aren

كواليس ليلة (البرهان) في (السودان) من القاهرة الى تل أبيبب
الخميس - 4 - نوفمبر - 2021

التجدد الاخباري

البرهان زار القاهرة “سرا” ليلة انقلابه على حمدوك

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن قائد الجيش السوداني “عبدالفتاح البرهان” أجرى سلسلة من التحركات الجيوسياسية الجريئة، في اليوم السابق لانقلابه الأسبوع الماضي، الذي أوقف التحول الديمقراطي في البلاد.

 وذكرت الصحيفة أن “البرهان” بعد أن طمأن المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي “جيفري فيلتمان” بعدم وجود نية لديه للاستيلاء على السلطة، استقل قائد الجيش السوداني طائرة متوجهة إلى مصر؛ لإجراء محادثات سرية لضمان حصول مخططه الانقلابي على دعم إقليمي.

ونقلت الصحيفة عن (3) مصادر مطلعة على اجتماع عقده “البرهان”، بعد وصوله للقاهرة مع الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” أن الأخير، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 2013، طمأن البرهان بوجود دعم لمخططه الانقلابي من السعودية والإمارات.

وبعد عودته إلى الخرطوم، اعتقل “البرهان” عشرات المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم رئيس الوزراء “عبدالله حمدوك”، ثم أعلن في انقلاب عسكري مكتمل الأركان، حل اتفاق تقاسم السلطة بين مكونيها العسكري والمدني، وهو الاتفاق الذي أخرج السودان من 3 عقود من العزلة الدولية.

كان من المقرر أن يسلم “البرهان” ، قيادة المجلس السيادي (أعلى هيئة حكومية انتقالية)، إلى “حمدوك” في نوفمبر/تشرين الثاني. وكانت تلك الخطوة ستجعل المكون المدني متمثلا في “حمدوك” الزعيم الأعلى للبلاد قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2023.

لكن “حمدوك” وفقا للصحيفة لا يحظى بدعم من القاهرة التي لم تكن راضية بقيادته للسلطة في السودان بسبب انفتاح رئيس الوزراء السوداني على السد الإثيوبي الذي تعتبره بمثابة تهديد وجودي لحياة المصريين.

وقالت الصحيفة إن رئيس المخابرات المصرية “عباس كامل”، زار الخرطوم قبل الانقلاب مباشرة، والتقي “البرهان”، لكن الضيف المصري ، تجنب عقد لقاء مماثل “حمدوك”. وذكرت الصحيفة ، أن بجانب موقفه المنفتح على السد الإثيوبي، كان لدى المصريين سبب أخر للشعور بعدم الرضا من رئيس الوزراء السوداني ، وهو احجامه عن تعميق العلاقات مع (إسرائيل)، الحليف الرئيسي للقاهرة الذي اعترفت به الخرطوم العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مستشار للحكومة السودانية قوله إن “رئيس المخابرات المصرية أبلغ البرهان خلال لقائهما قبل الانقلاب مباشرة، أنه حمدوك يجب أن يرحل”. وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية يحاولون نزع فتيل الأزمة من خلال مناقشة تعيين رئيس وزراء مدني جديد، بحسب مستشار السودان ومسؤول أمني أوروبي.

وفي الاحتجاجات المناهضة للانقلاب في نهاية الأسبوع، والتي قال وزير الخارجية “أنتوني بلينكين” إن عددها بالملايين، شجب المتظاهرون “السيسي” باعتباره اليد الخفية وراء الانقلاب، وهتفوا “عبد الفتاح برهان والسيسي.. نفس الشيء”.

البيت الأبيض طلب وساطة إسرائيل

في شأن ذي صلة ، ذكرت تقارير إسرائيلية، مساء الأربعاء، أن إدارة الرئيس الأمريكي، “جو بايدن”، طلبت من إسرائيل استغلال علاقاتها مع القيادات العسكرية في السودان، في محاولة لـ”كبح” محاولة الانقلاب، والعودة إلى المرحلة الانتقالية ، وصولا إلى التحول الديمقراطي ، وتسليم السلطة لحكومة مدنية.

ووفقا لموقع “واللا” الاستخباري الإسرائيلي، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، فإن واشنطن طلبت من إسرائيل استغلال علاقتها بقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح (البرهان)، لإقناعه والقيادة العسكرية في السودان، بالعودة عن الإجراءات الانقلابية التي اتخذها مؤخرا.

وذكرت صحيفة “هآرتس”، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، أن البيت الأبيض طالب إسرائيل باستغلال العلاقة القائمة وقنوات الاتصال المفتوحة بين الأوساط الاستخباراتية في إسرائيل والقيادات العسكرية في السودان، لافتة إلى أن إسرائيل تعاملت بإيجابية مع الطلب الأميركي.

يأتي ذلك في أعقاب التقارير حول زيارة أجراها وفد إسرائيلي ، يضم ممثلين عن “جهاز الموساد”، إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، خلال الأسبوع الماضي، واجتماعه بقيادات في الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع شبه النظامية.

وأشارت التقارير إلى أن التوجه الأمريكي لإسرائيل في هذا الطلب، طرح لـ(أول مرة) خلال مباحثات هاتفية أجريت بين وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في أعقاب الانقلاب العسكري في السودان، في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وبينما امتنعت إسرائيل عن إصدار إدانة رسمية للانقلاب العسكري في السودان، ذكرت “هآرتس” أن مساعي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على توطيد العلاقات مع جهات رسمية في السودان تواصلت منذ الإعلان عن انضمام الخرطوم إلى “اتفاقيات أبراهام” لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتواصلت خلال الأسابيع الماضية.

وترغب واشنطن بأن تقوم إسرائيل، بممارسة ضغوط حثيثة على البرهان، ودفعه إلى التراجع عن الانقلاب، بحسب “واللا”، وأشار الموقع إلى العلاقات التي تجمع البرهان مع مسؤولين في الموساد وفي مجلس الأمن القومي التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، منذ أن قاد مسار التطبيع.

وكان البرهان قد دشن بنفسه أولى خطوات التطبيع، حينما التقى بمدينة عينتبي الأوغندية في شباط/ فبراير 2020 برئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، في خطوة وجدت معارضة من حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، التي رأت وقتها أن رئيس مجلس السيادة، البرهان، يتجاوز صلاحياته السيادية، ويتغول على صلاحيات الحكومة التنفيذية.

ووفقا لموقع “واللا”، فإن الوفد الإسرائيلي الذي توجه إلى الخرطوم مؤخرا، ضم ممثلين عن الموساد، واجتمع بقيادات عسكرية. ونقل الموقع عن “دبلوماسي غربي” (لم تسمه) قوله إن الوفد الإسرائيلي اجتمع بقائد ثاني قوات الدعم السريع، الفريق “عبد الرحيم دقلو”.

وكان وفد عسكري برئاسة دقلو، قد زار( إسرائيل والإمارات) قبل أيام من انقلاب البرهان؛ وأجرى الوفد العسكري السوداني مباحثات مع المسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وجهات أخرى في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وأشارت التقارير إلى أن قيادة الانقلاب في السودان تراهن على الدعم الإسرائيلي للخروج من العزلة الدولية في ظل الإدانات الدولية التي أعقبت الانقلاب، والتأكيد على الاعتراف الدولي بشرعية حكومة عبد الله حمدوك.

وكان البرهان قد أكد أن بند التطبيع مع إسرائيل على رأس أجندته بعد الاستيلاء على السلطة؛ وأكد، يوم الثلاثاء الماضي، خلال أول مؤتمر صحافي بعد تنفيذ الانقلاب، على الرؤية السابقة للقيادة العسكرية حول التطبيع مع إسرائيل، كمدخل للانفتاح مع العالم، مشيرا إلى أن “بعض الأحزاب العقائدية في حكومة رئيس الوزراء هي التي أعاقت المضي قدمًا في إكمال حلقات التطبيع”.