الرئيس الامريكي “جو بايدن” في المنطقة ، يجتمع مع العرب في مدينة (جدة) السعودية ، قادما من زيارة لاسرائيل.
تحضيرا لهذه الزيارة ، و استباقا لها ، جرت نشاطات ، وأطلقت تصريحات حول مايجب أن تنجزه هذه القمة ، حتى يصح القول : (ان امريكا تعود الى الشرق الاوسط) ، فماهي هذه العودة ، وكيف ستتحقق ؟!
من يقرأ ماكتبه بايدن في الـ(واشنطن بوست) للاجابة عن سؤال: “لماذا اذهب الى الشرق الاوسط؟” ، يستطيع ان يستخلص اجابة الرئيس الامريكي كمايلي : (أنا ذاهب الى السعودية لاحقق مصالح امريكية في الطاقة “نفط + غاز” ، وفي الاستقرار العالمي) ، لذلك ربما رأى كثيرون ان مقال بايدن ، موجه للداخل الامريكي ، كي يطمئنه انه ذاهب الى جدة لمصلحته.

وبالتوازي ، فان أستاذا في العلوم السياسية ، ومراقبا جيدا لتطورات المنطقة والعالم ، يقول : ان بايدن يستهدف من زيارته ، هدفين اثنين. وكل أمر آخر، هو للتطريز الكلامي. وهذان الهدفان، هما :
أمن الطاقة ، وأمن اسرائيل.
أمن الطاقة بزيادة الانتاج للتعويض عما تنتجه روسيا ، ويخضع للمقاطعة الغربية.
وأمن اسرائيل يتعمق بالمنطقة عبر تعميق ، وتوسيع “اتفاقات ابراهام”.
وبناء على هذ الرأي ، فان مسألة ايران ونشاطها في المنطقة ، هو شأن اقليمي ، متروك لدول المنطقة ، ولن تهتم به واشنطن الا باعلان الموقف الفلكلورية تجاه البرنامج النووي ، أو النشاطات المزعزعة للاستقرار.
بالمقابل ، ماذا يريد العرب ، وخاصة الدول الخليجية من القمة مع بايدن؟
السعودية ، تعلن انها تتعامل مع أمن الطاقة من خلال الحفاظ على توازن الاسواق الدولية ، وقد لاقاها بايدن بالقول : السعودية تستعين بخبراء في مجال تسويق النفط ، أي أنه يثق بما ستقرره في هذا المجال . والأهم من أمن الطاقة بالنسبة للسعودية والدول الخليجية ، هو “امن الخليج” ، حيث يريدون من بايدن ، اشراكهم في مفاوضات البرنامج النووي الايراني ، كما يريدون موقفا امريكيا حاسما ونشطا ضد ايران ، وتمددها في المنطقة .
من جهته الملك عبدالله الثاني (ملك الأردن) ، اقترح تشكيل “ناتو عربي” ، محدد البنية والمهام ، ووزير الدفاع الاسرائيلي (بني غانتس)، كان قد أعلن عن تعاون جوي اسرائيلي خليجي ، قال انه فاعل ، وأفشل عددا من هجمات المسيرات ضد الخليج. طبعا ، سيحرص القادة العرب على المطالبة بانجاز سلام مع الفلسطينيين وفق المبادرة العربية ، وحل الدولتين.
هل يمكن ان يحققق العرب ، انجازا من هذه القمة ؟ وهل يستقيم التحالف مع اسرائيل قبل استكمال التحالف بين الدول العربية ؟ ولماذا لا تقوم (السعودية والامارات) بدورهما ، كمركز استقطاب عربي يجمع الدول العربية ، ولوعلى حد ادنى من التضامن ؟
ورغم كل مابين الدول العربية من حساسيات واختلافات ، فان مواجهة المخاطر ، والتهديدات ، تلزمهم جميعا بالتعاون ، كتحالف واحد ، وكتلة واحدة. على الارجح ، ستثبت قمة بايدن ، انه لا دور للعرب يحفظ كامل مصالحهم ، الا باستعادة تضامنهم وتجاوز خلافاتهم ، فهل يفعلون ، وهل هم فاعلون ؟!.