
(رويترز، أ ف ب)+التجدد
أعلن الكرملين الثلاثاء (15 ديسمبر/ كانون الأول 2020)، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، هنأ الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن” بانتصاره في الانتخابات، وذلك في خطوة ، أعقبت فوز الديمقراطي (بايدن) بغالبية أصوات المجمع الانتخابي ، الذي يحدد “رسميا” من سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
وسبق للكرملين ، أن أعلن انتظار صدور النتائج الرسمية للانتخابات للقيام بهذه الخطوة، في حين سارعت دول أخرى بتهنئة بايدن بما في ذلك (الصين).
ونقل الكرملين عن بوتين قوله في بيان مخاطبا الرئيس الأمريكي المنتخب: “من جهتي أنا مستعد للتفاعل والتواصل معك”.وأضاف الكرملين “يتمنى بوتين للرئيس المنتخب كل التوفيق وعبّر عن ثقته في أن روسيا والولايات المتحدة، اللتان تتحملان مسؤولية خاصة عن الأمن والاستقرار في العالم، يمكنهما المساعدة، رغم خلافاتهما، في حلِّ العديد من المشكلات والتحديات التي تواجه العالم”.

لماذا هنأت “بكين” … وتأخرت موسكو؟
في هذا الاطار ، وحول طبيعة الخطوة، التي أقدمت عليها بكين تجاه بايدن ، وعلى خلفية التحولات المتوقعة في سياسة واشنطن، كان أدلى الناطق باسم وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية ، ببيان (فاجأ) الصحافة الغربية، في اعقاب الاعلان الاعلامي عن انتصار الديمقراطيين بالانتخابات الرئاسية الامريكية، فقد فقال وانغ ون بين : “سوف نحترم خيار الشعب الأمريكي. نهنئ جوزيف بايدن وكمالا هارس. وندرك أن نتائج الانتخابات سيتم تحديدها وفقا للقوانين والإجراءات الأمريكية”. وبذلك ، كانت “بكين” السباقة لشريكتها الاستراتيجية “موسكو” إلى تهنئة بايدن ، وهو ما اعتبرته الصحافة الأمريكية أن (روسيا) لا تتوقع أي خير من (بايدن)، وأن العلاقات سوف تكون عدائية.
ومع ذلك، فـ(بكين) لن تذعن للفائز في السباق الانتخابي أيضا ، ففي المؤتمر الصحفي “ذاته”، هدد (وانغ)، أمريكا بالانتقام، ردا على البيان التحريضي ، الذي أدلى به وزير الخارجية الأمريكي (مايكل) بومبيو في مقابلة إذاعية، حيث قال إن تايوان “ليست جزءا من الصين”.كما أثارت الولايات المتحدة ، غضب الصين في الأسابيع التالية ، ببيعها أسلحة جديدة إلى تايوان.

وفي الصدد، قال نائب مدير معهد موسكو للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الكسندر لومانوف، لـصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية – واسعة الانتشار- : “هنأت الصين بايدن، لكنها فوضت بذلك أدنى مستوى ممكن في جهاز السياسة الخارجية. فليس وزير الخارجية، ولا حتى نائبه، من هنأ بايدن، إنما السكرتير الصحفي لوزارة الخارجية، وفي مؤتمر صحفي. ومع ذلك، فللصين مصلحة في بايدن، أكثر من مصلحة روسيا فيه. هذا واقع. فليس لروسيا والولايات المتحدة، عمليا، أي مصالح اقتصادية.
فيما تأمل الصين أن يخفف بايدن الضغوط التجارية والاقتصادية. أمّا بالنسبة لتصريح بومبيو بشأن تايوان، فإذا ما اتخذ ترامب، خلال الفترة المتبقية له في السلطة، خطوة غبية باستبدال سفارة حقيقية بالبعثة الأمريكية غير الرسمية في الجزيرة، فستكون تلك كارثة كاملة. إنها ستقوض العلاقات الصينية الامريكية”.
بايدن يهاجم ترمب
من جهته شنّ جو بايدن (مساء الإثنين)، هجومه الأعنف حتّى اليوم على الرئيس المنصرف دونالد ترمب ، داعيا إياه بقبول نتائج الانتخابات، والكفّ عن “عدم احترام إرادة الشعب” وسيادة القانون والدستور.
وفي خطاب ألقاه في معقله بمدينة “ويلمنغتون” بولاية (ديلاوير) في أعقاب عملية التصويت في المجمع الانتخابي، قال بايدن : “هذا موقف متطرّف للغاية لم نشهده من قبل. موقف رفض احترام إرادة الشعب، ورفض احترام سيادة القانون، ورفض احترام دستورنا”.
وقال الرئيس المنتخب : إنّ “شعلة الديموقراطية أضيئت منذ وقت طويل في هذا البلد. نحن نعلم الآن أنّ ما من شيء – ولا حتى جائحة أو إساءة استخدام للسلطة – بإمكانه أن يطفئ هذه الشعلة”.
بايدن يعيّن فريقه الاقتصادي
يذكر أن “كاليفورنيا”، الولاية التي بها أكبر تعداد للسكان ، وتملك 55 صوتا في المجمع الانتخابي،ذهبت جميع أصواتها لبايدن ليتجاوز الديمقراطي رسميا ، النصاب المطلوب للفوز بالرئاسة ، وهو 270 صوتا. وبناء على نتائج نوفمبر/ تشرين الثاني، حصل بايدن على 306 أصوات في المجمع مقابل 232 لترامب.
يذكر أنه لم يعد أمام دونالد ترمب ، فرصة أخرى لإنكار فوز بايدن في ظل فشل حملته القانونية في قلب النتائج. وأمامه الآن ، سوى فرصة إقناع الكونغرس بعدم قبول نتيجة تصويت المجمع الانتخابي خلال جلسة خاصة تعقد في السادس من يناير/ كانون الثاني، وهو جهد من شبه المؤكد أنه سيبوء بالفشل.