(خاص)

ريتشارد سبنسر
\التجدد الاخباري\
نشرت صحيفة ذا”تايمز”، تقريرا تحليلياً للكاتب (ريتشارد) سبنسر ، تناول فيه خطط الولايات المتحدة ،لمواجهة إيران عسكريا .
وقال كاتب التقرير إن الخطة التي ستتبعها الولايات المتحدة لشن حربها على إيران ،مختلفة تماما عما تخطط له طهران. وأضاف أن الأجهزة الأمنية ،التابعة لكلا البلدين ،مدركة لهذا الأمر، إلا أن هناك اختلافا بين تفكير الأجهزة الأمنية والساسة، وهنا يكمن الخطر.
وأردف أن الولايات المتحدة تؤمن بالقوة العسكرية الساحقة، وهذا يمكن لمسه بنشرها أساطيل حاملات طائراتها في أرجاء العالم، مضيفاً أن التحضيرات العسكرية الإيرانية مختلفة. وتابع بالقول إن ثمة اجتماعاً مهماً جرى في (بيروت) مؤخراً ، جمع بين قائد فيلق القدس التابع الحرس الثوري الإيراني، الجنرال (قاسم) سليماني ،والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي (زياد) نخالة.

نخالة وسليماني
وأردف أن طهران لطالما كانت الداعم الأكبر لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، إلا أن الاثنين كانتا في اتجاهين مختلفين في التعامل مع الحرب في سوريا. وأشار إلى أن ما حدث الأسبوع الماضيـ في (قطاع غزة) ،الذي تعرضت لضربات مكثفة من الجيش الإسرائيلي، يؤكد أن طهران ليس لديها نية بضرب الأهداف الأمريكية بشكل مباشر، لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار، إلا أنها تستطيع استفزاز “إسرائيل” ،وجرها لمثل هذه الإجراءات المتطرفة ضد جيرانها.
ويرى كاتب التقرير، أنه من غير المرجح أن يؤدي انتشار حاملات الطائرات الأمريكية والصواريخ إلى شن حرب، إلا أنها تخلق جواً مثيراً لا يفهمه السياسيون ، كما أنها تدفع لخروج الأحداث عن نطاق السيطرة. وأضاف أن الفلسطينيين ، يهددون بإشعال انتفاضة ثانية ، إذا قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنكار حقهم بالاعتراف بدولتهم.
وختم بالقول إن ترامب قالها بشكل صريح ، إنه يريد التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران ، وليس شن حرب عليها، الأمر الذي يؤيده نظيره الايراني (حسن) روحاني.
وكانت الخارجية الأمريكية ، نشرت (منذ قليل) على “تويتر” ، مقطعاً مصوراً ، تحت عنوان “بمنتهى الوضوح- فيلق القدس الإيراني”، تتحدث فيه عن قواعد تدريب يقيمها الحرس الثوري الإيراني في لبنان والعراق.
وذكر حساب “فريق التواصل الإلكتروني” التابع للخارجية الأمريكية عبر حسابه على “تويتر”، أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري يدرب ويسلح ويجهز “مليشيات تابعة له” في معسكرات تدريب في لبنان، وكذلك في إبران”، مضيفا أن “الهدف من ذلك هو استخدام هذه المليشيات في حروب الوكالة، وإشاعة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط”.
ويسلط بداية الفيديو ، الضوء مباشرة على “دور الحرس الثوري الأساسي في الشرق الأوسط، وتنافس إيران مع الولايات المتحدة، وسعيها بالتالي إلى تدريب قوات غير خاضعة لسيطرة الدولة الإيرانية، ومن ضمنها المليشيات الشيعية في العراق وحزب الله في لبنان”.
وعرض الفيديو مجموعة من الخرائط، أشار إلى أنها تعود إلى مراكز تدريب وتسليح تابعة لفيلق القدس على الحدود الشرقية في منطقة “البقاع”،عند الحدود مع سوريا.
وقال مدير مشروع التهديد العابر للأمم المستشار السابق في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سيث) جونز، إن “هدف إيران من هذه القاعدة في لبنان هو تطوير قدرات حلفائها المحليين”.
وجاء في الفيديو، أن إيران لديها قواعد مماثلة لقاعدة البقاع ، مثل منشأة (الإمام علي للتدريب) في ضواحي طهران ، والتي تستخدمها لتدريب الأشخاص للقيام بعمليات حرب العصابات، والحروب ذات السيناريوهات غير التقليدية ، ويمكن التدريب داخل مثل هذه المنشأة على محاكاة القتال في المناطق السكنية.
سيناريوهات المواجهة
ومع تصاعد التوترات أخبرا بين واشنطن وطهران ، بدأ العديد من الخبراء والمراكز الابحاث الداعمة لصنع القرار ، في وضع سيناريوهات متعددة ، لما قد تؤول إليه الأوضاع الراهنة.
وهنا،لمحة سريعة على سيرة التصعيد الامريكي الايراني ، ففي العام 1988،كانت اشتبكت الولايات المتحدة مع إيران (بحريا) ، بعدما تضررت سفينة أمريكية جراء اصطدامها بلغم إيراني في الخليج.
وكانت فرقاطة الصواريخ الموجهة “يو إس إس صمويل روبرتس” قد اصطدمت بلغم ،أثناء سيرها في الخليج،ضمن عملية “إيرنيست ويل”، التي خصصت لحماية ناقلات النفط الكويتية، خلال “حرب الناقلات” بين العراق وإيران. وفي يوم 18 أيار/مايو، أطلقت الولايات المتحدة ،عملية “فرس النبي” للرد على الاعتداء الإيراني، حيث دمرت السفن الأميركية منصتي تجسس إيرانيتين، وسفينة دورية، وفرقاطة ،وأصابت أخرى.
سفينة (سهناد) الإيرانية بعد إغراقها من قبل القوات الأميركية في عملية “فرس النبي”
الدفع نحو هرمز
الموقع الالكتروني لمجلة “ناشيونال إنترست” ، وفي تحليل لسيناريو الحرب البحرية بين أميركا وإيران، وضع مقالة للأستاذ في علوم الاستراتيجية البحرية بكلية الحرب البحرية (جيمس هولمز)، ذكر فيها ان طهران ستعتمد في هذه الحرب على الاستفادة من الجغرافيا البحرية.

جيمس هولمز
وأضاف هولمز ،أن طهران يمكنها من خلال الاستفادة من الجغرافيا البحرية، شن هجمات غير منتظمة داخل وحول مضيق “هرمز”، حيث يعتبر هذا المكان ،مألوفا للبحارة الإيرانيين، كما أنهم سيتمتعون بالتفوق البري قبالة الشواطئ المحيطة.
وأشار الكاتب إلى أن السفن ،التي تعبر من مضيق هرمز ،تكون دائما في مرمى الأسلحة الإيرانية المنصوبة على الشاطئ، مثل صواريخ الكروز، والطائرات التكتيكية، بالإضافة إلى أسراب القوارب الصغيرة ،التابع للحرس الثوري الإيراني.
ويضيف الخبير الأميركي، أنه حتى لو عبرت السفن بسلام من المضيق، فإنها تظل تحت تهديد القوات الإيرانية الموجودة في جزر (أبو موسى) و(الطنب)، مضيفا أن كل هذه العوامل تجعل المعركة مع إيران غير سهلة.
ويرى هولمز، بأن المعركة مع إيران في حال اندلاعها ،لن تكون معركة بحرية بالمعنى المعروف، بسبب عدم وجود مساحات مائية شاسعة كـ(المحيط) ، حتى تتقاتل الأساطيل وجها لوجه، بالإضافة إلى استخدام إيران للألغام ضد السفن الكبيرة ،كحاملات الطائرات، والطرادات، والمدمرات. ويقول الكاتب ، إن البحرية الإيرانية ،ستضع جهدها وقواها النيرانية في أضيق نقاط المضيق ،وأكثرها تعقيدا، حيث يتم معرفة مكان وجود العدو مسبقا، ويتم استهدافه بسهولة فيما يكون هروبه صعبا.
عقبات في الخطط
أما الباحث المتخصص في شؤون الأمن والدفاع، كايل (ميزو كامي)، فإنه يرى في مقاله بمجلة (ناشيونال إنترست)،أن البحرية الإيرانية ،تولي اهتماما خاصا في كيفية إغراق حاملة الطائرات، ففي كانون الثاني/يناير 2015، ادعى قائد البحرية الإيرانية بالحرس الثوري، علي (فدوي)، بأن قواته قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية.

ميزو كامي
وفي الشهر اللاحق ،أثناء النسخة التاسعة من مناورات “النبي الأعظم” الإيرانية ،التي أجريت في مضيق هرمز، تم إغراق مجسم ضخم يحاكي حاملة طائرات أمريكية، باستخدام أسراب من الزوارق وصواريخ مضادة للسفن وألغام، بالإضافة إلى إنزال قوات كوماندوز على سطح المجسم.
لكن الأمر ليس بهذه السهولة، إذ إن نطاق مرمى الأسلحة الإيرانية لا يصل لحاملات الطائرات الأمريكية، فمدى صاروخ الدفاع الساحلي الإيراني “غدير” يصل إلى (186) ميلا فقط، أي أقل من مدى صاروخ مقاتلة F/A-18E/F أميركية، وينطبق الأمر على السلاح الجوي الإيراني أيضا. كما تواجه إيران مشكلة في القوة النيرانية، إذ لا تمتلك رؤوسا تفجيرية ،قادرة بالفعل على إغراق حاملة طائرات أمريكية.
أما المشكلة الثالثة ،هي أن حاملات الطائرات الأمريكية لن تقترب من القوات الإيرانية بالشكل الذي يجعلها هدفا لمرمى النيران الإيرانية. المشكلة الرابعة ،التي ستواجه إيران، هي مدمرات الصواريخ الموجهة من طراز “أرلي بورك”، التي تحتوي على نظام مضاد الصواريخ البالستية، بالإضافة إلى نظام رادار “إيجيس” المتطور، وبذلك تكون الحاملة محمية من الصواريخ البالستية.
مواجهة غير مباشرة
مركز أبحاث الكونغرس الأمريكي من جانبه، وضع سيناريو للمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي قد يلجأ فيها نظام طهران إلى إغلاق المضيق. وجاء في الدراسة التي نشرها المركز في عام 2012 ، أن إغلاق المضيق لن يكون صريحا كما يروج له النظام الإيراني ، وإنما سيعتمد على تكتيكات (التعطيل والتهديد والمضايقة وخلق حالة من عدم الاستقرار في منطقة الخليج).
وتعتقد إيران أنها باتخاذ تلك الخطوات ستدفع الولايات المتحدة وحلفاءها للتفكير مجددا قبل زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية عليها. ويقول تقرير المركز إن إيران قد تبدأ بمستوى عنف منخفض ، ليزيد تدريجيا مع مرور الوقت، أو أنها قد تلجأ لاستخدام خيارات شديدة العنف منذ البداية.
تكتيكات إيرانية في اطار التنفيذ:
– إعلان إغلاق مضيق هرمز ومناطق أخرى في الخليج أمام السفن من دون الإعلان صراحة عن مصير السفن التي تحاول الإبحار في تلك المناطق.
– الإعلان بشكل أوضح أن السفن التي تحاول عبور المضيق أو مناطق في الخليج ستكون عرضة للاعتراض والاحتجاز أو الهجوم.
– استخدام القوارب السريعة أو مركبات بحرية أو جوية أخرى لمضايقة أو سد الطريق أمام السفن والتهديد بإطلاق النار على السفن العابرة للمضيق أو مناطق أخرى في الخليج.
– استخدام المعدات العسكرية المذكورة سابقا بالإضافة لصواريخ منصوبة على الشاطئ ومدفعية وصواريخ كروز وغواصات صغيرة وغواصين لمهاجمة السفن العابرة بشكل ممنهج أو سفن بعينها إذا حاولت عبور المضيق أو الإبحار في مناطق بالخليج.
– تلغيم المضيق وربما مناطق أخرى من الخليج.
– إعلان أن السفن الأجنبية المبحرة خارج المضيق (خليج عمان) ستكون عرضة للهجوم.
– استخدام الغواصات والسفن والطائرات وصواريخ كروز منصوبة على الشاطئ في الهجوم على السفن الأجنبية العاملة خارج المضيق.
كما يتوقع المركز أنه في حالة ردت الولايات المتحدة وحلفائها على إيران ، فإن خيارات طهران قد تتسع لتشمل التهديد باستخدام الصواريخ البالستية والغواصات والقوات الخاصة والطائرات، لقصف أهداف عسكرية واقتصادية في الجانب الغربي للخليج ، وأضاف التقرير أن إيران ربما توجه عملياتها العسكرية ضد أهداف في منطقة الخليج ،أو خارجها.