باقتراب موعد انتخابات الكنيست الثالثة التي تجريها دولة العدو الصهيوني خلال أقل من عام, وبعد فشل اي من الكتلتين الكبيرتين, الاولى الفاشية التي تقوم على تياريّ الصهيونية القومية و الديني الحريدي بقيادة حزب الليكود, والثانية التي برزت فجأة في فضاء الدولة العنصرية بتشكيل حزب حمل اسم ازرق/ابيض (وهما لونا علم دولة الاحتلال) تكوّن من ثلاثة احزاب هي حزب يش عتيد (يوجد مستقبل بزعامته يئير لبيد) والثاني حزب «تيلم» برئاسة وزير الدفاع الاسبق اليميني المتطرف الجنرال موشيه يعلون, والثالث هو ازرق/ابيض الذي أسّسه رئيس الاركان الاسبق/مجرم حروب غزة بيني غانتس, بمشاركة جنرال آخر ترأس هيئة اركان جيش العدو…غابي اشكنازي, واتفقوا على اسم حزب غانتس (كاحول – لافان) كونه جديداً يجذب مزيداً من الاصوات, في مجتمع تمت عسْكرته ويعيش على «حد السيف», كما يحلو للصهاينة التبجّح قاصدين القول: انهم مُهدَّدون ومحاصرون من قبل مجتمعات عربية ارهابية, تُمجّد سفك الدماء «وتحسد» «الفيلاّ» الصهيونية التي انبثقت في غابة عربية متوحشة.
نقول: باقتراب موعد الانتخابات (2/3), ثمة حقائق آخذة في التشكّل والبروزعلى نحو يصعب فيه تسويق الجنرال غانتس منافس نتانياهو الاول، كون يداه ملطّختين بالدماء,لا يختلف عن نتانياهو وليس اقل تطرفاً من الاخير, ولا يسمح بفتح كوّة في جدار التعنّت والتطرّف اللذين ميزا حقبة نتنياهو المتواصلة لعشر سنوات.
ليس ثمة ما يمنح منطق المُعسكر الذي ينتظر صعود غنتس، اي فرصة للقبول, إذا ما رصدنا مواقف غانتس السياسية وبخاصة بعد اعلان صفقة القرن،التي شارك نتانياهو (ولو على انفراد) الإطلاع عليها من قِبل ترمب قبل كشفها، ثم تصريحه بأنه «يؤيد الصفقة وسيطبّقها» اذا ما نجح في تشكيل الحكومة. وبخاصة تأكيده ان جيش الاحتلال سيبقى في مواقعه على نهر الاردن وسيضُم شمال البحر الميت وغور الاردن ولن يكون هناك «كيان سياسي» بين اسرائيل والاردن.
استطلاعات الرأي التي نشرت حتى امس, أكدت ان غانتس ونتانياهو لن يبلغا هدفه الاستحواذ على ائتلاف برلماني يضمن(61 صوتا), ودخول غانتس نادي رؤساء حكومات العدو مرهون بتسميته من قائمة فلسطينيي الداخل (القائمة المشتركة), وحيث ان عشرة نواب من الاخيرة (من اصل 13) سمّوا غانتس بعد انتخابات 17 ايلول الماضي، بسبب رغبتهم اطاحة نتانياهو «وتسريع» مُحاكمته وسجنه, وربما اعتزاله الحياة السياسية, فإن المشهد مختلف الان بعد تأييد غانتس صفقة القرن، ناهيك عن غطرسته عندما قال: انه «لن يجلس في حكومة تضم القائمة المشترَكة» مضيفا: نحن لا نتفِق مع القائمة المشترَكة, حول (النِقاش القومي) القائم بيننا وبين الفلسطينيين.
قفازات صهيونية…«حريرية» مَثّلها سابقا حزب العمل الذي اندثر وغدا حزبا ثانوياً الآن, فيما الأُخرى «حديدية» يُجسدها الليكود الفاشي وكتلة اليمين العنصري. بهدف تكريس خزعبلات روايتهم التوراتية, والطمس على الرواية الفلسطينية.
لسوء حظّهما… باتت القائمة المُشتركة بعد سبعة عقود من النكبة, هي «بيضة القبّان» في المُعادَلة الراهِنة.
“الرأي”الأردنية