار الضبعة متساوية حسابياً، وإذا رفعت إسرائيل من حدة التوتر، فستقابل بأفعال مماثلة ما لم يتم إعادة تأسيس قواعد الاشتباك التقليدية القديمة، تستهدف من خلالها إسرائيل (أهدافاً) غير مهمة وتدمر مستودعات ، قابلة للاستبدال أو مطبخاً ، أو مدرجاً فارغا”.

وتلفت هذه المصادر ، أنه “بخلاف ذلك، ينبغي على تل أبيب أن تتوقع انتقاماً ضد مصالحها في أي مكان مع أو من دون مرافقة بحرية أمريكية سفنها. ومما لا شك فيه أن بنك الأهداف الإيرانية وفير، وأن إسرائيل أكثر هشاشة مما يعتقد”. مايعني ان إسرائيل تكسر أسنانها ، لأن لديها الكثير لتخسره ، إذا ما قررت الرد على الهجوم الإيراني الأخير.

في ذات الاطار ، تكشف جهات من داخل محور “المقاومة” لموقع التجدد الاخباري،”أن الهجوم الاخير وقع ضد ناقلة نفط فارغة، ولكن هذا الهجوم كان كافياً لزيادة سعر التأمين والتسبب بتداعيات مالية على تل أبيب”، وتضيف المصادر “أن المؤسسة الرسمية في اسرائيل باعتداءاتها مؤخرا ، فتحت مايسمى (صندوق الشرور)، وان الاختباء تحت عباءة أمريكا لحماية سفنها ، لن ينفع ، ولن يحمي سفنها ، إذا ما استمرت الهجمات في سورية”.

وتختم هذه الجهات ، بالقول : “معلوم أن إيران تشن معركة بين الحروب ، تحتوي على خيارات محددة ، غير ان أي تصعيد ، سيعرض الملاحة الإسرائيلية للخطر ، وعدم الرد يعني أن (تل أبيب)، قررت العض على جراحها تحت أعين العالم ، ما يعني لدى العقل الاستراتيجي الايراني ” لقد تم فرض الردع الإيراني في كلتا الحالتين”.

هذه (الخلاصة) لمحور المقاومة ، لها استجابتها لدى “تل ابيب”، والتي تأخذ موضعها المباشر داخل المؤسسة الامنية الاسرائيلية وكذلك العسكرية على السواء،وهي أن الجزء الأكثر إثارة للقلق، والأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل، هو ما إذا كانت (طهران)، قررت استخدام قاعدة الاشتباك في كل مرة تقصف أهدافاً في سورية ، أم فقط عند استهداف، هدف ينتمي إلى «محور المقاومة»؟!