aren

لفتح باب الخلاص اللبناني : احبسوا زعماء الطوائف ! \\ بقلم : د.فؤاد شربجي
الخميس - 24 - سبتمبر - 2020

كاتب سياسي لبناني كبير ، اعتبر ان المبادرة الفرنسية ، ينقصها مسار سياسي مواز للمسار الانقاذي ، كعقد مؤتمر حواري لبناني في باريس ، ورأى أن ماكرون ، ان أراد انجاز تأليف حكومة (مصطفى أديب) ، عليه ان يدعو زعماء الطوائف اللبنانية الى باريس ، وحبسهم لديه – ولو بشكل ناعم – لان هؤلاء الزعماء ، هم من يعرقل التأليف الحكومي ، كل لغاية في نفسه ، أو في نفس الجهة الاقليمية ، التي تحكمه.

ورغم لامعقولية اقتراح ، حبس زعماء الطائف ، ولو بشكل ناعم وموارب ، فان هناك من يرى أن لامعقولية الواقع اللبناني ، حيث زعماء ميليشا الحرب الاهلية ، الذين تحولوا الى أمراء السلطة السياسية الاجتماعية الاقتصادية مع اذرعتهم ، أو أصولهم الطائفية الدينية ، الممسكة بخوف المؤمنين بها. كل هؤلاء ، يقومون بتحويل المجتمع اللبناني ، المتعلم ، المثقف ، العصري الحديث الى طوائف محبوسة في خوف طائفي من الطائفة الآخرى ، لتستمر في خدمة مصالح زعمائهم الطائفيين.

وهكذا ، فان لامعقولية المرض ، تفترض لامعقولية العلاج ،وبالتالي : فان لطرح حبس زعماء الطوائف ، معقولية وجدوى ، رغم لا معقوليته.

حتى يستطيع ماكرون بخبرته الفلسفية ، وممارسته مع مؤسسسة روتشيلد ، أن يجد صيغة لـ(الحبس الناعم) ، الذي يمنع زعماء طوائف لبنان من عرقلة تشكيل الحكومة ، حتى يستطيع ماكرون ، تنفيذ هذا الحبس الناعم ، فانه يحتاج الى خبث هذه الطوائف ، ومكر شياطينها ، مع تطوير روتشيلدي ، ليقدر على شيطنة هؤلاء الزعماء ، وحبسهم لديه.

المصيبة في كل ذلك ، اننا وصلنا الى حالة من اللامعقولية ، ان يلجأ اللبنانيون الى الرئيس الفرنسي ، لتطالبه بعودة الانتداب بعد مائة عام على قيام لبنان ، ولتخضع له ، دون جيوش فرنسية تنزل على الشواطىء اللبنانية. هل من مصيبة أكبر من أن نعود بعد 100 عام ، لنستقدم من بذلنا الأرواح والدماء ، من أجل اخراجه من بلدنا؟.

المصيبة الأعظم ، ان زعماء الطوائف ، الذين اوصلونا عبر الصراع الطائفي الى هذا الانهيار ، بلغوا مرتبة من الشيطنة ، تجعلهم محصنين ، تجاه أي حبس ، وصلوا الى درجة ، يتفوقون فيها على شياطين روتشيلد ، وماكرون .

لذلك ، يجب التخلص منهم ، لا حبسهم فقط . وكلهم … ، يعني كلهم ، بالفعل!