aren

قتل “جوليان أسانج” بقلم : فيليب جيرالدي
الأحد - 17 - نوفمبر - 2019

صور من عملية اعتقال “أسانج “

\ترجمة\ التجدد الاخباري- بيروت 

في مطلع شهر تشرين الثاني \ نوفمبر ، أطلق خبير في التعذيب، يعمل لدى الأمم المتحدة ، تحذيراً صارخاً، بقوله إن المبلغ عن المخالفات الأسترالي “جوليان أسانج”، معرض لخطر الموت ، نتيجة لظروف احتجازه شديدة القسوة في سجن بريطاني.

الخبير الذي أطلق هذا التحذير القاتم، هو السويسري (نيلس ميلزر)، المشهور عالمياً، والذي قام في أيار\مايو الفائت بزيارة أسانج في سجن “بلمارش” البريطاني، حيث يخضع لحبس انفرادي. ويشكل تحذيره شهادة على نفاق الحكومتين البريطانية والأمريكية – اللتين تلقيان محاضرات على دول أخرى عبر العالم بشأن الديمقراطية، والقانون الدولي، واحترام حقوق الإنسان.

فيليب جيرالدي

والمرء يمكنه تصور الصرخات الهستيرية، التي كانت حكومات ووسائل إعلام العالم الغربي ستطلقها ، لو كان أسانج محتجزاً في سجن روسي (مثلاً).

وأسانج (48 سنة)، محتجز في سجن في لندن ، يخضع لإجراءات أمنية قصوى منذ نيسان\ ابريل، حين سحبت حكومة الإكوادور ، قرارها ، بمنحه اللجوء، وسمحت للشرطة البريطانية باقتياده عنوة من سفارتها في لندن إلى السجن. ويشكل اعتقاله بهذه الطريقة، انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

وكان أسانج قد عاش في سفارة الإكوادور، لمدة نحو سبع سنوات ،كلاجئ سياسي بعد أن لجأ إلى السفارة ، لتخوفه من أن تسلمه بريطانيا إلى الولايات المتحدة.

وكان يتعين على السلطات البريطانية، أن تطلق سراح أسانج في يوم 22 أيلول\ سبتمبر عندما انتهت فترة سجنه، بسبب خرقه لقوانين الإفراج المشروط من السجن، ولكن بدلاً من ذلك، أمر قاض بريطاني باحتجازه حتى العام المقبل، ما سيتيح تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وفي حال تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة، فسوف يحاكم بتهم تتعلق ب«التجسس»، ما يعني أنه سوف يواجه حكماً بسجنه لمدة قد تصل إلى 175 سنة. وقلائل فقط في العالم ، يعتقدون أن أسانج يمكن أن يواجه محاكمة عادلة في بريطانيا أو الولايات المتحدة. وفي الواقع، منعته سلطات السجون البريطانية من الاتصال بالمحامين ، الذين يتولون الدفاع عنه.

واتهامات «التجسس» الأمريكية الموجهة إلى أسانج ، مرتبطة بقضية نشر موقع الإنترنت «ويكيليكس» (المتخصص في نشر تقارير ووثائق خاصة وسرية من مصادر صحفية، ونشر تسريبات إخبارية، والذي كان يديره أسانج) ، وثائق عديدة تفضح ارتكاب الولايات المتحدة وبلدان أخرى أعضاء في حلف الأطلسي جرائم حرب على نطاق واسع في العراق، وأفغانستان، وأماكن أخرى، وتلك الوثائق ، كشفت أيضاً تجسس استخبارات أمريكية وغربية أخرى حتى على مواطنيها، في انتهاك لقوانينها الوطنية ذاتها.

وأسانج ، هو مؤسس موقع «ويكيليكس»، المؤسسة الدولية التي لا تسعى للربح، والمتخصصة في نشر وثائق سرية ، يسلمها إليها مبلغون عن مخالفات (كاشفو أسرار) ، يشترطون عدم ذكر أسمائهم، وقد أتاح أسانج للرأي العام العالمي ، معلومات حيوية ، أثبتت انتهاكات منهجية للقوانين الوطنية والدولية ، ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفاء لها، وهو بذلك أصبح مضطهداً على غرار سابقيه المبلغين عن المخالفات ، إدوارد سنودن ، وبرادلي مانينغ (الذي اتخذ لنفسه الاسم الأنثوي تشيلسي مانينغ بسبب ميوله الجنسية). وفي حين تمكن سنودن من الفرار إلى روسيا ، وطلب اللجوء (وهو ما حصل عليه)، فإن مانينغ سجن مرات عدة.

يذكر ، أن الخبير السويسري (نيلس ميلزر)، هو خبير دولي في مسائل انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب، وبعدما زار أسانج في سجنه البريطاني في أيار\مايو، كشف أن أسانج، يعاني نفسياً وجسدياً نتيجة لأشكال من التعذيب، وقال إن أسانج معرض حتى لخطر الموت.

وفي الأول من تشرين الثاني\نوفمبر، تحدث ميلزر في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، قائلاً: إن «صحة أسانج تدهورت تدريجياً نتيجة لجزع وخوف شديدين، وشعور باليأس نتيجة لسجن انفرادي اعتباطي على مدى فترة زمنية طويلة». وأطلق ميلزر ، دعوة إلى العالم ، لكي يحمي صحة وكرامة “أسانج”.

https://www.strategic-culture.org/news/2019/10/31/killing-julian-assange-justice-denied-when-exposing-official-wrongdoing/

فيليب جيرالدي – ضابط عمليات سابق في وكالة المخابرات المركزية في أوروبا والشرق الأوسط ، ودكتوراه في التاريخ الأوروبي.