aren

“كيسنجر” يحذر بايدن من المواجهة مع الصين
الخميس - 21 - يوليو - 2022

التجدد – بيروت

قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “هنري كيسنجر”: إن الجغرافيا السياسية تتطلب اليوم «مرونة نيكسون» للمساعدة في نزع فتيل النزاعات بين الولايات المتحدة والصين وكذلك بين روسيا وأوروبا.

وبينما حذر كيسنجر من أن الصين لا ينبغي أن تصبح قوة مهيمنة عالمياً، قال الدبلوماسي المخضرم الذي ساعد في إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في السبعينيات، إن الرئيس جو بايدن يجب أن يكون حذراً من السماح للسياسات المحلية بتحديد «أهمية فهم ديمومة الصين».

كبح الهيمنة

وقال كيسنجر البالغ من العمر 99 عاماً، في مقابلة أجراها معه “جون ميكلثويت”، رئيس تحرير وكالة (بلومبيرغ نيوز) أمس الأول الثلاثاء: «لقد تأثر بايدن والإدارات السابقة كثيراً بالمعطيات المحلية الأمريكية في رسم صورة الصين. لا شك أنه من المهم بالطبع كبح الهيمنة الصينية أو أي دولة أخرى».

https://www.bloomberg.com/news/articles/2022-07-19/kissinger-warns-biden-against-endless-confrontation-with-china#xj4y7vzkg

لكنه أضاف:«هذا ليس شيئاً يمكن تحقيقه من خلال المواجهات التي لا نهاية لها». وكان قد حذر سابقاً من أن العلاقات العدائية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين تنطوي على مخاطر حدوث «كارثة عالمية مماثلة للحرب العالمية الأولى».

وكان الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، الذي شغل كيسنجر منصب وزير الخارجية في عهده، قد ركز حملته الانتخابية في الستينيات على مناهضة الشيوعية بشدة، لكنه فاجأ العديد من مؤيديه عندما قرر الشراكة مع الصين في عهد ماو تسي تونغ، وقام بزيارة بكين في عام 1972 في رحلة أصبحت نقطة تحول تاريخية في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وتشكل الجغرافيا السياسية وعلاقات القوى العظمى محوراً رئيسياً في كتاب كيسنجر الجديد، بعنوان «القيادة: ست دراسات في الإستراتيجية العالمية»، الذي يركز على ستة قادة رئيسيين هم الألماني كونراد أديناور، وشارل ديغول الفرنسي، ونيكسون، وأنور السادات، ورئيسة وزراء المملكة المتحدة مارجريت تاتشر، ورئيس وزراء سنغافورة الأول لي كوان يو.

وقد عرف كيسنجر خلال حياته، جميع القادة الستة الذين يستشهد بأمثلة لهم، ويواصل نشاطه من خلال شركته الاستشارية حيث لا يزال رأيه مطلوباً في الشؤون العالمية من بكين إلى واشنطن.

ليس لديها بوصلة

وفي معرض سرد آرائه في أداء القادة الأوروبيين اليوم، بدءاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الألماني أولاف شولز، قال كيسنجر إنه يحزنه أن «القيادة الأوروبية الحالية ليس لديها بوصلة الإحساس بالاتجاه ولا بالمهمة»، كما كان الحال مع رؤساء الدول السابقين، مثل أديناور وديغول.

وحول أكبر أزمة في أوروبا – الأزمة الروسية الأوكرانية – قال كيسنجر إن التعليقات التي أدلى بها في وقت سابق من هذا العام حول نقطة البداية لنهاية تفاوضية للحرب، نقلت عنه بشكل خاطئ. وقال إنه يعتقد أن توقيت المحادثات يقترب، وإنه ينبغي ترك المناقشات حول مستقبل شبه جزيرة القرم للمفاوضات، وليس تحديدها قبل توقف الصراع مؤقتاً. وكانت شبه جزيرة القرم ضمن أراضي أوكرانيا قبل أن تستولي عليها روسيا في عام 2014.

نظرة ديغول مبررة

وحول اضطرابات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال كيسنجر إن وجهة نظر ديغول – القائلة بأن بريطانيا العظمى «لن تكون أبداً عضواً مخلصاً في المجتمع الأوروبي» – قد ثبت أنها مبررة.

لي كوان..الأفضل

ورداً على سؤال حول كيف سيكون أداء القادة الذين صورهم في كتابه في عالم اليوم، قال كيسنجر إن (لي كوان)، رئيس وزراء سنغافورة الأسبق، سيكون الأفضل من بين الستة لشغل منصب رئيس الولايات المتحدة، لو كان ذلك ممكناً، والأفضل أيضاً في التعامل مع التحدي طويل الأجل الذي يمثله تغير المناخ.

وبعد الإلحاح عليه بالسؤال حول من سيكون المفاوض الأقوى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اختار كيسنجر ديغول الفرنسي، ثم أضاف «سيكون نيكسون جيداً جداً، لقد كان رئيساً جيداً للسياسة الخارجية لكنه دمر نفسه في الداخل.

وفيما يتعلق بالقضايا الأقل وزناً، قال كيسنجر إن تاتشر، «السيدة الحديدية» البريطانية التي واجهت نقابات عمالية في الداخل وديكتاتورية الأرجنتين في الخارج، بينما أصبحت رئيسة وزراء بلادها الأطول خدمة في القرن العشرين، ستكون اختياره المفضل للصحبة على العشاء، وهي الأكثر إثارة للاهتمام.