aren

عن نتانياهو في.. «طَبْعتِه الثالِثة» \\ كتابة : د.محمد خروب
الإثنين - 16 - ديسمبر - 2019

نتنياهو

«نجح» نتانياهو في مناورات لم تتوقّف منذ الانتخابات المُبكرة «الاولى»…9 نيسان الماضي, ولاحقاً التي جرت في17 ايلول المنصرم, ولم تُسفِرا عن «فوز» اليمين المُتطرِّف الديني/القومي, يمنحه حصانة تحول دون محاكمته..دخول السجن او اعتزال السياسة. نقول: نجحت مناورات نتانياهو في أخذ دولة العدو الى انتخابات «ثالثة», ستجري في الثاني من اذار الوشيك…بعد حلّ الكنيست «22» نفسه، ولكن دون يقين حتى لو قالت استطلاعات الراي العكس (وهي لا تقول بالمناسبة,بل تُؤشِّر ان معسكر اليسار والوسط والقائمة العربية المُشترَكة سيحوز على 60?مقعدا)..بأنه قادر على الهروب من المحاكَمة او التمتّع بـِ«الحصانة» في حال ترأّس حكومة جديدة.

يصل نتانياهو رغم «نجاح» مناوراتِه..مُنهكّا ونازِفا على نحو لم يعهده منذ برز في مشهد كيان العدو, وبخاصة بعد هزيمته المدوية امام ايهود باراك في انتخابات العام 1999 وإعلانه اعتزال العمل السياسي, ثم رجوعه عن ذلك ومنافسته شارون على رئاسة الليكود, ولاحقا وصوله قيادة الحزب الفاشي بعد انشقاق شارون عنه وتشكيله حزب كاديما (الى الامام) ثم مواصلة ترؤّوس حكومات العدو منذ العام 2010 حتى فشله في تشكيل حكومته الخامِسة (على التوالي) بعد إعلان انتخابات 9 نيسان الماضي.

صحيح ان اكثر من مائة يوم تفصلنا عن الثاني من اذار المقبل, بما هو موعد الانتخابات الثالثة التي تجري في كيان العدو خلال اقل من عام واحد، بكل ما تحمله الايام المُقبلة من مفاجآت وتطورات قد تكون دراماتيكية واخرى رتيبة وعادية, ناهيك عما يمكن ان يحمله يوم 26 الجاري عندما تجري «معركة» رئاسة الليكود بين نتانياهو وغريمه (القوي نسبياً) جدعون ساعر، وربما تحدث مفاجأة وإن كانت احتمالاتها ضعيفة, في ظل تأييد غالبيّة لكيودية لنتانياهو, حيث يُظهر الاخير اطمئنانه الى فوز كاسح سيحققه في مواجهة ساعر الطامح إطاحته.

كذلك صحيح ان نتانياهو استنفد ما في جعبته من مؤامرات وتكتيكات وحملات تحريض وشائعات ضد خصومه ومنافسيه في الحلبة السياسية سواء حزب الجنرالات كاحول – لافان (ابيض وازرق) وزعيمه بيني غانتس, أَم ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتينو (اسرائيل بيتنا) حيث يدور تراشق إعلاميّ ضارٍ بينهما, محمول على اتهامات بالخيانة والعمل لصالح «عميل اجنبي», فضلا عما لم يدخّر إزاءهم نتانياهو جهداً او سلاحا إعلاميا تحريضيا وهم فلسطينيو الداخل (القائِمة المُشترَكة) عبر اتهامِهم بأعداء اسرائيل يريدون إبادتها, واضعا اللوم على الجنرال غانتس بالس?ي لإقامة حكومة أقليّة تستند الى دعم القائمة المُشترَكة. بل وتوزير عضو من القائِمة.

ربما يأخذ نتانياهو (كرئيس حكومة تصريف اعمال) المنطقة الى حرب جديدة نحو غزة, وربما سوريا بذريعة منع الوجود العسكري الايران, بل إستغلال حال الفوضى الراهنة في لبنان لاشعال حرب على حزب الله, لكنه في كل الاحوال ووفق ما هو واضح الان لن يَبقى على القوة التي يزعم التوفّر عليها, وان كانت الاحتمالات مفتوحة قبل الثاني من آذار القريب.

“الرأي”الأردنية