aren

“عين عيسى” في “عين العاصفة”… ترقب حذر لعملية عسكرية كبيرة
الإثنين - 7 - ديسمبر - 2020

التجدد الاخباري – مكتب اسطنبول

جددت القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التي تدعمها أنقرة، قصفها المدفعي لمنطقة (أبو راسين) شمال الحسكة – شرقي سوريا. وذكرت مصادر محلية ، أن “القصف استهدف المنازل السكنية وممتلكات المواطنين في قرية دادا عبدال في محيط بلدة أبو راسين”. وأضافت: “أدى القصف إلى وقوع أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم”. وأكدت وكالة الأنباء السورية /سانا ، أن “تركيا تواصل جرائمها بحق الأهالي وممتلكاتهم والممتلكات العامة في مناطق انتشارها، حيث أقدم عناصر تابعون للجيش التركي والمسلحين على سرقة أعمدة الكهرباء لشبكة التوتر العالي في منطقة أبو راسين لتهريبها وبيعها لتجار أتراك”.

جهات حقوقية انسانية ، تحدثت عن حركة نزوح للمدنيين ، شهدتها قرى وبلدات (أبورأسين زركان) نحو القرى والبلدات الشرقية، وذلك خوفاً من القصف التركي ، الذي يطال المنطقة بشكل متصاعد خلال الفترة الأخيرة.

كما طال القصف الصاروخي التركي بعد منتصف ليل السبت – الأحد، قرى وبلدات “دادا عبدال، نويحات، صفا، حجي بوبي، تل حرمل، وخط الجبهة الفاصل بشكل كامل، وأطراف زركان” ، وتسبب القصف بحدوث أضرار مادية في منازل المدنيين، بالإضافة لإصابة اثنين من عناصر قوات النظام السوري بجراح. وتزامن القصف التركي مع اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من جهة، والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى، على محاور (دادا عبدال ونويحات وبسيس ومطموره) في المنطقة ذاتها. وفي ريف الرقة الشمالي، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، محيط “عين عيسى”.

في سياق ذلك، شهدت محاور قريتي (صيدا ومعلق)، قصفاً متبادلاً بين الفصائل الموالية لتركيا من جهة، و”قسد” من جهة أخرى، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية – حتى الآن. وبعد منتصف ليل (الخميس – الجمعة)، كان تجدد القصف الصاروخي من قبل القوات التركية على مناطق في محيط “عين عيسى”، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية/قسد بريف الرقة الشمالي، ما أدّى لأضرار مادية دون معلومات عن إصابات، وكانت القوات التركية ، والفصائل الموالية لها قد قصفت المنطقة ن أكثر من مرّة خلال يوم أمس.

بالاطار ذاته، راجت معلومات اعلامية، يوم أمس الأول، عن أن ضابطا روسيا، وضباطا من قوات الحكومة السورية ، اجتمعوا بقياديين من قوات سوريا الديمقراطية/قسد في القاعدة الروسية بمنطقة “عين عيسى” شمالي الرقة، ووفقا لما تم تداوله حول هذا الموضوع ، فقد عمدت القوات الروسية إلى وضع كاميرات “حرارية” فوق قاعدة “عين عيسى” عقب انتهاء الاجتماع، فيما لم ترد معلومات حتى اللحظة عن نتائج الاجتماع.

وما زالت ناحية (عين عيسى)، تشهد تصعيدا عسكريا كبيرا منذ أيام ، عبر اشتباكات شبه يومية بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” وقوات الجيش السوري النظامي من جهة أُخرى.

يأتي ذلك، على الرغم من انسحاب الفصائل السورية (التابعة) لأنقرة إلى مسافة 2 كلم عن البلدة الاستراتيجية ، ومن مناطق في شمال الرقة ، بناءً على تفاهم مع روسيا نهاية العام الماضي. وتتمتع “عين عيسى” بأهمية استراتيجية كبرى، كونها عقدة مواصلات مهمة ، تربط بين محافظتي (حلب والحسكة) من خلال الطريق الدولي (ام فور)، الذي يمر من منتصفها، كما أنها تتميز بطرق محلية تربطها بمدينة “تل أبيض” الحدودية مع تركيا ، ومدينة الرقة. يذكر أن “قسد”، بسطت سيطرتها على “عين عيسى”، في منتصف عام 2015، بدعم من التحالف الدولي بعد معارك ضارية ضد داعش/ تنظيم الدولة الإسلامية.

وتعتبر(البلدة)، عاصمة الإدارة الذاتية لمناطق شمالي شرقي سوريا، حيث تضم معسكرات تدريب ومراكز قيادية مهمة لقوى الأمن الداخلي، وقوات سوريا الديمقراطية/قسد، وتعتبر أيضا خط الدفاع الأول عن عين العرب “كوباني” ، ومنبج ومدينة الرقة، كونها تقع على امتداد شبكة طرق مهمة، وتمتلك عقدة المواصلات ، التي تربط مناطق (عين العرب وتل أبيض)، وصولاً لـ(منبج) في ريف حلب.

الناطق باسم تنظيم “الجيش الوطني”، يوسف حمود، كان ذكر في تصريح صحفي، أن “قسد” متمسكة بعين عيسى، لأنها تعتبر خط الدفاع الأول والرئيس عن مدينة عين العرب (كوباني)، بريف حلب.

وكان الرئيس التركي رجب أردوغان ، يطمح للسيطرة على (عين العرب) في شمال شرق حلب و(عين عيسى) في شمال الرقة، لكنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، رفض الصفقة، الأمر الذي انعكس في شباط/ فبراير الماضي على فتح جبهة “إدلب” من قبل فصائل أنقرة بحجة الدفاع عن السوريين!

وتكنّ البلدتان ، مشاعر الكُره والغضب ، تجاه ممارسات الجيش التركي ، والفصائل السورية التابعة له في كلّ من (تل أبيض ورأس العين وعفرين)، وغيرها.

كانت تركيا و(حلفاؤها) من المعارضة السورية المسلحة ، قد نفذوا في تشرين أول/ أكتوبر 2019 ، توغلا عسكريا ، سُمّي عملية “نبع السلام” ، استهدف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية ، وسيطروا على شريط يمتد 120 كيلومترا على الحدود، بين مدينتي تل أبيض (شمال الرقة) ورأس العين (شمال الحسكة).

وعلقت أنقرة ، هجومها ضد المقاتلين الأكراد، بعد وساطة أمريكية ، ثم اتفاق مع روسيا في (سوتشي)، نصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية ، وتسيير دوريات مشتركة فيها. ووافقت موسكو وأنقرة في اتفاق لاحق على دفع وحدات حماية الشعب إلى مسافة تبعد 30 كيلومترا على الأقل جنوبي الحدود. اذ، تتقاسم “قسد” والقوات الحكومية السوري في عين عيسى (55 كيلومترًا شمالي الرقة) ، نقاط التماس الأولى مقابل تنظيم “الجيش الوطني” الموالي لتركيا ، بينما تنتشر القوات الروسية في الخطوط الخلفية.

وحول لقاء (يوم أمس الأول) في القاعدة الروسية (شمالي) الرقة ، كشفت جهات متابعة، انه خلال الاجتماع الروسي مع “قسد” في مدرسة علي بن أبي طالب – حي البلدة الشرقي، والتي تتخذها القوات الروسية ، قاعدة لها، قدم الروس “عرضًا”، يتضمن موافقة “قسد” على إقامة مربع أمني في البلدة ، يضم إدارة مدينة وعناصر شرطة، مقابل ضمان عدم مهاجمة المدينة.

وقد جاء هذا العرض تزامنا مع حديث عن طلب مساعدة روسية ، تريدها “قسد” ، لقطع الطريق على فصيل “الجيش الوطني” المدعوم تركيا ، والذي يعمل للسيطرة على البلدة ، التي تتخدها “الإدارة الذاتية”، عاصمة لها.

ووفق ما نقل عن الضابط الروسي الذي حضر (هذا) الاجتماع ، فقد أكد أن ما يمنع تركيا من مهاجمة (عين عيسى) هو الوجود الروسي، لأنها تعلم أن هناك “عناصر إرهابية بين صفوف قسد”. وأن الضابط الروسي توجه لقياديين في “قسد” داخل الاجتماع المذكور، بالقول: “نحن لا نستطيع فعل شيء بسبب تهورات عناصركم الذين لا يسمحون للقوات الحكومية بالتنقل داخل المدينة ولا نصب حواجز فيها”. وانتهى الاجتماع برفض المقترح الروسي، إذ رد ممثلو “قسد”، أن روسيا تريد استلام (عين عيسى) كاملة ، واخراج جميع العناصر منها، بما فيها الإدارات المدنية والعسكرية كـ”هيئة الداخلية” و”هيئة الصحة” و”ومجلس المرأة” و”المجالس التنفيذية”، مقابل تجنيب المدينة المعركة.

وكان تنظيم “الجيش الوطني”، وصل إلى أطراف (عين عيسى) ضمن مايسمى عملية “نبع السلام” التركية، في 22 من تشرين الأول 2019، بعد اتفاق تركي- روسي على انسحاب “قسد” من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من (منبج وتل رفعت).

وفي مؤشر واضح على قرب حدوث معركة في هذه البلدة الاستراتيجية ، نشرت حسابات “مقربة” من تنظيم “الجيش الوطني” المسلح والمقرب من تركيا، صوراً وفيديوهات ، لحشود – قيل إن- هدفها مهاجمة بلدة “عين عيسى” الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية/قسد ، وانتزاعها منها.

كما كانت “قسد” علقت على القصف الذي طال المدينة ، إذ قالت : إن “الجيش الوطني” وتركيا ، كثفا قصفهما على عين عيسى، وإن تنظيم “الجيش الوطني” ، يجهز قواعد بالقرب من الطريق الدولي (ام فور)، وسط استعداداته لشن هجمات.

مصادر قيادية (معارضة) تتمركز شرق الفرات، صرحت بأن العملية المرتقبة في “عين عيسى” قد تبدأ خلال أيام، وأن “الجيش الوطني” ، يواصل الآن تعزيزه قواعده في المناطق القريبة. وفي هذا السياق كان الجيش التركي ، أنشأ قاعدة عسكرية جديد في قرية “صيدا”، التي تبعد (كيلومترين فقط) عن بلدة عين عيسى، مزودة بأبراج مراقبة ، تطل على البلدة.

“عين عيسى” في سطور

سيطرت عليها “قسد” بدعم من التحالف الدولي، منتصف 2015، بعد معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” – داعش الذي حاول عدة مرات ، إعادتها إلى سيطرته ، لكنه فشل.

أسست فيها القوات الأمريكية، التي تقود التحالف، قاعدة عسكرية ، مطلع عام 2016، ما جعلها تتحول إلى منطقة استراتيجية، دفعت “الإدارة الذاتية” إلى تأسيس عدد كبير من المؤسسات ، والمجالس التابعة لها فيها.

تحوّلت “عين عيسى” إلى شبه عاصمة لـ”الإدارة الذاتية” في الشمال بـ(إيعاز أمريكي)، وقد كانت مهملة والخدمات فيها سيئة ، قبل إنشاء القاعدة الأمريكية.

شهدت البلدة ، الكثير من الاجتماعات المركزية بين مسؤولي “الإدارة الذاتية” ، ومسؤولين في التحالف الدولي، إضافة إلى مسؤولين غربيين. كما تشهد “عين عيسى ” ، اجتماعات دورية لمؤسسات “الإدارة الذاتية”، وجميع هذه المؤسسات، تعقد كل شهر تقريبًا اجتماعاتها الدورية ،هناك .

إضافة إلى الاجتماعات السابقة، شهدت (عين عيسى)، في أيار/مايو الماضي، ملتقى حمل اسم “ملتقى العشائر”، جمع شيوخ عشائر ووجهاء من شمال شرقي سوريا، بقيادات ونواب من الرئاسة المشتركة لـ”المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا”، ونتج عنه إخراج نساء وأطفال من أبناء مناطق (شمالي وشرقي) سوريا، الذين نزحوا إلى مخيم “الهول” نتيجة للأوضاع ، التي مرت بها مناطقهم في أثناء المعارك ضد تنظيم “داعش”.