
التجدد – مكتب بيروت
ومنهم من ينتظر دوره
في معهد “فعالية الدولة”، كتب الرئيس الأفغاني (الهربان) حاليا ، أشرف غني عام ٢٠١٢ ، ورقة بحثية ، بعنوان : «التحضير للمرحلة الانتقالية السورية»، حيث ناقش فيها ، سيناريوهات الانتقال السياسي في سوريا بدون الرئيس بشار الأسد . ويقول الخبر : انه بعد ٩ سنوات من تاريخ صدور هذا البحث ، فان هذا الرئيس الذي لا هو (أشرف)، وأيضا “غبي”- مع كامل التقدير للخلفية الاكاديمية والبحثية التي ياتي منه- يحزم حقائبه ، مغادرا أرض وطنه (أفغانستان) ، حتى من دون أن يسلم السلطة إلى حكومة انتقالية ، ولو كانت بقيادة وحوش الاسلام الاصولي “طالبان”.
رئيس مفكر احاط نفسه بأمراء الحرب
غني خريج جامعتي “بيركلي وجونز هوبكنز” الأمريكيتين. أمضى حياته منذ فترة السبعينيات في الولايات المتّحدة الأمريكية، وحصل هذا البشتوني النحيل ، المنحدر من قبيلة (أحمد زاي) على درجة الدكتوراه في مجال “الأنثروبولوجيا الثقافية”. بعد أن احتلت امريكا أفغانستان، توجّه هذا (غني) مرة أخرى إلى وطنه أفغانستان.
في عهد حامد (كرزاي)، تم تعيينه وزيرًا للمالية. وضمن هذا السياق لم تكن التجارب التي خاضها في نهاية التسعينيات لدى البنك الدولي في واشنطن ، مزعجة بالنسبة له. وبعد ذلك عمل “غني”، عدة أعوام رئيسًا لجامعة كابول. في تمهيد مدروس من حيث صناعة الصورة في وطنه ، اسمًا لرجل مثقّف ، ومتعلم صاحب رؤية، يتميّز عن الكثيرين من الرجال في أفغانستان. على الطريق نحو تكريس هذه الصورة في أذهان الجميع داخل بلده أفغانستان وبالخارج ، اعتبرته مجلة الـ”فورين بوليسي” الأمريكية الشهيرة في عام 2010 من ضمن أهم (مائة مفكّر) في العالم.
التحالف مع الجنرال -دوستم
أثار “غني”، الكثير من الانتقادات ضدّه من خلال اختياره ، أمير الحرب الأوزبكي (المجرم) عبد الرشيد دوستم ، نائبًا له. ويتم تحميل دوستم ، المسؤولية عن جرائم كثيرة، بيد أنَّه جلب للبشتوني (غني)، أصوات الأقلية الأوزبكية في شمال أفغانستان.
وفي حين أنَّ الشعب الأفغاني قد أثبت اختياره الديمقراطية، أظهرت القيادة السياسية في أفغانستان مرة أخرى ، أنَّها غير مستعدة للديمقراطية. لذلك فإنَّ ما تعرف باسم (حكومة عني ) الهشة ، ستتكوّن من أمراء الحرب وستتشكل من أباطرة تجارة المخدّرات ، وغيرهم من الذين كانوا في السابق، أي في عهد (كرزاي)، أصحاب الكلمة المسموعة. وهم يعتبرون الآن أيضًا الفائزين الحقيقيين. وذلك لأنَّ المساعدات المالية سوف تستمر – على الأرجح – في التدفّق إلى جيوبهم، بينما ستبقى مكانة سلطتهم مثلما هي من دون أي مساس ، أو تغيير.


منح الحصانة لجنود حلف الناتو
في تقدي العديد من الجهات المتابعة للشأن الافغاني ، أنه – على الارجح- الرئيس الهارب (غني) لم تكون لديه سوى مساحة سياسية ضئيلة،وبصرف النظر عن ذلك فإنَّ الولايات المتَّحدة الأمريكية (أيضًا)، تريد الاستفادة منه(غني) ، فقد تم تقرير قيام هذا الرئيس الجديد في اليوم الأوّل بعد أدائه اليمين الدستورية بالتوقيع على “اتّفاقية الشراكة الاستراتيجية” (الاتّفاقية الأمنية الثنائية) مع الولايات المتّحدة الأمريكية. والتي كانت تصر واشنطن على توقيع عليها بحكم انها تنظم مستقبل القوّات الأمريكية في أفغانستان بعد عام 2014.
وتنص هذه الاتّفاقية على أمور من بينها الاستمرار في منح الحصانة لجنود حلف الناتو في أفغانستان وعدم ملاحقتهم قانونيًا وجنائيًا. ومن خلال توقيع الرئيس أشرف غني على هذه الاتّفاقية سوف تتمتّع في المستقبل الأعمال التي تتعرّض لأشد الانتقادات – مثل المداهمات الليلية وغارات الطائرات المسيّرة بدون طيّار وعمليات خطف “المتّهمين بالإرهاب” والجرائم الأخرى – بوضع قانوني. وبينما كان قد امتنع سلفه (حامد) كرزاي بشدة عن التوقيع على هذه الاتّفاقية. فان (غني) ، كان قد أعلن منذ البداية عن أنَّ توقيع هذه الاتّفاقية ، سيكون أوَّل إجراء رسمي ، يتّخذه.