خاص \ حصري
التجدد الاخباري – مكتب (واشنطن + بيروت)
كشفت أجهزة استخبارية أطلسية ، لموقع “التجدد الاخباري” ، عن كواليس الساعات الاخيرة ، قبيل توقيع ما اصطلح على تسميته “اتفاق بكين” بين الممكلة السعودية والجمهورية الايرانية .
فبعد مرور أكثر من أربعة أيام على الاتفاق بين (السعودية) و(إيران) برعاية الصين، لم تتضح بعدُ كل التفاصيل حول هذا الإعلان المهم ، خصوصاً لناحية توقيته ، والظروف التي ساهمت ، أو دفعت للتوصل إليه ، فضلاً عن تداعياته الواسعة على المستويين الإقليمي والدولي.
“التجدد” الاخباري ، وفي مواكبة لدخول بكين على خط الوساطة بين الرياض وطهران منذ 5 شباط\ فبراير الماضي ، حيث قدم الرئيس الصيني شي جينبينغ ، اقتراحه خلال قمم الرياض الصينية ـ العربية ، وأن هناك مسعى صينياً لاستضافة بكين قمة خليجية – إيرانية ، حصل (التجدد الاخباري) على معلومات جديدة ، تُلقي الضوء على المزيد من التفاصيل حول هذا الحدث المهم.
وأكدت المصادر (بعضها) كان مسؤولاً عن تنسيق الاتصالات بين طهران وبكين حول الوساطة الصينية مع الرياض، أن الصينيين أنفسهم لم يكونوا يتوقعون الموقف السعودي الإيجابي قبل أسبوعين.
وقال المصدر لـ “التجدد”، إن الجانب السعودي اتصل قبل أسبوعين ببكين، وذكر أن لديه شروطاً غير قابلة للتفاوض، وإذا كان الجانب الإيراني لديه الاستعداد للقبول بهذه الشروط دون أي بحث، فليرسل وفداً إلى بكين لوضع اللمسات النهائية ، وتوقيع الاتفاق.

ولفتت “مصادر التجدد” إلى أن هذه الشروط السعودية ، بحثها (بشكل حصري) ، رئيسا وفدَي البلدين في بداية الأيام الأربعة من المفاوضات ، التي قادت إلى إعلان الاتفاق، مضيفة أن هذه الجلسات جرت بدون حضور أي ممثلين صينيين ، ولا حتى مترجمين، باعتبار أن الأمين العام للمجلس الأعلی للأمن القومي الإيراني “علي شمخاني”، هو إيراني عربي يتكلم اللغة العربية بطلاقة.
وبحسب المصادر ذاتها ، فقد وُضِعت على طاولة المفاوضات (لاحقاً) جميع الملفات الأمنية المتفق عليها خلال خمس جولات من الحوار بين البلدين على مدى عامين.
لكن مفتاح اللغز، كان الاتفاق الخاص الذي تم بين “شمخاني” ورئيس الوفد السعودي مستشار الأمن الوطني السعودي “مساعد العيبان”، والذي بدل الجو العام ، ودفع نحو إتمام المفاوضات بنجاح.
وفي هذا الاطار ، أوضحت المصادرنفسها ، أنه لا يملك أي معلومات عما تم تداوله خلال الاجتماع الثنائي، لكن الانطباع العام لدى الوفد الإيراني ، كان أن السعوديين يريدون ضمانات خاصة غير علنية من الإيرانيين ، وقد حصلوا عليها بالفعل.
وذكرت (المصادر) أن بكين أكدت للجانبين ، أنها مستعدة لضمان الاتفاق، وفي حال وجدت أي انتهاك لبنوده لن تقف مكتوفة الأيدي، وستواجه الطرف المنتهِك بحقيقة أن انتهاكاته تمس مباشرة بهيبة الدبلوماسية الصينية ما قد يؤثر على العلاقات بين البلدين.
وكشفت (المصادر) أن الجانب الصيني عمل على إعداد تفصيلي ممتاز للمفاوضات، بعد أن درس القضايا الخلافية بين الجانبين، والثغرات والمحدودية في الوساطتين العراقية والعمانية، حتى أنه لم يبلغ واشنطن بالمفاوضات، كما جرت العادة بين البلدين، حيث تتقاطع مصالحهما، تاركاً المجال للرياض لإبلاغها في اللحظة الأخيرة دون أي تنسيق مسبق، كما كان يحدث في جلسات الحوار التي جرت سابقاً في بغداد.
وأشارت هذه (المصادر) إلى أن الصين قدمت وعوداً للجانبين بالاستثمار الاقتصادي في المنطقة ، مشترطة إنهاء كل الملفات والنزاعات المباشرة ، أو بالوكالة بينهما.
وبيّنت تلك المصادر، أن بكين تبحث الآن، بعد نجاحها في هذه الوساطة، أن تلعب دوراً أساسياً في مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي، إذ إن الروس كانوا يلعبون هذا الدور سابقاً، لكن بعد الحرب الأوكرانية ، خفّض الأوروبيون والأمريكيون ، اتصالاتهم مع المندوب الروسي الدائم في المنظمات الدولية “ميخاييل أوليانوف”.
وقالت المصادر إن الصين ما زالت مصرّة على خطتها المكونة من 12 بنداً لحل الحرب في أوكرانيا، وتتوقع أن يؤدي نجاحها في حل الخلاف الإيراني- السعودي إلى فتح المجال لوساطتها بين أوكرانيا وروسيا.
في هذا السياق، كشفت وكالة «رويترز» أن الرئيس الصيني شي جينبينغ ، يعتزم السفر إلى موسكو قريباً، وربما الأسبوع المقبل، للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسيعقد بعد ذلك لقاءً عبر الفيديو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، سيكون الأول من نوعه منذ بدء الحرب في فبراير 2022.