aren

الفريق "ب"... صاحب الحرب على ايران : ظريف يكشف سياسات هذا الفريق … واعادة نشر نسخة “غير سرية”من تقرير الخارجية يفضح حقيقة مايجري داخل البيت الابيض
الإثنين - 29 - أبريل - 2019

التجدد – (خاص) مكتب بيروت 

كشف وزير الخارجية الإيراني (محمد) جواد ظريف عن حقيقة سياسات ما أسماه بـ”الفريق ب”، وكيف يتم خداع الرئيس الأمريكي (دونالد) ترمب،لجره الى حرب مع إيران. وقال ظريف (اليوم) الاثنين في حديث لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، إن “فريق ب”،يضم كلا من :(جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي، وبنيامين نتنياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومحمد بن سلمان ، ولي العهد السعودي، ومحمد بن زايد ، ولي عهد أبوظبي).

ظريف

ظريف

وأكد على أن “هؤلاء الأفراد يسعون لجر أمريكا إلى صراع مع إيران”، وأن “الإدارة الأمريكية ومن خلال إجراءاتها بعثت رسالة للعالم مفادها أنها ليست جديرة بالثقة”.

وردا على سؤال ، حول ما إذا كان هذا الفريق ، يسعى لتغيير النظام السياسي في إيران، قال ظريف: “كل هؤلاء برهنوا أنهم يتطلعون لجر الولايات المتحدة للحرب، ولا أعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يريد ذلك”.

وتابع: “أعتقد أن ترمب شارك بالانتخابات تحت شعار عدم إدخال الولايات المتحدة في حرب أخرى، وأرى أن ترامب يريد من وراء ممارسة الضغوط وتكثيف الضغط على إيران، إركاعها ودفعها إلى الاستسلام، لكن سياسته هذه محكومة بالفشل، وأعتقد أن هؤلاء الأربعة يدركون ذلك”.

وقال وزير الخارجية الإيراني، بصدد مزاعم ضلوع طهران في مقتل (600) عسكري أمريكي ، عبر دعم الفصائل العراقية: “هذا اتهام جديد تثيره أمريكا وبالطبع هو اتهام خطير للغاية لأنني أعتقد أن “الفريق ب” يريد أن يخدع ترمب ويجر الولايات المتحدة إلى صراع لا يريده”.

9E6B7858-1BD0-44F4-AE1A-E4186257435B_w1023_r1_s

سليماني

من ناحيته ، أكد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني (قاسم) سليماني، أن المحادثات مع الولايات المتحدة الأميركية مستحيلة، وفق ما أفادت وكالة (فارس) الايرانية. وقال سليماني ، إن إيران لن تتفاوض مع امريكا تحت الضغط الاقتصادي القسري. وأضاف: “أمريكا تريد إجبارنا على الدخول في حوار معها من خلال الضغط علينا اقتصاديا. إن أي مفاوضات بهذه الظروف تعتبر استسلاما لأميركا وهو ما لن يحصل أبدا”.

وازدادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة ، منذ انسحبت إدارة ترمب (العام الماضي) من الاتفاق النووي مع طهران، وبدأت إعادة فرض العقوبات عليها.

الخلافات تعصف بفريق ترمب حول ايران 

وكانت كشفت وكالة “رويترز” – الخميس (18-04-2019)- نقلا عن خمسة مصادر مطلعة، أن تقريرا جديدا لإدارة الرئيس دونالد ترمب ، أثار خلافا بخصوص الالتزام الدولي باتفاقيات الحد من الأسلحة، حيث تخشى وكالة المخابرات الأمريكية ، وبعض مسؤولي وزارة الخارجية ،أن يضفي طابعا سياسيا على التقييمات الخاصة بإيران و(يشوهها). وتسعى إدارة ترمب إلى تكثيف حملة احتواء نفوذ إيران بالشرق الأوسط، في حين أثيرت مخاوف من أن تكون إدارته ، راغبة في “الإطاحة بنظام طهران”، أو “تمهد لتبرير عمل عسكري”.

ترمب بولتون

ترمب – بولتون

واتضح النزاع بين المسؤولين الأمريكيين، الثلاثاء الفائت، عندما نشرت وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني ثم أزالت، (نسخة غير سرية) من تقرير سنوي إلى الكونغرس، يقيم مدى التزام اتفاقيات الحد من الأسلحة، اعتبرت المصادر “أنه يشوه إيران”.

التقرير، جاء نشره بعدما صنفت الإدارة الأمريكية (رسميا) الحرس الثوري الإيراني، الاثنين الماضي، “منظمة إرهابية” أجنبية. وأوضحت “عدة مصادر” أن التقرير، الذي نشر مجددا دون تفسير، الأربعاء الماضي، جعلهم يتساءلون ، عما إذا كانت الإدارة ، تصور إيران “في أسوأ صورة ممكنة”، مثلما استخدمت إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو (بوش)، معلومات استخباراتية زائفة ،ومبالغا فيها، لتسويغ غزو العراق في عام 2003.

وردت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية على الرأي الخاص بإيران، قائلةً في رسالة بالبريد الإلكتروني: إنه يعتمد على “تقييم دقيق لكل المعلومات ذات الصلة”. وبينت الوزارة ، أن التقرير نشر وفاءً بمهلة إلزامية، حيث كان يتعين عرضه على الكونغرس بحلول (15 نيسان\ أبريل).

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، إن نسخة أشمل غير سرية ،ستقدم بعد اكتمال مراجعة ،لتحديد المعلومات التي يمكن نشرها من التقرير السري، في حين لم تعلق الوزارة على الخلاف الداخلي بشأن التقرير، أو المخاوف من تسييسه.

تقييمات خاصة بـ(طهران) … ويشوهها

هذا،وأغفلت النسخة غير السرية من التقرير ،التقييمات الخاصة ، بمدى التزام روسيا ، اتفاقات رئيسة، مثل معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، ومعاهدة “ستارت” الجديدة للحد من الأسلحة. وأشارت المتحدثة باسم الوزارة إلى أن موقف الولايات المتحدة ،المتمثل بأن روسيا ،انتهكت معاهدة القوى النووية متوسطة المدى ،”واضح”. ولم يحتوِ التقرير (أيضا) على تقييمات تفصيلية ،نشرت في السنوات السابقة، عن مدى التزام (إيران -ميانمار -كوريا الشمالية -سوريا) ودول أخرى، معاهدة حظر الانتشار النووي.

DLY020519_parsi_intelligence

وزير الخارجية بومبيو ويظهر في الخلف (بولتون)

تضمن التقرير، بدلا من ذلك، جزءا من “خمس فقرات” لم يتطرق بالذكر إلى تقييمات لأجهزة المخابرات الأمريكية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران أنهت برنامجا للأسلحة النووية في عام 2003، وتمتثل لاتفاق أُبرم في عام 2015 ، فرض قيودا على برنامجها النووي المدني.

وجاء في هذا الجزء، أن احتفاظ إيران بأرشيف نووي ،كشفت عنه “إسرائيل”، العام الماضي، أثار تساؤلات بشأن احتمال وجود خطط لدى طهران ،لاستئناف برنامج للأسلحة النووية.

وأردف ،أن أي مسعى من هذا القبيل، من شأنه أن ينتهك معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ما ينطبق أيضاً على احتفاظ إيران بمواد نووية غير معلنة، رغم أن التقرير لم يقدم أي أدلة على فعل إيران ،أيا من الأمرين.

محاولة لخلق صورة مخيفة

وكشف (مساعد) في الكونغرس، طلب عدم الكشف عن اسمه، مثلما طلبت المصادر الأخرى، لـ”رويترز”، أنّ التقرير “يراكم الاستنتاج فوق الاستنتاج هنا، في محاولة لخلق صورة مخيفة”، مضيفاً أنه عند حذف معظم المحتوى العادي منه، سيصبح التقرير فقط عن إيران، إلى حد بعيد.

وذكر المصدر أن “هناك مخاوف شديدة من أن الهدف الإجمالي كان المساعدة في إيجاد مسوغ لتدخُّل عسكري في إيران بشكل يبدو مألوفاً للغاية”، في إشارة إلى استغلال إدارة بوش ، معلومات استخباراتية (خاطئة) قبل غزو العراق عام 2003 –منذ 16 عاما- والذي أطاح بـ(صدام) حسين.

من جانبها، قالت ثلاثة مصادر ،إن التقرير المؤلف من(12 صفحة)، بالمقارنة مع(45 صفحة ) في العام الماضي، يعكس خلافاً بين “يليم بوبليت” ، وهي مساعدة لوزير الخارجية مكتبها مسؤول عن صياغة التقرير، ورئيستها وكيلة الوزارة (أندريا) تومسون. في حين أوضح مصدران آخران، أن “بوبليت”، سعت إلى إضافة معلومات ،مثل قصص إخبارية،ومقالات رأي في التقرير، الذي يعتمد عادة على تحليلات قانونية ،لتقارير المخابرات الأمريكية.

ايران

خامنئي والرئيس “روحاني”

من جهته، قال مسؤول أمريكي سابق (مطلع) على الأمر: إن التقرير “به أيضا أخطاء أخرى واضحة”، لافتاً إلى أن مسودة النسخة غير السرية ، تضمنت معلومات سرية.

كما بين مسؤول سابق آخر، أنه يعتقد أن التقرير يستخدم لدعم وجهات نظر إدارة ترمب بخصوص إيران، لا ليعكس معلومات جمعتها أجهزة المخابرات، وتقييم خبراء وزارة الخارجية ،لتلك المعلومات.

في حين قال المصدر الأخير: إن “هذا الجزء (من التقرير)… يضيف مسحة سياسية أو يسيس التقرير”، مضيفاً أن الإدارة تستخدم على ما يبدو، تقريرا كان موضوعيا في السابق، “لدعم تأكيدات غير موضوعية”.

وفي أيار\ مايو الماضي، أعلن الرئيس ترمب ،انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، وفرض عقوبات ضخمة عليها، ثم صنف قبل أيام، “الحرس الثوري” على قوائم الإرهاب، لترد إيران بالمثل ، وتضع الجيش الأمريكي على قوائم الإرهاب ، الخاصة بها.

ووفق ماذكرته مصادر استخباراتية (غربية) ، لموقع التجدد الاخباري ، فان ما كشف عن الوزير ظريف، في حديثه عن أعضاء الفريق “ب”، الذين يحرضون ترمب لشن الحرب على ايران ، هم أنفسهم الذين حضوا على نشر التقرير – الذي أعيد نشره مجددا من دون تفسير بعد حذفه- والذي تحدثت عنه “رويترز”.

وبحسب ما قالته هذه المصادر لـ(التجدد) ، فان الخلاف داخل إدارة الرئيس الأمريكي (دونالد) ترمب حول الـ”تقرير استخباراتي” المذكور، يكشف ،فحسب، الجزء الظاهر من جبل الجليد، لمايحدث ضمن فريق ترمب الرئاسي ،لناحية بناء السياسات المستقبلية، تجاه الجمهورية الاسلامية.

“بومبيو” صاحب القرار النهائي .. و “دانفورد” يعارضه

ومنذ اتخاذ ترمب ، قرار تصنيف الحرس الثوري الإيراني كـ(منظمة إرهابية) – أصبح ساري المفعول في 15 نيسان\ابريل  الجاري- فان الخلافات والانقسام حول تداعيات هذه الخطوة الموصوفة بـ”الفوضوية” وبـ”المتسرعة” ، تطغى على وجهات النظر، بشأن الملف الايراني في “استراتيجية واشنطن”.

بومبيو ودانفورد

الجنرال دانفورد و الوزير بومبيو

وفي مايتعلق بمعارضي قرار ترمب حول التصنيف الاخير لـ(الحرس الثوري) ، تلفت هذه المصادر، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، الجنرال (جوزيف) دانفورد، يعد من بين المعارضين لهذا القرار، وتضيف ” ان وزير الخارجية مايك (بومبيو)، ومستشار الأمن القومي، جون (بولتون)، ضغطا لاتخاذه، وبأن القرار النهائي (عاد إلى) بومبيو، وذلك لأن الخارجية الأمريكية ، تتحكم بقائمة المنظمات الإرهابية”.

إلى ذلك، كانت كشفت صحيفة الـ(نيويورك تايمز) ، نقلا عن مسؤول أمريكي، أن بومبيو رفض طلب مسؤولين في الخارجية، تأجيل إعلان قرار ادراج الحرس الثوري ضمن المنظمات الارهابية ، لافتة إلى أنهم (المسؤولون) ،تخوفوا من تداعياته “غير المقصودة” على بلدان لا علاقة لها بهذه المسألة”.