aren

لغز الطائرة الاسرائيلية : كورونا يفتك بمهندسة لقاء “البرهان – نتنياهو” … ويسبق جهاز “الموساد” اليها
الخميس - 28 - مايو - 2020

التجدد الاخباري- مكتب بيروت

وأخيرا، بدد تقرير صحافي، الغموض الذي اكتنف التقارير حول الطائرة الإسرائيلية الخاصة، والتابعة لجهاز الموساد الاسرائيلي، التي حطت يوم الثلاثاء (الفائت) ، في مطار “الخرطوم” بعد يومين من اتصال هاتفي بين رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس السيّادة السوداني، عبد الفتّاح البرهان. وبالتزامن مع التقارير حول وفاة مستشارة مجلس السيادة الانتقالي في السودان، السفيرة (نجوى قدح الدم)، من جراء إصابتها بفيروس “كورونا”، أشار التقرير إلى أن الطائرة الإسرائيلية ، نقلت معدات طبية للمساعدة في علاج (قدح الدم)، التي تعتبر مهندسة اللقاء التطبيعي ، الذي جمع نتنياهو بالبرهان خلال شباط/ فبراير الماضي.

uyu

وأوضح تقرير المراسل السياسي للقناة 13 الإسرائيلية، باراك (رافيد)، أن الطائرة التي سافرت إلى الخرطوم بـ”سرية تامة”، وتم الكشف بواسطة المواقع المختصة بمتابعة حركة الطيران عبر الإنترنت، وذلك في ظل انحسار حركة الطيران الدولية في ظل الأزمة ، التي أحدثها انتشار فيروس كورونا المستجد.

وبحسب التقرير، فإن نتنياهو حرص خلال افتتاح جلسة حكومته الأسبوعية على الإعلان عن مكالمته الهاتفية مع (البرهان)، مشيرًا إلى أنه “هنأه” بعيد الفطر السّعيد، بحسب ما كتب نتنياهو في حسابه على “تويتر”، وأبلغه بضرورة الاستمرار في تمتين العلاقات الثنائية، غير أن نتنياهو – بحسب رافيد- أخفى الهدف الرئيسي للمكاملة، وهو “الوضع الصحي للدبلوماسية قدح الدم”.

ووفقًا للتقرير، فإنه تأكد إصابة (قدح الدم) بكورونا قبل خمسة أيام، وطرأ تدهور على حالتها الصحية، ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي، أن إسرائيل قررت مساعدتها، وأن هدف الطائرة كان نقل (قدح الدم) إلى مستشفى إسرائيلي، غير أن سوء حالتها الصحية حال دون ذلك. وأشار التقرير أن الطائرة ، حملت طاقما طبيا ومعدات طبية وأدوية تساعد في علاج كورونا ، من جانبه، أعلن البرهان، مساء اليوم، وفاة (قدح الدم)، التي عملت أيضا مستشارة للرئيس الأوغندي يوري (موسفيني).

وذكر المجلس السيادة الانتقالي بالسودان في بيان صدر عنه أن “البرهان ونائبه محمد دقلو (حميدتي)، وأعضاء المجلس، يحتسبون عند الله السفيرة قدح الدم، المستشارة بالمجلس (ذاته) التي انتقلت إلى جوار ربها (الأربعاء)” – دون ذكر سبب الوفاة- وأكد البيان أن قدح الدم، “قدمت حياة حافلة بالعطاء الوطني وأسهمت بدور مقدر في تعزيز علاقات السودان الخارجية”. وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت وسائل إعلامية محلية، بوفاة قدح الدم، وقالت تلك المصادر، منها صحيفة “السوداني”، وموقع “أخبار السودان”، إن قدح الدم، نقلت الإثنين إلى مستشفى “علياء” بمدينة أم درمان، إثر إصابتها بالفيروس، وتوفيت اليوم (الاربعاء). وقدح الدم، تنتمي إلى أسرة سودانية، وطالما ارتبط اسمها بإثارة الجدل، إذ وصفها البعض بـ”مهندسة” لقاء البرهان، مع نتنياهو، في أوغندا خلال شباط/ فبراير الماضي.

وساهم في اتساع هذا الجدل، تداول وسائل إعلام سودانية آنذاك، صورا لها وهي تصافح نتنياهو، رغم تحفظها عن الإدلاء بأي معلومات بشأن ترتيبات اللقاء ، الذي شكل نقطة تحول في موقف الخرطوم حيال التطبيع مع (إسرائيل).

وتشير التقارير الصحافية الإسرائيلية إلى أن قدح الدم ، مهدت من خلال اتصالات سرية مع مسؤولين في إسرائيل بلعب دور الوساطة للقاء الذي جمع نتنياهو بالبرهان في “أوغندا”، في وقت سابق من العام الجاري، كما لعبت دورا بارزا في تحسين العلاقات بين السودان وأوغندا، خلال فترة حكم المعزول عمر البشير (1989 – 2019).

سر الطائرة الإسرائيلية التي مكثت في مطار الخرطوم

وكانت طائرة اسرائيلية ، هبطت في مطار الخرطوم، يوم الثلاثاء، حملت فريقاً طبياً من (8) أفراد بينهم شخصيات أمنية ، وجاءت بغرض إجلائها من مستشفى “علياء” ، التابع للسلاح الطبي للعلاج خارجاً، لكن الفريق الطبي ، اصطدم بتأخر حالتها.

وعرفت “نجوى” بأدوار غامضة طوال مسيرتها، ولا سيما في السنوات الأخيرة، وكانت آخر تلك المهمات مشاركتها في هندسة اللقاء الذي جرى مطلع فبراير/شباط الماضي، بين “البرهان”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، في مدينة “عنتبي” الأوغندية، وكانت كذلك ضمن من حضر اللقاء، وهي الوحيدة التي ظهرت صورها، وهي تصافح “نتنياهو”.

وتعد (قدح الدم) ، كذلك، واحدة من أكثر المقربين من الرئيس الأوغندي “يوري موسفيني”، ونجحت من خلال قربها منه، بتحقيق مصالحة تاريخية بينه وبين الرئيس المعزول “عمر البشير”، ما قاد إلى تطور كبير في العلاقات بين (الخرطوم وكمبالا).

اسم مثير للجدل

قبل نحو 7 سنوات، بدأ اسم السودانية “نجوى قدح الدم”، يثير جدلاً سياسياً في البلاد، ولا سيما بشأن الأدوار التي أدتها في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المعزول “عمر البشير” على الصعيد الدبلوماسي. وبرز اسمها ، كواحدة ممن يستعين بهم رئيس مجلس السيادة “عبدالفتاح البرهان”، الذي عينها مستشارة له بعد الاستغناء عن خدماتها في وزارة الخارجية بعد الإطاحة بنظام “البشير”.

وتحفّظت “نجوى” عن الإدلاء بأي معلومات تنفي ، أو تؤكد مشاركتها في هندسة لقاء “البرهان”-“نتنياهو”، واكتفت في تصريح واحد، بالتأكيد أنها حضرت اللقاء بصفتها كبيرة مستشاري الرئيس الأوغندي “يوري موسفيني”، وبصفتها الأخرى سفيرةً في القصر الجمهوري للسودان. وأشارت مصادر عدّة إلى أن “نجوى” ، عكفت على الإعداد للقاء منذ أشهر بالتواصل مع المحامي الإسرائيلي “نيك كوفمان”.

حياتها

وبحسب ما هو معروف عنها، وُلدَت “نجوى عباس أحمد محمد قدح الدم،” وهو اسمها الكامل، في مدينة أم درمان غرب الخرطوم، ودرست فيها كل المراحل، وانتقلت لدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة الخرطوم، التي تخرجت منها عام 1989، وحصلت بعدها على درجة الماجستير في الطاقة المتجددة، ثم التحقت بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ثم جامعة (زيمبابوي). وخلال رحلتها العلمية تزوجت أستاذها، ألماني الجنسية، “أحمد نومان”، قبل أن تنفصل عنه.

دخلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2000 عبر وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وذلك خلال تقديمها “ورقة علمية” في مؤتمر علمي حول كيفية الحصول على الطاقة البديلة عن طريق الهواء – كان من حسن الصدف – وجود مدير (ناسا) ضمن المؤتمر ، والذي أعجب بالورقة ، فطلب منها الالتحاق بـ(ناسا) ، ووافقت فوراً !!.

وفي الوقت الذي أشارت فيه تقارير صحفية إلى حصولها على الجنسية النمساوية، نفت “قدح الدم: ذلك رسمياً، على الرغم من قولها إنه لا يوجد ما يمنع ازدواجية الجنسية في القوانين السودانية.

أتاح لها عملها في منظمة تابعة للأمم المتحدة في أوغندا، فرصة الاقتراب كثيراً من الرئيس “يوري موسفيني”، الذي يعدها مثل ابنته، كما ذكرت “نجوى” بنفسها، في واحد من حواراتها الصحفية.

ويعد نجاحها في تحسين العلاقات السودانية – الأوغندية، سببا في وضعها بمكانة كبيرة وسط النظام السابق الذي وثق بها، ولو ظاهرياً، وكلفها مهمات عديدة، منها إيصال رسائل إلى عدد من الجهات، ومنها كذلك تنسيق الدور السوداني والأوغندي في تحقيق السلام في جنوب السودان.

بعد سقوط نظام البشير في أبريل/نيسان الماضي، بات مصير “نجوى قدح الدم” غامضاً، خصوصاً مع النظرة السلبية تجاه كل من عملوا مع النظام. وفي ظل أحاديث عن ضرورة إطاحة كل السفراء الذين عيّنهم “البشير”، يبدو أن “البرهان” أراد الإبقاء عليها سفيرة في القصر الرئاسي، حتى جاء لقاءه بـ”نتنياهو” لتعود إلى الواجهة من جديد.