التجدد الاخباري – (خاص ) مكتب بيروت
آخر ما حرر في موضوع تأليف الحكومة اللبنانية المكلف تشكيلها “سعد الحريري” ، كشفت مصادر خاصة لـ”موقع التجدد الاخباري” ، ان الرياض أبلغت “الاليزيه” عبر القنوات الديبلوماسية ، بأن الممكلة “لا توافق على طرح اي اسم من نادي رؤوساء الحكومة السابقين لتشكيل حكومة في لبنان- طبعا هذا الكلام مشروط باعتذار الحريري”والذي بات واضحا انه مشرف على هذه النهاية المأساوية لتجربة آل الحريري السياسي – ووفق المصادر ذاتها ، فان هذا الموقف ، يعني ان الرياض خرجت عن صمتها في مثل هذا الامر لـ(أول مرة منذ سنوات).

نواف سلام أو فيصل كرامي؟
وسط هذا المشهد ، الذي يعكس واقعا مأزوما ، كثر الحديث في الأوساط السياسية اللبنانية، وكذلك لدى بعض الدوائر الديبلوماسية و(المعنية) في بيروت عن أن استمرار الحريري على موقفه من عدم تسهيل تشكيل الحكومة ، قد يؤدي الى تطور من اثنين:
الأول – احتفاظه بالتكليف الى ما شاء الله ، وهو أمر لا يبدو أنه سيبقى مقبولاً حتى من حلفاء الحريري وفي مقدمهم ، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ومن عدد من الدول التي تتابع مسار الملف الحكومي في لبنان ، وتريد ان تتشكل الحكومة برئاسة الحريري ، او غيره اذا ما تعذر ذلك.
أما التطور الثاني – فهو اعتذار الحريري عن عدم التشكيل للافساح في المجال أمام الرئيس ميشال عون لإجراء استشارات نيابية ملزمة جديدة ، لتسمية الرئيس المكلف الذي يخلف الحريري.
ويقول متابعون : إن اعتذار الحريري سيكون مشروطاً في أن تكون له الكلمة الفصل في هوية من سيخلفه في هذه المهمة ، كي لا يشكل خروجه من السباق ، “نكسة” تضاف الى سلسلة “النكسات” التي مني بها حتى الآن.
ويلتقي مع هذا التوجه ، رؤساء الحكومة السابقون الذين اعتذروا الواحد تلو الآخر عن خلافة الحريري ، بدءاً من الرئيس نجيب ميقاتي مروراً بالرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام. لكنهم سيقفون الى جانب الحريري في أن تكون له كلمته في اختيار الرئيس البديل بمعنى ألا يكون خصماً سياسياً له ، او للتوجهات التي يلتزم بها الحريري ، وحلفاؤه.
وفي هذا السياق كان لافتاً “الظهور” الإعلامي المفاجىء للسفير “نواف سلام”، الذي سبق أن ورد اسمه في الاستشارات النيابية الملزمة ، والتي سبقت تكليف الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة الثانية ، وتكرر الأمر في الاستشارات التي أسفرت عن تكليف السفير “مصطفى أديب” ، ثم الرئيس “حسان دياب” تشكيل الحكومة.

سلام يقدم ترشيحه
ويذكر المتابعون أن من سمى سلام في حينه ، كان نواب “القوات اللبنانية” والنائب ميشال معوض والنائب فؤاد مخزومي ، وغيرهم. وفيما تردد آنذاك أن السفير سلام ، يحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، بدا سلام في المقابلة التلفزيونية الحصرية ، التي أجريت معه على قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال (ال بي سي) ، وكأنه يقدم برنامج عمل “حكومته” ورؤيته الى الإصلاحات الضرورية ونظرته الى الملفات الداخلية العالقة التي تناولها ملفاً في أثر ملف للتدليل على متابعته للتطورات اللبنانية ، وهو خارج البلاد من سنوات منذ عين مندوباً دائماً للبنان في الأمم المتحدة ، ثم قاضياً في المحكمة الجنائية الدولية بدعم مباشر من الرئيسين عون والحريري (آنذاك).
والذين يفقهون أصول اللعبة الإعلامية ، أدركوا وهم يتابعون المقابلة مع السفير سلام ، أن الأسئلة أعدت بعناية ، وكذلك الأجوبة عليها ، كي يتمكن من تقديم نفسه للرأي العام اللبناني وللأوساط الديبلوماسية على نحو لافت، وللرد على ما قيل سابقاً من علاقاته لاسيما مع الولايات المتحدة الأمريكية ، والمجتمع الدولي عموماً.

كرامي قادم بقوة
في المقابل ، برز أيضاً تحرك لافت لرئيس تيار “الكرامة” ،النائب (فيصل كرامي) لم يكن مألوفاً في السابق، إذ “ظهر” فجأة في قصر بعبدا مع عدد من معاونيه، ثم في بكركي عند البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ثم السفير السعودي وليد بخاري في دارته في اليرزة، وإدلائه بسلسلة تصريحات ، أوحت وكأنه يحضر نفسه ليكون مرشحاً لخلافة الرئيس الحريري في السرايا.
ويتكىء كرامي في تحركه على تأييد واضح من الرئيس الحريري ، والنائب باسيل وبعض اركان “8 آذار” سابقاً، فيما هو غير بعيد عن محور “الممانعة” ، وحزب الله الذي كانت له اليد الطولى في “استيلاد” ما سمي بــ “اللقاء التشاوري” ، رداً على حصرية التمثيل (السني) بالرئيس سعد الحريري وفريق رؤساء الحكومة السابقين، علماً أن أركان هذا “اللقاء” ، تفرقوا، وهو ما ظهر في الاستشارات النيابية الأخيرة ، التي جرت في قصر بعبدا.
بالانتظار ، يبدو أن الأيام القليلة المقبلة ، بل الساعات القادمة حبلى بالتطورات التي يمكن أن تقلب المشهد الحكومي رأساً على عقب. فهل سيبقى الرئيس الحريري مكلفاً ولا يؤلف في انتظار تسليمه طوعاً الراية الى السفير سلام ليقطع الطريق على النائب فيصل كرامي؟!.