aren

عادت “طالبان” … فهل يعود “الارهاب” ؟! \\ بقلم : د.فؤاد شربجي
السبت - 4 - سبتمبر - 2021

عادت طالبان لتسيطر وتحكم أفغانستان ، مما سيتيح للفصائل الجهادية (الارهابية) ، بيئة مناسبة لاستعادة تنظيمها ، وانعاش قوتها.

صحيح أن المتحدثين باسم طالبان ، كرروا عبارة تقول : ” لن نسمح أن تكون أفغانستان منطلقا لاي أعمال عدائية ضد أي دولة” ، ولكن الصحيح أيضا ، أن طالبان لم تقل ان (الجهاد) من الاعمال العدائية ، ولم نسمع عن (فتوى) تحرم (اطلاق الجهاد) منها . أي أن العالم ، لن يتعرض لاعمال عدائية ، مصدرها أفغانستان ، ولكنه -العالم- ربما يتعرض لاعمال “جهادية” ، تؤمن بها طالبان ، وتعتبرها جزءا من عقيدتها.

طبعا، الغرب وبعدما تطورت أساليب الأمن لديه ، بات بعيدا وصعب المنال ، لذلك فالتوجه المتاح ، ان الجهاد (الارهاب) المستفيد من عودة طالبان ، سيكون باتجاه الدول الأضعف من الغرب. ودول منطقتنا العربية ، هي المرشح الاول ، لتكون هدف هذا الارهاب ، خاصة وان لهذا الارهاب ، (ثأر) مع هذه الدول ، كما ان هذا الارهاب ، المتدثر بالاسلام ، يرى ان موطن الاسلام والمسلمين ، هو المكلف بحكمها ، أي ان دول ومجتمعات منطقتنا العربية الاسلامية ، باتت أمام خطر ارهاب منتعش ، ومستعيد لقوته.

المصيبة ، أن فرحة دولنا بـ(هزيمة أمريكا) ، وشماتتهم باحداث الفشل الامريكي ، حجبت عنهم امكانية خطر الارهاب من خلال عودة طالبان ، كما أن القوى والتنظيمات الاسلاموية ، هللت واحتفلت بانتصار طالبان ، وروجت له على أنه دليل واضح وقوي على أن فئة قليلة مؤمنة ، استطاعت هزيمة أمريكا ، واجبارها على الخروج.

وهذا الاستنتاج الرغبوي ، أعمى بصر و بصيرة هؤلاء عما تعنيه عودة طالبان ، وماتتضمنه من امكانية عودة وانتعاش الارهاب ، وربما كانت بعض الجهات الاسلاموية المهللة لعودة طالبان ، تضمر تأييدا قويا لعودة الارهاب.

وفي كل الاحوال ، تسكر منطقتنا بـ(هزيمة امريكا) ، وبما تتضمنه من (انتصار طالبان) ، ويبدو ان السكرة مازالت تعمي الكثيرين عن الخطر المتمثل بقوة الارهاب ، المتأتي من عودة (الجهاد والمجاهدين) لحكم افغانستان ، سواء عبر طالبان ، أو عبر من ينافسها.

مازالت السياسات الامريكية القائمة على الهيمنة والسيطرة ، هي السياسات الاكثر عدائية للعرب والمسلمين ، ولكن الارهاب التكفيري ، المرتدي لرداء الجهاد ، هو العداون الاكثر اجراما بحق مجتمعاتنا ،شعوبنا ،ودولنا.

وفي نقاط كثيرة تقاطعت السياسة الامريكية تجاه منطقتنا مع توجهات الارهاب ضدنا ، واستفادت منه (أمريكا) ، او وظفته لخدمتها وخدمة مصالحها على حساب استقرارنا ، أمننا ، وسيادتنا .

وهذه الحقيقة حول السياسات الامريكية ، والاعمال الارهابية ، لا يجوز أن تغيب عن بالنا ، ومن الانتحار ، التعامي عنها ، لان النهار لايحتاج لبرهان.